“نيسوس كيا” رسالةٌ ليست إلّا..بقلم/ أم الحسن أبو طالب
فيما يعاني الشعب اليمني العظيم ويلات الحرب والحصار ويذوق أبنائه من البسطاء مرارة توفير أبسط مقومات العيش الكريم التي أصبحت تتمثل في رغيف خبزٍ وشربة ماء نظيفة تواصل قوات التحالف تعنتها وحصارها ورفضها كُـلّ سبل السلام التي قدمتها حكومة صنعاء ظنًا منها أن ذلك سيحقّق ما عجزت آلة الحرب عن تحقيقه.
مقابل تلك المبادرات التي قدمتها حكومة صنعاء عبر وفدها الوطني المفاوض ما زال التعنت والاستعلاء والتجبر والاستهتار هو المسيطر على أي رد أَو حتى مبادرة يطلقها الطرف الآخر على مضض مستهترين بمعاناة الملايين غير مستوعبين لصبرنا الذي كاد أن ينفد؛ بفعل همجيتهم وعدم مصداقية ما يقولون وكذلك التبعية المفرطة والعجيبة التي يسيرون فيها لتحقيق رغبات أمريكا والدفاع عنها والحرص على مصالحها في المنطقة على حساب الملايين من البشر.
معادلاتُ ردعٍ كثيرة وضرباتٍ موجعةٍ كانت هي المؤدية لتحقيق واقع سلامٍ حقيقي، وإن كان على مراحل إلا أن تلك المعادلات والضربات أثبتت لليمنيين وللأعداء وحلفائهم أن يمن الحكمة والإيمَـان لن يهزم مهما حدث وأن أية وسيلة ضغط سببتها الحرب علينا زادتنا عزمًا وتصميمًا وقوةً وصلابةً لنكون في الصدارة ونقلب المعادلات ونفرض سيادتنا وحريتنا على الجميع وبالقوة إن استدعى الأمر.
تحذيراتٌ كثيرة بعثت بها قيادتنا الحكيمة والمجلس السياسي الأعلى وقرارات نزلت أَيْـضاً بشأن فرض السيادة اليمنية والحفاظ على ثروات هذا الشعب العظيم من النهب والعبث لكن صلف قوى التحالف وتعنتها وجبروتها المعهود، دفع بها لعدم الاكتراث بتلك التحذيرات والتهديدات وأخذها على محمل الجد، وما حدث من دخول السفينة “نيسوس كيا” هو تجاوز واضح لتلك التهديدات وتحدٍّ صارخ لقواتنا المسلحة.
“نيسوس كيا” السفينة التي غادرت مياهنا الإقليمية هولًا وفزعًا من ضرباتٍ تحذيرية حملت رسالة قوية للأعداء في الداخل والخارج ولقيادة التحالف ومن يتحكم في قرارها بأن سيادة اليمن والتحكم في ثرواته لن يكون إلا بيد الأحرار من أبنائه الذين هم أشد الناس حرصاً على أبناء شعبهم وسيادة بلدهم، وتلك الرسالة مَـا هِي إلا رسالة تحذيرية تعلن عن بداية عهد جديد في تاريخ اليمن واليمنيين الأحرار مفادها أن كُـلّ شبرٍ في أرض اليمن في برها وبحرها وما يحويه من ثرواتٍ هو ملك لليمنيين ولا يحق لأية فئة كانت مهما كان السبب أن تتحكم فيها لمصالح تخدمها فقط أَو تخدم قوى خارجية تعمل لصالحها.
إن أي تحَرّك نحو نهب ثروات أبناء الشعب اليمني والاعتداء على سيادة اليمن العظيم سيواجه بالنار والتصعيد وأية سياسة لا تخدم تطلعات هذا الشعب وتوفر له عيشًا كريمًا وتحقّق له الاستفادة من ثرواته هي سياسة مرفوضة لن تسمح قواتنا المسلحة بها فهي بفضل الله وببركة دماء شهداءنا العظماء وتضحيات أبناء اليمن الشرفاء أصبحت أقوى من أي وقتٍ مضى، ولا شك أنها ستفعل كُـلّ ما يمكنها فعله لرفع الحصار عن أبناء شعبنا اليمني العظيم وتحقيق العيش الكريم لهم مهما حدث.