هذا ما سيُسقِطُ سلاحَ التجويع..بقلم/ دينا الرميمة
كان للضربة التحذيرية التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية إلى ميناء الضبة في حضرموت صداها الواسع ورسائل عديدة إلى دول العدوان ومرتزِقتها حول نهب الثروة النفطية التي شاءت الأقدار أن تقع في أيديهم بفعل خيانة بعض المرتزِقة الذين مكنوّها منها مقابل إعطائهم نسبة ضئيلة منها على حساب شعب بات يتضور عوزاً واحتياجاً لقطرات من ثروته النفطية أَو حتى عائداته منذ العام 2015، والتي بحسب تقارير للجنة الاقتصادية انها بلغت أكثر من ثلاثة عشر مليار دولار حتى نهاية العام 2021!!
ناهيك عن عائدات هذا العام والذي تضاعفت فيه عمليات الإنتاج للنفط الخام مع تصاعد أسعاره وتضاعف الطلب عليه، بسَببِ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، جميعها ذهبت إلى حساب البنك الأهلي السعوديّ، وأمام هذا الحرمان الذي يعاني منه الشعب اليمني حتى في مناطق سيطرة العدوان لم يجدوا من وسيلة لسد حاجتهم من النفط إلا باستيراده من الخارج بأسعار مرتفعة يزيد من حدتها تعرض السفن للقرصنة من قبل دول العدوان لافتعال أزمات يتحمل تبعاتها المواطن البسيط والمنهوب راتبه وجميعها تأتي ضمن سياسة التجويع لإرغام اليمنيين على سلام يأتي على مقاس مشيئة دول العدوان ومصالحها التي لأجلها ترفض تسليم رواتب الشعب اليمني وتنهب ثروته ومن ثم تقايض بالملف الإنساني الأمر الذي رفضه اليمنيون بشده وأمامه رأت القيادة الثورية وَالسياسية أن عليها حماية الثروة النفطية واستعادة حقوق شعب أعطاها كامل الصلاحية في انتزاعها من دول تكن له حقداً تساقط عليه بالويل والثبور!!
وبدايةً من خطاب السيد “عبدالملك بدر الحوثي” في ذكرى ثورة الـ”21 من سبتمبر” الثامنة وما تلاه من خطابات توجّـه فيها بالنصح والتحذير لدول العدوان من مغبة نهب ثروات اليمن، تلاه تهديدات الرئيس “مهدي المشاط” بأن اليمن بات يمتلك أسلحة بحرية بإمْكَانها اصطياد أي هدف يتجرأ على المياه اليمنية ويحاول نهب ثرواته دون التواصل مع صنعاء، أضف إلى تحذيرات القوات المسلحة اليمنية للشركات التي تتعامل مع المرتزِقة في نهب النفط بأن مغبة ذلك ستكون وخيمة.
كل هذه التحذيرات تعاملت معها دول العدوان ومرتزِقتها باستخفاف وكعادتها لم تأخذ العظة والعبرة من الرسائل السابقة التي تبعها فعل موجع كان آخرها الأعاصير والعمليات الكاسرة للحصار التي شم دخانها العالم وأسمعت الجميع أنين أمراء النفط!!
وأمام هذا التعنت والتجاهل وجهت القوات المسلحة طائراتها المسيرة إلى ميناء الضبة في حضرموت للحول دون ما تشتهيه السفينة اليونانية التي لم تكترث لنداءات خفر السواحل اليمنية مواصلة سيرها إلى الميناء هناك، حَيثُ وصل الطيران المسير قبلها مباغتاً إياها بضربة تحذيرية وبالغة الدقة، حَيثُ أكّـدت القوات المسلحة انها لم تصب البنية التحتية للميناء ولا السفينة بأذى في رسالة قوية لكل من تسول له نفسه تجاهل معاناة الشعب اليمني ويتحدى مشيئة الصادقين في دفاعهم عن اليمن.
ضربة وصفها المستفيدون من نهب النفط كالسعوديّة وأمريكا وبريطانيا بالإرهابية مع اعترافهم بختام بياناتهم بعدم إصابة السفينة في تناقض واضح مع تصريحاتهم التي تتهم الجيش اليمني بتهديد طرق التجارة العالمية.
أما مرتزِقة العدوان بمجلسهم الذي لململت السعوديّة قاداته من دهاليز العمالة وسراديب الارتزاق وهو الفاقد شرعيته برغم تألمهم من الضربة كونها حالت بينهم وبين ما تشتهيه أنفسهم من فتات عائداتها إلا أنهم وجدوها فرصة سانحة للإيعاز لأربابهم بعودة اشتعال الحرب لقتل الشعب اليمني الذي لثمان سنوات وهم يقتاتون على دمه وثروته ورأيناهم كيف اشتد سعارهم مع بدء الحديث عن السلام وبشكل مثير للسخرية أصدروا قرارهم بتصنيف المدافعين عن اليمن وشعبه كجماعة إرهابية، قرار سفيه قابله اليمنيون بلا مبالاة؛ كونه أتى ممن جلب العدوان عليهم ويرى اليمنيون أنه لا سلام إلا بالقوة وبمثل هذه العمليات المباركة التي ستجعل العدوّ يخر ساجداً معلنا هزيمته رافعاً الراية البيضاء للسلام المنشود.