السيدُ نصرُ الله يسردُ تفاصيلَ ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان
المسيرة | متابعات
أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إلى أن الحدود البرية بين فلسطين المحتلّة ولبنان رسمها الانتداب الفرنسي والبريطاني ولكن لم يتم ترسيم أية حدود بحرية، وبعد الكلام منذ سنوات عن وجود النفط والغاز أصبح لبنان بحاجة لترسيم الحدود البحرية.
وفي بدء كلمة متلفزة، مساء أمس، حول تفاصيل تعيين الحدود البحرية الجنوبية، أشار سماحته إلى أن “حديثنا الليلة يتركز على موضوع أَسَاسي وهو مجريات الأحداث مع العدوّ الصهيوني خلال الأشهر القليلة الماضية وُصُـولاً إلى تفاهم ترسيم الحدود البحرية”.
وعرّج السيد نصر الله على رحيل “عالميْن عامليْن ومضحيْن هما سماحة الشيخ إسماعيل الخطيب والشيخ حسين عبد الله”، وتقدم من عائلتهما باحر التعازي ومشاعر المساواة بفقد هذين العالمين العزيزين.
كما استذكر ذكرى استشهاد القائد الشهيد فتحي الشقاقي الذي أطلق أفقًا جديدًا للجهاد وأملًا جديدًا لفلسطين وشعبها، لافتاً إلى اكتشافه مبكراً للثورة الإسلامية في إيران، وأن “القائد الشهيد فتحي الشقاقي كان قائداً جهادياً وسياسيًّا وصاحب فكر وثقافة عالية”.
وَأَضَـافَ السيد نصرالله: “الشهيد الشقاقي أعطى لقضية فلسطين بعداً عربياً قومياً وإسلامياً وعالميا”، لافتاً إلى أن “حركة الجهاد الإسلامي التي أسسها الشهيد الشقاقي لم تنكسر وأصبحت اليوم في عداد الفصائل الطليعية وتصنع المعادلات”، مجدّدًا في الذكرى السنوية لشهادته التعازي والتبريك لعائلته الكريمة وقيادة حركة الجهاد الإسلامي ولشعب فلسطين.
الأمين العام لجزب الله تطرّق إلى الحضور الكبير في التشييع الحاشد للشهداء المظلومين في إيران، مؤكّـداً أنها رسالة قوية لكل المتآمرين بأنهم يراهنون على سراب، وأن هذا الحضور الكبير في التشييع الحاشد في إيران هو رد حاسم على المشاركين والمخطّطين في الفتنة.
السيد نصر الله لفت إلى أن هناك شيئاً اسمه المياه الإقليمية ولها آلية احتساب وهناك اسم ثاني المياه المتاخمة وبعدها هناك جزء اسمه المنطقة الاقتصادية الخالصة، مُضيفاً أن “المياه الإقليمية هي جزء من الدولة والدولة اللبنانية لها سيادة كاملة على هذه المياه وتستفيد من ثرواتها وخيراتها”.
كما أشار سماحته إلى أن “الكيان يعتبر أن حدوده من النيل إلى الفرات وهو أصلاً لا يعترف بحدود ويعتبر أن حدوده، حَيثُ تصل قوته وجبروته”، وأنه على ضوء تحديد الحدود البحرية يحدّد لبنان بلوكات الغاز والنفط.
وتابع قائلاً: “الخط 23 والذي صدر مرسوم بشأنه يمكن أن يعتبر الحدود، والخط 23 يفرض على لبنان تحرير تلك المنطقة البحرية تحت عنوان مياه إقليمية ومنطقة اقتصادية وهي قضية وطنية”.
وأكّـد سماحتهُ: أن “موقف المقاومة منذ العام 2000م، قلنا أن المقاومة لا تتدخل في ترسيم الحدود البحرية وهي مسؤولية الدولة، وقلنا ونقول ما تعتبره الدولة للبنان نحن نلتزم به”، مُضيفاً “الدولة اللبنانية اعتبرت الخط 23 هو الحدود البحرية وتركت الباب مفتوحاً للتعديل.. والدولة اللبنانية إذَا عادت وتقول أن الحدود البحرية خط 29 فالمقاومة ملزمة بأن تناضل؛ مِن أجلِ ذلك”.
