العرسُ الجماعي.. فرحةٌ للفقراء وبشارةٌ للمحرومين..بقلم/ حسن محمد طه*
اُسْتُكمِلت الإعداداتُ والتجهيزاتُ الخَاصَّة بإقامة مهرجان العرس الجماعي وبرقم قياسي جديد لهذا العام يفوق 9600 عريس وعروس من مختلف المحافظات الحرة.
ولعلَّ صورةَ اللوحة الجميلة والمبهجة التي رسمها عرسان الموسم الماضي لأكثر من 7200 عريس وعروس ستكون هذا العام أكثر جمالاً وأوسع انتشاراً للسعادة والبهجة التي ستدخل نفوس العرسان الذين يمثلون مختلف الفئات المستضعفة والمحرومين من الزواج من تجاوزت أعمارهم الثلاثين والأربعين نتيجة ظروفهم المعيشية التي حالت بينهم وبين تحقيق آمالهم حتى وصل البعض منهم إلى اليأس والإحباط، إضافة إلى وصول الفرحة لأُولئك الذين طالما عاشوا حالة التهميش من أحفاد بلال، وكذلك الجرحى والأسرى المحرّرين والمرابطين الذين لهم حقوق مضاعفة علينا وفئة المعاقين.
ولا ننسى أن مهرجان العرس الجماعي تجاوز خارطة الجمهورية اليمنية وأصبح للفقراء من أبناء الجاليات المقيمين في بلادنا نصيباً من المشروع.
وستكون اللوحة لهذا العام محل فخر واعتزاز كُـلّ يمني حر ومصدر سعادة لكل المكلفين بالزكاة على أموالهم عندما يرون أثرها واقعاً في مشاريع عملاقة ومتعددة المصارف ومن ضمنها هذا المشروع.
ومع أهميّة الحدث وأثره الكبير في تحصين عدد كبير من الشباب من مختلف المحافظات والمديريات والعزل من العزوبية والارتياح الشعبي الكبير بهكذا مشاريع هادفة تتصدى بشكل عملي لعوامل انحراف الشباب نتيجة استهداف المجتمع بشكل عام بالحرب الناعمة التي تمولها دول الفساد والإفساد لتجريده من هُــوِيَّته الإيمَـانية وأبعاده عن قيمه الأصيلة وحميته وكلّ سلوكياته الحميدة.
إلا أن هذا المشروع ومع عظمته سيكون محل انتقاص الناقصين والمغرضين وأبواق الإعلام الساقط وأصحاب الأقلام المأجورين والمخصصين لتشويه كُـلّ ما هو جميل وانتقاد كُـلّ منجز يتحقّق لهذا الشعب في مرحلة حرجة وظروف صعبة واستثنائية فرضها ويفرضها تحالف العدوان والحصار وانقطاع مصادر العيش لغالبية هذا الشعب لذات السبب، فهم (المرتزِقة والعملاء) يغتاظون من النجاح الكبير الذي تحقّقه كثير من مؤسّسات الدولة في صنعاء، وفي مقدمتها الهيئة العامة للزكاة والهيئة العامة للأوقاف رغم حداثة إنشائهما، فنحن معنيون بالتصدي لهذه الأبواق المسعورة من خلال توضيح الحقائق من الواقع.
ومن خلال توسيع دائرة مشاريع العرس الجماعي في مؤسّسات رسمية مثل هيئة الأوقاف والاتصالات وكذلك المؤسّسات والشركات التابعة للقطاع الخاص.
وكذلك على مستوى القبيلة من خلال إقامة الأعراس الجماعية التي تخفف معانة شريحة الشباب بالتزامن مع حملة توعية واسعة لتعزيز قيم الرحمة والسعي إلى ضوابط تحد من غلاء المهور ووضع آلية لسقف عادل للمهور يتوافق مع إمْكَانيات غالبية المجتمع البسيط وكذلك التخفيف من تكاليف الأعراس التي أصبحت عادة اجتماعية تفوق قدرة الميسورين قبل المعسرين.
وهذا الجانب طالما تكرّر التنبيه والنصح حوله من قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في أكثر من مناسبة وأكثر من محاضرة.
* عضو مجلس الشورى