أمريكا والعدوان.. عندما يكونُ الرجوعُ مؤلماً والتقدُّمُ أشدَّ ألماً..بقلم/ سفير حجي
كل دقيقة تمُرُّ تُنقِصُ تحالف العدوان هيبة وتضعه أرضاً، وتُفقِدُه عدة خيارات، وتضاعف المليارات التي تنفقُ في سبيل إخضاع شعبنا، وتركيعه، والثباتُ في هذه الحالة أشد وأنكى وأقسى آلم.
بالتقدم لا يمكن أن تتحقّق أهدافهم وهذا الشيء الوحيد الذي استوعبه التحالف وأدرك استحالةَ تحقيق أي مكسب به وأصبح يقينهم راسخاً بأن استمرار العملية العسكرية سيترك آثاراً لا تسرهم ويكون وبالُها شديداً لا يقدرون على مواجهته، فالاقتصاد السعوديّ القائمُ على النفط مهدَّد بالتراجع إلى أقصى مستوياته هذا من ناحية، من الناحية الأُخرى سينخفض مستوى التفاعل الدولي بينها وبين الفاعلين الدوليين أَو توقفه تماماً، ويدخل هذا الحرمانُ في إطار شبكة كبيرة من العوامل المترابطة، التي تسهمُ في وقوع الاستبعاد الدولي للسعوديّة كدولة آمنة تتمتع بسيادة على أراضيها، وبالتالي تكون قد وضعت نفسها في موقف ومأزق لا تستطيع أن تعود منه لحالتها الطبيعية.
مع التراجع يتراجع التصنيف العسكري للسعوديّة من ناحية القدرات العسكرية من المرتبة الثانية عربياً والسابعة عشرة عالميًّا إلى أدنى مستوياته وإن ظل فبقاؤه لا يفيد بشيء، وسيكون الانسحابُ إقراراً بالهزيمة والفشل وآثاره النفسية ستظل كمنبه دائم لا يتوقف للتذكير بهذه النكبة وهذه الخيبة، وعن هببتها التي صنعها المال ستنتهي وتصبح للعالم مثال.
لأن ثقتها بالمال والعتاد والعدة والتأييد العالمي والقرارات الأممية ولفيف المرتزِقة وإصرارها على الحرب من بدايتها لليوم، وعدم الالتفات لمؤشرات الفشل في السنوات الأولى والركون على مسميات العمليات العسكرية واستبدالها مع كُـلّ فشل وهزيمة، سبب ما وصل إليه اليوم.
وسرابُ الانتصار واحتلالُ اليمن، وتحقيقُ مكاسب سياسية وعسكرية كلها عبارةٌ عن تصور أمريكي مرجعياته مصالحها وإضعاف الطرفين وتحقيق مكاسبَ أمريكية وتنفيذ لمخطّطات استعمارية سياسية اولاً وعسكرية في حال رأت ذلك ممكن.
وهناك حكمة تقول:
“لا تبصُمْ لأحد بأصابعك العشرة على ثقتك به، اترُكْ إصبعاً واحداً فقد تحتاج أن تعضه يوماً ما ندماً على ثقة لم تكن بمحلها”.