مَن يتحكم بالقطاع النفطي راهناً؟
صددى المسيرة- خاص
يعد القطاعُ النفطي في اليمن من القطاعات الحيوية والواعدة التي يكتنفُ الكثيرَ من تفاصيلها الغموضُ، ويمثل أهمية استراتيجيةً بالنسبة للاقتصاد اليمني منذ اكتشافه في منتصف الثمانينات من القرن الماضي وحتى اليوم نتيجة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي والموازنة العامة وميزان المدفوعات، وشهد القطاع النفطي تطوراً متزايداً منذ إعْـلَان الوحدة اليمنية عام 1990م وظل الإنتاج في تزايد حتى عام 2001م حيث زاد مستوى الإنتاج من (69.1) مليون برميل عام 1990م إلَى (160.1) مليون برميل عام 2001م بينما اتسم الناتج بالتراجع في الفترة (2002-2007م) ليصل إلَى (117) مليون برميل، وعلى الرغم من انخفاض معدل الإنتاج خلال ذات الفترة، إلّا أن زيادة الأسعار التي شهدتها على الصعيد العالمي بسبب الزيادة في الطلب العالمي للنفط وخاصة من الدول التي تشهد نمواً اقتصادياً متسارعاً مثل الصين، زادت مساهمة هذا القطاع في تركيب الناتج المحلي الإجمالي. وساهم قطاع النفط والغاز في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة متفاوتة تشهد تذبذب وتغير من فترة إلَى أخرى حيث مثل عامي (2005-2006) نحو 35% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، ولكنه انخفض إلَى 28% عام 2007.
وبينما كانت صادرات اليمن من النفط الخام تصل (258.8 ألف) برميل يومياً عبر مينائي الضبة النفطي الواقع في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت ومنشآت صافر النفطية الواقعة في محافظة مأرب تراجع خلال العام المنصرم إلَى 165 ألفَ برميل يومياً..
وتعد حوض المسيلة قطاع (14) الذي تم اكتشافه في العام 1993م من أبرز الحقول النفطية في ويساهم النفط بنسبة تتراوح بين (30-40)% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي ويستحوذ بأكثر من 70% من إجمالي إيرادات الموازنة العامة للدولة ويشكل أكثر من90% من قيمة صادرات الدولة.
وتعود البداية الأوْلَى للأعمال الاستكشافية عن النفط في اليمن إلَى عام 1938م من خلال شركة نفط العراق عندما قامت بتنفيذ بعض الأعمال الجيولوجية والجيوفيزيائية، وفي فترات مُتقطعة حتى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات في محافظتي حضرموت والمهرة، كما قامت شركة براكلا وديلمان من ألمانيا الغربية بتنفيذ بعض الأعمال الاستكشافية في المنطقة الغربية لليمن في تهامة (الصليف والبحر الأحمر) 1952م – 1954م ولم تحقق تلك الأعمال النتائج المطلوبة، واستمرت الأعمال الاستكشافية في أوائل الستينيات من قبل عدد صغير من الشركات لتنفيذ بعض المسوحات في مناطق عديدة بالجمهورية، وحفر 31 بئراً استكشافياً خلال تلك الفترات.
وفي عام 1981م تمت المفاوضات والتوقيع مع شركة هنت الأَمريكية على اتفاقية المشاركة في الإنتاج في القطاع 18 بمنطقة مأرب / الجوف، كان لنتائج الجهود الاستكشافية والبحثية تحديد مصائد نفطية مُحتملة وواعدة تعُود للعصر الجوراسي، وعلى ذلك بدأ نشاط حفر الآبار في منطقة (ألف) عام 1984م ليتم على أثر ذلك اكتشاف النفط لأول مرة في تأريخ اليمن الحديث، ليتم الإنتاج عن النفط بهذا الحقل عام 1986م.