حيَّ على العمل.. حيَّ على زراعة القمح..بقلم/ عبدالحميد الغرباني
العملُ ضرورةٌ يقتضيها إثباتٌ وجود وحماية وجود وهو حركةٌ تدفعُها أفكارٌ وَتقودها أفكار، اليوم جبروتُ الحاجةِ يلحُّ النداءَ هيّا إلى العمل، وفي ذات الوقت يستحثُّنا السيدُ قائد الثورة حيَّ على العمل.. حيَّ على العمل، عن فلسفة وافرة أفرد لها أُطروحات ومحاضرات سابقة متجددة تجذرنا في الأرض وَتبوأنا خندق التنمية ” الزراعة” وزراعة القمح تحظى بالأولوية فما نحن فاعلون على الصعيدين المجتمعي وَالشعبي أَيْـضاً؟ أو ما المطلوب من الدولة والمجتمع؟
يخطئُ مَن يحجِّمُ الاستجابةَ للسيد في هذا المضمار ويصيب منَ ينطلق عن يقين زخم التوجّـه الشعبي للحقول والانتشار في الوديان والقيعان والمدرجات وَالسهول لتأمين الغذاء، وَبالتالي ليس المطلوب من مؤسّسات الدولة بداية بالرئاسة وَمُرورًا بالحكومة وُصُـولاً إلى بقية مؤسّسات الدولة الانشغال بتعبئة جماهير الشعب نحو العمل على زراعة القمح فذاك أمر مفروغ منه، وهو ما تشير إليه موجهات السيد القائد المتركزة على حث ودفع الدولة للحركة والعمل في هذا الميدان الهام.
على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يدركا أن توجّـه المجتمع نحو الحقول من دون أسلحة لا ينتج قمحاً وأن ذاك أمر لا تكتمل ثمرته دون تدخلات يفتقر إليها المزارعون بشكل كبير عند زراعة هذا المحصول الاستراتيجي، والآتي أهمها:
– رفد المزارعين بالأصناف المحسنة عالية الإنتاج.
– مد المزارعين بمكافحات الآفات والأعشاب.
– توسيع دائرة الري بالطرق الحديثة.
– الخدمات الإرشادية المرتبطة بالمعاملات الزراعية للقمح.
– تدخلات ما بعد الحصاد.
يمكن عبر ذلك وفي عدد من المحافظات رفع كفاءة استخدام الموارد المتاحة في زراعة محصول القمح وَزيادة الإنتاجية منه، وهذا يعني أن تحويل الأمل إلى عمل يا حكومة لا يتأتى وَالأفواه تعمل والأيدي تنام وأن الشعوب لا تنعم بالرخاء إلا نتيجة مضاعفة الخبرة وحركة كُـلّ يد، أرضنا وافرة الخير لكنها تفتقر لأقدر الخبرات وأوفر النشاطات وتنتظر أن يلاقيَها حسنُ استغلال الموارد وجودة استنتاجها، وبداية الطريق أن تلاقيَ الدولة المجتمع فيه، لا أن تتخلف عنه.
وبالمثل يجب على المجتمع مضاعفة الجهود وبذل الأسباب وَالحرص على رفد استجابته لزراعة القمح بما يخدم الهدف الاستراتيجي، وأهم ذلك المدخلات الزراعية كالتقاوي المعتمدة والأسمدة وَأَيْـضاً المعاملات الزراعية الموصى بها من قبل البحوث، الآتي أبرزها:
– ميعاد الزراعة. – معدل التقاوي “البذور المحسَّنة”.
– التسميد. – الري. – مسافات الزراعة.
– مكافحة الآفات والأمراض والأعشاب.
– الميكنة الزراعية “ما استطاعوا إليها سبيلا”.
على من تسرب لذهنياتهم أن أرضنا شحيحةٌ ومُعدمة العطاء أن يعلموا أن الأجنبي من قال ذلك ويريد لنا أن نظل دون أمن غذائي ولا يريد لنا من خير ولا حتى أن نكتشفَ أسرار أرضنا، نحن على ثقة أن عموم الشعب يدرك أن الرخاءَ لن يفيضَ إلا إذَا ما كانت اليدان أكثر نشاطاً من الفكين وأن تتنوع عملاً وإنتاجاً عميمُ الإثمار.
إن حَثَّ السيد القائد المتكرّر على زراعة القمح يفرض استجابةً شعبيّةً توازي النفيرَ للجبهة، لقد آن أوانُ طرد التراخي الذي أصابنا كشعبٍ يأكل مما يزرع على مرّ التاريخ بعد أن تهتكَ ستارُ الرخاء الظاهري والتمدين الشكلي ويكفي أن نعيَ أن الأمن الغذائي هو عمادُ الحرية وَقاعدةُ الكرامة فحيَّ على العمل، حيَّ على زراعة القمح، توكلنا على الله وَبه ثقتنا وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.