مدونةُ السلوك الوظيفي معيارٌ للسلوك والأخلاق الإيمَـانية..بقلم/ د. شعفل علي عمير

تأتي المعايير كمقياسٍ للسلوك الإنساني المرتبط بالجانب العملي والمتمثل بالخبرة والكفاءة والمهارة والذي يجب أن يكون منسجماً إلى حَــدٍّ كبير مع جوانب أُخرى مرتبطة به تمثل جانب الأخلاق الإيمَـانية ذات الصلة بالأمانة والنزاهة والصدق بمعنى أن تلك المعايير يجب أن تستند على الهُــوِيَّة الإيمَـانية وتعاليم الإسلام.

إن مدونة السلوك الوظيفي استلهمت مضامينها من تعاليم ديننا الحنيف أولاً ومن هدي نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وما أرشدنا إليه سيدنا علي -عليه السلام- من أخلاق وآداب الدين الإسلامي في الحفاظ على ما أوكل إلينا من مسؤولية وارتشفت المدونة قواعدها من موجهات قائد المسيرة القرآنية -يحفظه الله- في خطاباته المتكرّرة التي يؤكّـد فيها ضرورة ربط سلوكنا الوظيفي بمبادئ ديننا؛ باعتبَار المسؤولية أمانة يتجسد من خلالها العبودية لله والتقرب إليه طلباً لمرضاته سبحانه وتعالى، وهنا يجب أن تكون مدونة السلوك الوظيفي ضابطة للأداء العملي للموظف؛ لأَنَّها مرتبطة بجانبه الإيمَـاني وأن أي خلل في السلوك الوظيفي إنما يعكس خللا إيمَـانيا؛ لأَنَّ هذا الخلل يلامس بشكلٍ مباشر القصور في الأمانة التي تعد أحد متضمنات الدين والركيزة الأَسَاسية في السلوك الإيمَـانية وهي روح الأخلاق كذلك.

وتعد مدونة السلوك الوظيفي إنجازا كبيرا تضمن السلوك الإيمَـاني الذي يجب أن يتحلى به الموظف في ميدان العمل بحيث يستشعر جانب الدين في أداء عمله سواءً فيما يتعلق بجوانب العمل الفنية مثل الإتقان والتفاني في العمل أَو جانب التعامل مع العاملين المتمثل في جانبه الأخلاقي في التعامل مع وسطه الوظيفي أَو مع المجتمع الذي وجد أصلاً لخدمته وليس للتعالي عليه أَو أذيته بأي شكل من الأشكال وتؤكّـد مدونة السلوك الوظيفي ربط الموظفين ومسؤولياتهم بجانب المحبة في الله؛ باعتبَارها تمثل تقرباً إلى الله وطلباً في عونه ورحمته سبحانه وتعالى وأن يستشعر الموظف الرقابة الإلهية في عمله.

ولأن مدونة السلوك الوظيفي بهذه الكيفية تفردت عن غيرها في الربط بين السلوك الوظيفي للموظف ومبادئ الدين وتعاليم نبينا الكريم إضافةً إلى حرص المدونة على جانب الرقابة بشقيها الإلهية والإنسانية المتمثلة بتفعيل القوانين ومحاسبة المقصرين ولأن هذه المدونة تضمنت العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص أوجدت بذلك علاقة الدنيا بالدين وحياة الموظف بآخرته وهي في حَــدّ ذاتها موجهات دينية وهدي نفلح به في دنيانا وآخرتنا.