نحوَ الزراعة حكومة وشعباً..بقلم/ محمد الضوراني
الزراعةُ من أهم المجالات التي من خلالها يمكن تحقيق الكثير من الأهداف الاستراتيجية المهمة في تحقيق النهضة الاقتصادية والتنموية للبلاد رغم الحصار والعدوان، نحن في كُـلّ مرحلة من مراحل الصراع مع أعداء الله الذين يعملون ليل نهار لكي يستمر مشروعهم الاستعماري وبالأخص لكل الشعوب التي تسعى لنيل الحرية والاستقلال، هذه الدول عندما تفشل في جانب من الجوانب وبالأخص الجانب العسكري يتحَرّكون نحو حصار الأحرار ونجد ذلك جليًّا في العدوان على الشعب اليمني.
عندما ندخل في مرحلة جديدة من مراحل الصراع القائم بين الحق والباطل نجد أن الزراعة والاكتفاء الذاتي أصبح من الأمور المحورية في هذا الصراع، نحن في هذا الشعب اليمني حكومة وشعباً لا بُـدَّ أن نهتم بتعزيز عوامل القوة الداخلية في مواجهة مكائد الأعداء ومخطّطاتهم ولكي نتمكّن من كسر ذلك العدوّ وإفشاله لا بُـدَّ من أن يترافق مع الاستعداد العسكري استعداد شعبي وحشد شعبي من كُـلّ قطاعات وفئات الشعب اليمني، لا يمكن أن نحقّق أي انتصار ما لم نمتلك الغذاء ونمنع العدوان من حصارنا ونوقف فاتورة الاستيراد التي أضرت بالشعب اليمني، بل زادت من معاناة هذا الشعب في كُـلّ النواحي الاقتصادية والصحية وغيرها، مع الخطوات التي تحَرّكت بها الجهات المعنية في هذا الجانب يتوجب علينا في كُـلّ مؤسّسات الدولة الحكومية والأمنية والعسكرية مع الشعب اليمني أن نتحَرّك نحو الاهتمام بالزراعة بشقيها الحيواني والنباتي، هذا الجانب الاستراتيجي القومي يحتاج منا لجدية وتحمل للمسؤولية الملقاة على عاتق الجميع بدون استثناء، عندما نكتفي من المحاصيل الزراعية المحلية وبالتدريج وبخطوات متسارعة مستعينين بالله واثقين بالله أننا قادرون على تحقيق أمننا الغذائي كما حقّقنا أمننا العسكري والأمني.
الكل يتحَرّك بخطواتٍ متسارعة واستغلال كُـلّ الإمْكَانات والقدرات الشعبيّة من الشباب اليمني وبالأخص المتخصص في هذا الجانب لإنشاء مشاريع زراعية في كُـلّ المحافظات اليمنية.
إن استغلال كُـلّ شبر من الأرض اليمنية أصبح واجباً دينياً ووطنياً ومصير شعب بكله، نحن قادرون كما غيرنا في الشعوب الأُخرى على تحقيق الأمن الغذائي لأنفسهم وشعبهم، قيادتنا الثورية والسياسية تحث الجميع على العمل في الزراعة وبالأخص مع التغيرات العالمية المتسارعة التي أصبحت جرس إنذار، لا بُـدَّ أن نتحَرّك في مواجهة الخطر قبل حدوثه.
اليمن منذ العديد من الأزمنة المتعاقبة تعتبر بلاد الخير والزراعة ولم تعان اليمن من أزمات في الحروب العالمية لاهتمام الشعب بالزراعة ولم يكن يحتاج اليمنيون للمنتجات الخارجية وكان يمتلك المخزون الغذائي الصحي الذي امتلك من خلاله الشعب اليمني أمنه الغذائي والصحي.
نجد اليوم ونتيجة لحجم فاتورة الاستيراد الكبيرة والتي يخرج من خلالها العملات الصعبة للخارج ما يؤثر على الاقتصاد الوطني، كذلك نجد أن تلك المنتجات غير الصحية أثرت على الصحة العامة للمواطن اليمني والإصابة بالأمراض التي أنهكت الكثير وأهلكت الحرث والنسل، نتيجة لتلك الأخطار لا بُـدَّ من التحَرّك الجاد والفاعل في الزراعة والتحشيد من كُـلّ الجهات حكومية منها وشعبيّة نحو الزراعة بشقيها النباتي والحيواني، مع الزراعة نحقّق أمننا الغذائي والصحي ونواجه العدوان ونفشل مخطّطاته ومشاريعه الاستعمارية.