بومةُ الشؤم الأمريكية..بقلم/ فهد شاكر أبو رأس

جيشُنا اليوم أقوى من أي وقت مضى وأعداؤنا يعرفون الفارقَ الكبيرَ بين واقع بلدنا عسكريًّا في اليوم الأول للعدوان وواقعه اليوم.

لا تكل أَو تمل دولُ العدوان وعلى رأسها أمريكا، عن بيع الوهم وتسويق الأكاذيب، وآخرُها تصريحاتُ المبعوث الأمريكي “تيم ليندر كينغ” بأن هناك مناقشات جادة للبحث عن سبل يكون من شأنها إنهاء الحرب في اليمن وتحقيق السلام، في محاولة فاشلة ومفضوحة لبومة الشؤم الأمريكية لتقديم نفسها أمام الرأي العام كحمامة سلام.

من نافل القول هو إن كانت هناك مناقشات جادة فعلاً، أَو أية مساعٍ أمريكية صادقة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن، فكيف نفسّر استمرار واشنطن وأدواتها في الخليج بأعمال القرصنة على سفن الغذاء والوقود، وحصار اليمن وتقييد وجهات الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء وعزل الشعب اليمني عن العالم، ورفضها صرف مرتبات أكثر من مليوني موظف يمني من عائدات ثروات بلدهم السيادية المنهوبة، ومن وراءهم من الأسر المكلومة، من نساء وأطفال ومعدمين، ناهيك عن مساهمتها الفعلية بأفعالها تلك في زيادة الأعباء المادية والصحية على المرضى من أبناء اليمن المثقلين بالأوجاع والآلام وسوء المعيشة وانعدام المادة والدواء؛ بسَببِ العدوان والحصار.

فأنَّى تكون هناك مناقشات جادة وصادقة لإنهاء الحرب في اليمن وإحلال السلام، وعينُ واشنطن لا تنفكُّ أبداً عن ترصُّد حضرموت، أغنى المحافظات اليمنية ثروةً، وتسعى لاحتلالها وإحكام السيطرة عليها.

والمتتبع لنشاط المسؤولين الأمريكيين والعسكريين وزياراتهم وتوافدهم إلى حضرموت بأبعاده الأمنية والاقتصادية لا يعدم الأدلة القطعية في تأكيد نوايا واشنطن القذرة، وكشف مخطّطاتها ومساعيها الحثيثة لوضع يدها على منابع ِالنفط والثروة في اليمن، بعد سنوات من دعمها العسكري والسياسي لتحالف العدوان؛ مِن أجلِ إخضاع اليمن وتجريد شعبه من حقوقه في أرضه ومقدراته، وُصُـولاً إلى تجريمِ دفاع الشعب اليمني عن نفسه أمام آلات القتل والتجويع والتدمير الأمريكية ومحاولاتها تكريسِ حالة اللا سلم واللا حرب في اليمن، عبر البوابة الأممية وجهودها المزعومة لإنهاء الحرب وإحلال السلام في مرحلة انعدمت فيها خياراتُ الأعداء وفشلت كُـلُّ رهاناتِهم ومحاولاتهم لحسم المعركة وتحقيق أطماعهم في اليمن.

هذا هو التفسير الحقيقي لنشاط واشنطن المشبوه والمدفوع بمخاوف فقدان التحكُّم بموازين القوى وخريطة الصراع.

إن واشنطن مطالَبةٌ بوقف العدوان وإنهاء الحصار والانصياع لإدارة الشعب اليمني وحقه المشروع في تحقيق الاستقلال بعيدًا عن أية وصاية عليه، ما لم فَـإنَّ كُـلَّ ادِّعاء هو مردودٌ على أصحاب العدوان والحصار حتى يثبتوا العكسَ على أرض الواقع أفعالاً لا أقوالاً، وإلا كان الكلام فارغاً ودعائياً لا قيمةَ له، وَمبعوثهم يظل بومة شؤم لا حمامة سلام.