النظامُ السعوديّ طموحاتٌ شخصيةٌ ومصالحُ غربية .. بقلم/ محمود المغربي
يعملُ النظامُ السعوديُّ بقيادة محمد بن سلمان على جلب الاستثمارات الأجنبية ورؤوس الأموال إلى المملكة وإيجاد مصادر دخل بديلة عن تلك التي يوفرها النفط السعوديّ الذي سوف يأتي يوم وينتهي بفعل الاستنزاف الكبير له بالإضافة إلى ذهاب العالم نحو البدائل الأقل ضرر على البيئة.
ومنذ سنوات يعمل النظام السعوديّ على تذليل العقبات والصعاب وتوفير بنية تحتية وبيئة جالبة للمستثمرين الأجانب المتطلبين للغاية والذين لا يقبلون المخاطرة والمخاطر وقد قطع ولي العهد السعوديّ شوطاً كبيراً في هذا الجانب وكل الانفتاح الذي يقوم به ابن سلمان من القضاء على الوهَّـابية واستبدال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهيئة الترفيه إلى استبدال المطاوعة وأصحاب الدقون الطويلة والأثواب القصيرة بالشواذ وأصحاب الثياب القصيرة جِـدًّا والفقهاء وعلماء التطرف والإرهاب بالفنانين والفنانات ونجوم السينما والمسرح يأتي لتلبية متطلبات المستثمرين الأجانب.
إلا أن هناك عقبة كبيرة تنسف كُـلّ ما يقوم به ولي العهد السعوديّ وتجعل كُـلّ جهوده تذهب سدى في هذا المجال إذَا لم يتمكّن من إيجاد حَـلّ نهائي لهذه العقبة والمعضلة وهي الحرب في اليمن ودخول المملكة السعوديّة في صراع مسلح ووجود صواريخ وطائرات مسيَّرة تجوب الأجواء السعوديّة وقادرة على ضرب أية بقعة داخل المملكة وهذا أمر يستحيل على أي مستثمر القبول به والتعايش معه حتى لو كانت العائدات والمكاسب تفوق 1000 %.
ومن أجل ذلك يتحَرّك النظام السعوديّ في الأوساط الدولية باحثاً عن مخرج من المستنقع اليمني الذي يقف عائقاً أمام طموحات وأحلام إبن سلمان الذي يبحث عن صفقة للهروب من اليمن بماء الوجه على أن يكون هروباً يرضي السيد الأمريكي والبريطاني أصحاب القرار في العدوان على اليمن والمصالح الكبيرة في بقاء بن سلمان غارق في الطين اليمني.
ومن الواضح أن ابن سلمان واقع في ورطة كبيرة ما بين أحلامه في تحويل المملكة إلى قبلة للمستثمرين الأجانب بعد أن كانت قبلة المسلمين وبين إرضاء الأسياد لكنه بالتأكيد لن يعود إلى المواجهات العسكرية في اليمن ونراه يعمل على استمرار وقف إطلاق النار من خلال الوساطات والبيانات الصادرة عن مجلس التعاون الخليجي أَو القمة العربية التي شدّدت على ضرورة الحل السلمي في اليمن.
إلا أن مجلس المرتزِقة بقيادة العليمي لا يزال يحاول التغريد خارج السرب من خلال الدعوة إلى تحالفٍ عربي لإسقاط الحوثيين بعد فشل التحالف الدولي في ذلك ولسان حال العليمي يقول لا تتركونا بنصف الطريق مع أنني أجزم أن العليمي ومن معه لم يصلوا إلى بداية الطريق بل لا يعلمون أين هي الطريق، وربما العليمي لا يعرف إلا طريق الرياض وأبو ظبي.