استشعارُ المسؤولية من أهمِّ الواجبات الدينية..بقلم/ خـديـجة المرّي

من أهم ما يتحدث عنهُ قائد الثورة -يحفظهُ الله- في كُـلّ خطاباته ومُحاضراته والدروس هو عن: “استشعار المسؤولية” والعدل، حَيثُ إنهما من أهم الواجبات الدينية التي يجب على كُـلّ فرد أن يلتزم بِها خلال مسيرة حياته، وفي واقعهِ ومجتمعه ومع كُـلّ المُحيطين بِه، يجب أن يستشعرّ المسؤولية، ولا سيَّما إنّ كان في موقعها كـرئيس دولة أو حكومة أو غير ذلك… إلخ).

فمهما كان الإنسان في موقعه ومنصبه يجب عليه استشعار المسؤولية والرقابة الإلهية، فَـإنَّ كان رئيساً أو تولى الحكُم، قاضياً يحكم بين النّاس بالعدل وحاكماً عليهم فيجب أَيْـضاً أن يستشعر المسؤولية، حَيثُ وقد أمرنـا بِذلك الحكيم الخبير في قُولهِ تعالى: (وَإذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ…).

فليحكم كُـلّ من يستشعرّ المسؤولية بالعدل ويرفع الظلم وينبذ الفخر، ولا يطمع في المال، وأنّ يعامل من يحكم بينهم المٌعاملة الحسنة، وأن ينصف للمظلوم من الظالم.

يحب استشعار المسؤولية مهما كانت الظُروف، حَيثُ وإن الباطل أصبح يجتاح ويطوف، ويجب الابتعاد عن هوى النفس وإن كان هُنالك رغبة وميول، استشعر رقابة الحي القيوم، واحكم بالعدل والرشاد ولا تتبع الرذيلة والفساد، فالمال يفنى فأبتعد عن المُنكر وانهاه.

وكثير ما حثّ الشهيد الصّماد -سلام الله عليه- عن المسؤولية وقال: (نحنُ نعتبر المنصب مسؤولية ويجب أن تسود هذه على كُـلّ مُوظفي الدولة، من عاده يحاول يبني له بيت أو… إلخ، فاكتبوا على جبينه سارق كائناً من كان) فهو الذي تجسّدت فيه المسؤولية التي حملها، وكان حقاً لحملها، فلم يأخذ شيئاً من منصبهُ؛ لأَنَّهُ استشعرّ المسؤولية التي أوكل بها، فهي لا يحملها إلاّ إنسان عرف قيمتها، ولن يُفرط بها، فهو يدرك مدى عواقب التفريط بها.

فالمسؤولية تكون أمام الله، واستشعار رقابة الله دون الطمع إلى منصب أَو رتبة، أن يكون المسؤول مسؤولاً عن الناس وعن تلمس احتياجاتهم، والنظر إلى حَـلّ مُشاكلهم، ومد يد العون والمساعدة لهم كما جاء في الحديث الشريف: (كُلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته).

“فعلى كُـلّ إنسان ألّا يُفرِّطَ في المسؤولية، وأن يقوم بالواجب، ويُحافظ على ما كان عليه مالك، يخدم مُجتمعه، وأمته ودينه ويرضي ربه ويجتنب الكبر والغرور، وينصت لمن أُوي إليه بِهدوء وقبول، ولا يغضب عند حكمه والميُول ليكن أرغب الأعمال عند الحكم بالعدل مهما كلف الأمر، فالكل بحاجة إلى استشعارها، لكي يسود الخير، ونكون أُمَّـة عادلة يسودها الإحسان والتراحم والتأخي فيما بينها، ونكون أُمَّـة وشعباً مُوحداً كلمتهُ تقهر أعدائه، وينصر قضيته، ويُواصل مسيرته، حتى يأتي الله بالنصر أَو الفتح من عنده.