شعاعُ الأمل المنبثق من نافذة الإخلاص والتفاني..بقلم/ أحمد حسن الضبيبي
في ظل العدوان والحصار وتزامناً مع ذكرى مولد الحبيب المصطفى محمد -صلوات الله عليه وآله- كان لهيئة الزكـاة حضورها وبصمتها ويدها البيضاء كعهدنا بها في كُـلّ مناسبـة وعلى مدار العام فقد دشّـنت الهيئة العامـة للزكـاة عدداً من المشاريع بتكلفة وصلت لأكثر من ١٠ مليارات ريال ولعل المشروع الأضخم والأهم والذي نحن بصدد الحديث عنه هو مهرجان العرس الجماعي الثالث لزفاف 9600 عريس وعروس من أُولئك الذين جار عليهم الزمن فلم يتمكّنوا من إكمال نصف دينهم وقد تجاوز بعضهم الأربعين والخمسين عاماً.
إن لهذا المشروع أهميّة كبيرة بالغة وتكمن أهميته في هدفه السامي والنبيل الساعي لتحصين الشباب غير القادر على الزواج في ظل عالم مفتوح على مصراعيه ودولة من مواقع الإنترنت بلا حاكم سوى ضابط الدين والأخلاق والقيم وفي ظل حربٍ ناعمة تستهدف زكاء النفوس وطهرها وحرب ناعمة لها وسائلها وأهدافها وعلى رأس قائمة هذه الأهداف الخبيثة الفئة الناشئة والشباب؛ كونهم قلب الأُمَّــة النابض الذي إذَا استقام استقام أمر الأُمَّــة وعلا شأنها وهذه الأعراس تسعى إلى بناء الأسرة؛ كون الأسرة هي النواة واللبنة الأولى للمجتمع وبصلاحها وتماسكها وتأسيسها على أَسَاسٍ متين في ظل العلاقة القدسية القائمة على سنة الله ورسوله يجعل المجتمع متماسكاً قوياً يحيط به سور من العفاف والمبادئ والقيم.
ولعل ما يزيدنا فخراً واعتزازاً وإصراراً على إقامة مثل هذه الأعراس ردة فعل الأعداء والمنافقين وكما قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-: “إذَا أردت أن تعرف مدى صوابية وفاعلية ما تقوم به فانظر انعكاس هذا الفعل على الأعداء والمنافقين فإن تضايقوا انزعجوا فاعلم أنك على صواب”، فمن خلال تجاربنا في الأعراس الجماعية السابقة لاحظنا عمق الوجع وحجم الضخ الإعلامي المسموم لقنوات العدوان ضد هذه الأعراس الجماعية في الوقت نفسه نلاحظ حالة الانزلاق والسقوط والشذوذ الأخلاقي للشباب لدول تلك القنوات الإعلامية التي انسلخت من مبادئها وقيمها ودينها وانجرت خلف الغرب الذي يسعى لتفكيك وخلخلة المجتمع وضرب نسيجه الأخلاقي والقيمي.
ستظل الهيئة العامـة للزكـاة الأمل المشرق والشعاع المنبثق من نافذة الإيمَـان والإخلاص لرجالٍ أوفياء نذروا أنفسهم لخدمة المجتمع وتخفيف آلامه ورتق جروحه والعبور به نحو شاطئ الأمان وضفة النجاة من مزالق الفساد الذي يسعى الأعداء لنشره في يمن الإيمَـان والحكمة والدين والقيم ومن هنا ينبغي على جميع المكلفين التعاون مع الهيئة لتبحر بمصارفها الثمانية إلى شاطئ الاكتفاء والإنتاج.
نفتخر ونعتز ونبارك هذه الجهود والنجاحات التي تحقّقت خلال فترة وجيزة من سنوات عمرها الحافل بالعطاء وفي ظل العدوان والحصار.