الزكاةُ ترسُمُ البسمةَ لـ300 عريسٍ وعروسٍ من المعاقين
المسيرة| محمد حتروش
للمرة الثالثة على التوالي ترسُمُ الهيئةُ العامة للزكاة البسمة على شِفاه الفقراء والمساكين وذوي الاحتياجات الخَاصَّة من المعاقين والجرحى، ففي العرس الجماعي الأكبر الذي أقيم، الاثنين الفائت، بالعاصمة صنعاء بلغ عددُ العرسان من ذوي الاحتياجات الخَاصَّة (300) عريس وعروس من ضمن (10044) عريساً وعروساً.
وفي المهرجان العرائسي الكبير عمت البهجة والسرور كافة أرجاء الوطن بوجهٍ عام وجميع المشاركين على وجه الخصوص ومن بين الكوكبة المنيرة من العرسان بدت فئة من ذوي الاحتياجات الخَاصَّة أكثر ابتهاجاً وسرواً بهذا الاحتفاء العظيم الذي حقّق لهم ما يتمنونه طوال حياتهم.
حلمُ العمر يتحقّق
ما أجملَه من شعور أن تظل طوال حياتك تحلم بشيء وفجأة وبدون سابق إنذار يتحقّق ذلك الحلم هكذا يصف شعوره العريس المعاق محمد راشد.
ويقول راشد في تصريحٍ خاص لصحيفة المسيرة: “بفضل الله تعالى وبنعمة القيادة الثورية والسياسية استطعت أنا وزملائي من المعاقين أن نتزوج وأن نبني أسرنا بإذن الله، وهذا دليل على وعي القيادة الثورية والسياسية وحرصها على تحصين كافة فئات المجتمع بلا استثناء”.
ويضيف راشد “برغم العدوان والحصار والظروف الصعبة والتحديات والحرب الناعمة المستعرة أثبت شعب الإيمَـان أنه شعبٌ واعٍ متفرد، ونموذجٌ راقٍ لكل الشعوب الأُخرى من أبناء الأُمَّــة، مجسِّدًا لقول رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-: “الإيمَـان يمان والحكمة يمانية”، حَيثُ يواجه مشكلة ارتفاع المهور والإسراف في المجتمع بالأعراس الجماعية سواءٌ أكانت مبادرات مجتمعية أم عبر هيئة الزكاة العامة”، مردفاً بالقول: “نشكر القائمين على العرس الجماعي ونقول لهم زرعتهم البسمة في وجوهنا فلكم جزيل الشكر والعرفان، كما نشكر قيادة الصندوق على دورهم في خدمة المعاقين ونأمل منهم بذل المزيد من الأعمال”.
فيما يؤكّـد العريس المعاق يحيى سريحي: أن فرحته بالعرس تفوقُ أية فرحة، كيف لا وهو سَيلتقي بشريكة العمر الذي سترسم معه ملامح المستقبل.
ويؤكّـد سريحي أن مشاريع العرس الجماعي أدخلت السعادة على كثير ممن لم يتمكّنوا من الزواج من الفقراء والمحتاجين نتيجة تداعيات العدوان والحصار، كما أنها حقّقت الغاية المثلى من إقامتها لهذه الأعراس الجماعية وهي إحداث تغيير كبير في المجتمع للإقلاع عن العادات السيئة والمبالغة في تكاليف الأعراس من تبذيرٍ وإسرافٍ في إقامة الأعراس من كسوة للزوجة وذهب ومبالغة في إقامة الحفلات والولائم التي ابتدعها المجتمع وأصبحت من أكبر معوقات الزواج.
ويشكر سريحي القيادة الثورية والسياسية على اهتمامها بالفقراء والمستضعفين وذوي الاحتياجات الخَاصَّة، سائلاً الله تعالى أن يجعل أعمالهم في ميزان حسناتهم.
في حين يقول العريس المعاق محمد هراش: “فرحتنا اليوم تفوق كُـلّ الفرحات فالزواج نعمة عظيمة تستحق الشكر والتقدير فحينما نرى قيادة الدولة تهتم بنا وتقدم ما بوسعها لخدمتنا وتوفير احتياجاتنا فنعلم أن هذه هي دولة الحق وأن مستقبلها قوي وعظيم بإذن الله تعالى”.
ويضيف “إقامة مثل هكذا مناسبات تحصين للشباب من الوقوع في شِراكِ حروب العدوّ الأمريكي الناعمة، فبعد فشله الذريع في حروبه الخشنة لن تكونَ له يد في حربه الناعمة ما دام التحصينُ والوعيُ لشبابنا اليمني حاضراً في كُـلّ الميادين التي تتطلَّبُ الوعيَ والثباتَ، وما حفلُ الزكاة والعرس الجماعي للمستحقين لذلك إلا شاهدٌ من شواهد الوعي اليمني”.
