ما الذي كان يحصل في مدارسنا وفي وسائل إعلامنا؟ بقلم/ إلـهـام الأبيض
لقد كان يعمل النظام العميل على تزييف وعي الأُمَّــة من خلال الآلة الإعلامية والوسائل الإعلامية التي عادةً ما تكون في المنطقة العربية تحت سيطرة الحكومة تعمل على تزييف الوعي.
القنوات الفضائية الرسمية وسائل الدعاية والإعلام، صحف، مجلات، وكل شيء آخر، كُـلّ الوسائل الدعاية والدعائية تعمل على تزييف وعي الشعب وخداعه، حتى المدارس نفسها هل كانت تؤدي دوراً مهما في بناء الأُمَّــة، ما الذي حقّقته المدارس للأُمَّـة، المدارس الرسمية، المدارس الحكومية؟
ما هي الثقافة داخل هذه المدارس؟ ماذا كانت نوعية التربية داخل هذه المدارس؟
المعلمون أنفسهم مَـا هِي ثقافتهم؟
هل هم يحملون روحاً إسلامية؟ روحاً عربية؟ وهل كان عندهم اهتمام بتعزيز هذه الروحية في نفوس الطلاب؟
ليتخرج الطالب من المدرسة وعنده حميّة على إسلامه، عزة، غيرة على أمته، عنده روح أبيّة يدافع عن أمته، عن منهجه، يعتز بانتمائه؟؟؟ لا.
هل كان المعلم يحمل روحاً عربية، كما يحمل المعلم اليهودي داخل المدرسة روحاً يهودية، روحاً قومية يهودية؟؟؟ لا.
المعلمون وهم العنصر الأَسَاسي في داخل المدرسة، والطلاب سيكونون فيما هم عليه من ثقافة أَو تربية نتاج تربيتهم، نتاج تثقيفهم، نتاج تعليمهم، هم ليس عندهم روح إسلامية وعربية كما لدى اليهودي في مدرسته روح يهودية يتخرج اليهودي ولديه تشبث بانتمائه واعتزاز بانتمائه وحرص على أمته، وعداوة لمن يعتبرهم أعداء لأمته.
ونحن لدينا معلم أجوف لا يهمه شيء، يهمه أن ينظر إلى الساعة متى ستنتهي، الساعات التي هو ملزم بالعمل فيها، ويمشي حال الطلاب بأي شيء!
لأن الأَسَاس في عملية التعليم والتربية الأَسَاس والهدف الرئيسي المهم الحصول على المعاش، وَإذَا توفر المعاش لم يعد هناك أي شيء مهم.
لا العملية التعليمية كانت بالشكل الصحيح والمهم، ولا التثقيف كان بالشكل المفيد والنافع وبناء مهم، ولا التربية كانت التربية الصحيحة السليمة التي يتخرج من خلالها الطالب وهو يحمل روحية الإسلام، عزة الإسلام، مستنيراً واعياً يقوم بدور بناء ومفيد في مجتمعه.
لقد مضت أعوام عديدة ليس هناك تربية إيمانية أبداً، داخل المدارس ليست موجودة مع أهميّة المدارس، المدارس التي تحتضن الملايين من أبناء الشعب ومن شباب هذا الشعب، من الأطفال الذين في مقتبل العمر، في أهم مرحلة لتربية الفرد وتنشئته وتوعيته وبنائه، ابتداءً من مرحلة الطفولة، ثم في مرحلة الشباب، كما في المدارس الثانوية، كما في المعاهد والجامعات.
لم يكن هناك اهتمام أبداً بأية تربية إيمانية، وليس الأمر مقصوراً على المدارس فحسب، الجامعات كذلك كانت تؤدي دوراً عكسياً في مجال بناء الأُمَّــة، كانت فقط تربية تدجين تفريق تزييف للوعي تضليل ثقافي بامتيَاز.
ولم ننسَ المساجد المعطلة من الدور الحقيقي في بناء الأُمَّــة وتربيتها التربية الإيمانية، لقد كان هناك مساجد كثيرة في مناطق ومحافظات ومدن تلعب دوراً سلبياً بدلاً عن تربية الأُمَّــة تربية إيمانية بالمفهوم الصحيح للإيمان وفق مواصفات المؤمنين الواردة في القرآن الكريم بما في ذلك حمل الروحية الجهادية، واستشعار المسؤولية، بدلاً من ذلك النشاط الذي يتجه في اتّجاهٍ معاكس، في اتّجاه تدجين الأُمَّــة، ومحاولة لتغفيل الأُمَّــة وتتويهها عن الانتباه للخطر الحقيقي وأعدائها الحقيقيين، المحاولة لنزع روحية العزة والإباء من نفوس الناس حتى على مستوى الفطرة التي فطر الله عليها عباده.