وتوجّـه السيد نصر الله للذين “يتحدثون عن الخط 29 كان عليهم أن يتحَرّكوا عام 2011م، عندما صدر مرسوم خط، أقول للذين ينتقدون بشأن الخط 29 واصلوا نضالكم ولكن من دون لغة تخوين وغيرها”.
الأمين العام لحزب الله لفت إلى أن العدوّ الصهيوني منع شركات جاءت لتقوم بعملية مسح وأعلن العدوّ بوضوح أن هذه المنطقة له ورسم خط رقم 1، ومنع العدوّ أي أحد من الاكتشاف والاستخراج في كُـلّ المنطقة.
كما لفت إلى أن العدوّ تسلط على هذه المنطقة، حَيثُ مارس سلطة وهيمنة على منطقة البلوكات الحدودية وادعى أنها له وضمن حدوده البحرية ومياهه الإقليمية ومنطقة الاقتصادية الخالصة.
وأشَارَ سماحته إلى وجود منع أمريكي من الاكتشاف والاستخراج في سياق الحصار على لبنان والضغط على الدولة اللبنانية بالتنازل عن الحدود والقبول بالخط رقم 1.
وعرض السيد نصر الله خريطة يظهر فيها الخط 23 والخط رقم واحد الذي رسمه العدوّ الإسرائيلي، مُشيراً إلى أنه بحسب الرقم المتداول فإن المنطقة بين الخط رقم 1 والخط 23 مساحتها 879 كيلومتراً مربعاً.
وَأَضَـافَ سماحته: إلى أنه “ما قبل المرحلة الأخيرة لم يُطلب من المقاومة شيئاً، لكن المقاومة كانت بصورة ما يحصل”، وقال: “الوسيط الأول الذي اسمه “هوف” طرح خطاً اعتبره تسوية ما بين الخط واحد الذي يدعيه العدوّ والخط 23 واعطى 45 % للعدو من هذه المساحة واعطى 55 % للبنان منها وهذا كان مجحف جِـدًّا للبنان”.
وأشَارَ سماحته إلى أن لبنان الرسمي رفض خط “هوف”، عارضاً خريطة يظهر فيها هذا الخط، ولافتاً إلى أن النقاش كان وقتها بالخطوط ولم يكن بحقول قانا وغيرها.
وتابع السيد نصر الله: “بدأ الضغط الأمريكي على الرئيس بري وعلى غيره من المسؤولين بفرض خط “هوف” عليهم”، مضيفًا: أن “الموقف اللبناني الرسمي رفض خط “هوف” بالمطلق وحتى النهاية”.
وأشَارَ السيد نصرالله إلى أن الرئيس نبيه بري كان حاسمًا برفض خط “هوف”، وأن العدوّ ظل متمسكًا بالخط واحد ولم يعط أي إشارة بالقبول بخط “هوف”، وكان الأمريكي يضغط والصهيوني بالميدان يمنع.
وأوضح سماحته إلى أن “الرئيس بري خلال كُـلّ هذه المفاوضات لم يقدم أي تنازل وتحمل عبء كُـلّ هذه المرحلة إلى أن وصلنا لمرحلة أعلن فيها انتهاء مسؤوليته المباشرة بالإعلان عن اتّفاق الإطار، وبحسب اتّفاق الإطار تم تشكيل وفد لبناني ووفود أُخرى من جهات أُخرى وإجراء لقاءات برعاية الأمم المتحدة، هنا انتقلت مسؤولية المتابعة من دولة الرئيس إلى فخامة الرئيس منذ بعد 22 أيلول/سبتمبر 2020م”، مؤكّـداً أن “الملف انتقل من يد أمينة إلى يد أمينة ورجل صلب إلى رجل صلب مشهود لهما”.
وبين السيد نصرالله بالقول: “انتقلت المفاوضات إلى الناقورة التي وصلت لاحقا إلى طريق مسدود.. وبعد تبدّل الإدارة الأمريكية تم تكليف “هوكشتاين”، وقدم طرحاً جديدًا متقدماً عن طرح “هوف” ولكن لا يستجيب للمطالب اللبنانية وهنا بدأت تحولات في المنطقة والعالم”.