ويتابع “نشكر كُـلّ من ساهم في إنجاح العرس الجماعي الكبير ونتمنى استمرار مثل هذه الأعمال الخيرية التي تسهم في تحصين الشباب المسلم وفي بناء دولة إسلامية عصية على المعتدين بإذن الله تعالى”.
مشروعٌ يستهدفُ تحصينَ الشباب
ويؤكّـد الشيخ شمسان أبو نشطان، أن مشروع العفاف منذ تأسيسه وإلى اليوم بلغ شريحة المستفيدين فيه ما يقارب 26 ألفاً و600 عريس وعروس.
ويقول أبو نشطان: إن مشروع العفاف يسهم بشكلٍ كبيرٍ في تحصين الشباب.
من جانبه يقول الدكتور علي ناصر مغلي المدير التنفيذي لصندوق المعاقين: “إن 300 عريس وعروس من الأشخاص ذوي الإعاقة احتفوا وابتهجوا بزفافهم مع سائر فئات المجتمع اليمني”، مبينًا أن من بين العرسان ذوي الإعاقة فئةٍ من الجرحى العظماء وفئةٍ من ذوي الإعاقة الحركية والبصرية والسمعية.
ويبيّن أن من الآليات التي تم العملُ بها في تنفيذ العرس الجماعي تقسيم الفئات إلى شرائحَ متنوعة كالجاليات الأفريقية والفقراء والمساكين والجرحى والأسرى المحرّرين وفئة أولاد الشهداء العظماء وذوي الاحتياجات الخَاصَّة من المعاقين وغيرهم.
ويضيف “من الآليات التي عملنا عليها تحديد سن محدّد لجميع الفئات الداخلة ضمن المشروع العرس الجماعي باستثناء فئة الشهداء العظماء، حَيثُ تغاضينا عن السن المحدّد للزواج؛ كون آبائهم ضحّوا بالغالي والنفيس في سبيل الله والذود عن الوطن وأنه تم تسليم 850 ألفاً لكل عريس”.
ويلفت إلى أن الهيئة العامة للزكاة قامت قبل تدشين العرس الجماعي بعقد اجتماعات ولقاءات مع العلماء والمشايخ والوجهاء لمناقشة مشروع العفاف وأثره في مواجهة الحرب الناعمة وذلك عن طريق تخفيف المهور وتسهيلها.
ويشيد مغلي في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” بجهود الهيئة العامة للزكاة على إقامة الأعراس الجماعية وغيرها من المشاريع الخدمية والتنموية وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في كافة مشاريعها المختلفة، مثمناً جهود جمعيات ومراكز الأشخاص ذوي الإعاقة في أمانة العاصمة وبقية المحافظات في سبيل إنجاح العرس الجماعي للأشخاص ذوي الإعاقة ورسم الفرحة الغامرة على العرسان من أبنائنا المعاقين ومشاركتهم فرحتهم بزفافهم الميمون اليوم الذي انتظروه طويلاً.
ويقول: “يحق لنا أن نفرح ونبتهج ونسعد كَثيراً بهذه المناسبة السعيدة، إنها فرحة تمتد ليشاركنا بها أبناء الوطن العربي كافة، مُضيفاً بهذا نوجه صفعة لهذا المعتدي ولكل مخطّطاته الرامية لإسقاط الشباب اليمني في أتون حربه الناعمة ونغلق عليه كُـلّ منفذ يمكن أن ينفذ منه لينفذ مخطّطاته الجهنمية وتمثل عاملَ ردع يكفي ليرميَ بهم بغرفهم السوداء الفاشلة لمخطّطاتهم التي أُحبطت بعون الله وتوفيقه”.
ويضيف: “إنها فرحة يحق لها أن تُرسَمَ على الوجوه على امتداد جغرافية الصمود اليمني الخالد، مباركٌ لليمن العظيم هذا الاحتفاء المبارك، مباركٌ للعرسان جميعاً وبالرفاه والبنين، مباركٌ لكم وإن شاء الله حياة سعيدة نتمناها لكم من صميم قلوبنا”.
ويؤكّـد مغلي حرص الصندوق على توسيع شريحة المستفيدين من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخَاصَّة من مشاريع الزكاة؛ كونهم من الفئات الأشد ضعفاً ويحتاجون إلى الدعم والمساندة ليتمكّنوا من الزواج وكذلك دعمهم وتمويلهم في مجالات التمكين الاقتصادي.