الحلقة الأخيرة مع عبدالوهاب جحاف..بقلم/ مرتضى الحسني
قناة المسيرة في طريق تجسيد الكلمة الصادقة لا تزال ذات صولات وجولات في ميدان الوعي السياسي تستضيف في حلقة أخيرة الأستاذ والسفير عبدالوهاب جحاف للحديث حول ماتبقى من صراعات سياسية وعسكرية داخلية بعد ثورة(انقلاب) السادس والعشرين من سبتمبر 1962 وأيضاً العلاقات الدبلوماسية بعدها
كون الأستاذ جحاف كان ذو باعٍ طويلٍ في السلك الديبلوماسي استمر لأكثر من ربع قرن منذُ قيام الثورة.
قبل الانضمام الديبلوماسي للأستاذ جحاف نُفي إلى القاهرة عام 63 بسبب الصراعات العسكرية والسياسية التي كانت أكثر وضوحاً بعد سنتين من إضمارها والذي كان أكبر ضحاياها بعد نفيه بأمرٍ من السلال المشير رتبةً والمأخوذة أسوةً بعبد الناصر بعد خلافٍ نشب بينه و البيضاني..أيضاً كثرة الأخطاء وعدم الوعي في اليمن وامتلاء صنعاء بالقبائل والمدنيين أدت إلى صراعاتٍ في التعيينات ومن قبلها إعدامات كثيرة جعلت كبار الثوار كالإرياني والنعمان والزبيري يبرؤون منها؛أيضاً انتشرت طرفة(اعدموا واحد وعينوني بدله)والتي قالها القاضي يحيى الشامي الذي كان أحد جلساء الإمام فحبسه السلال بعد الثورة وبعد اطلاقه قال له :وظفني ،فقال:لما يخرج واحد ع نوظفك بدله فقال هذه الجملة.
بعد النفي إلى القاهرة الذي استمر لما يقارب سنتان انتقل السفير جحاف إلى السودان وزيراً مفوضاً بأمرٍ جاء من السلال الذي كان حينها في مستشفى غمرة بمصر بوساطةٍ من الإرياني وصبرة لحل مشكلة قبلية حدثت بين الجالية اليمنية من أبناء الحدأ وقيفة كانت امتداداً للمشاكل القبلية في اليمن..بعدها انتقل إلى موسكو كوزيرٍ مفوض في السفارة اليمنية هناك بعد جولة مع السلال إلى الصين والمكوث في شنغهاي استمرت أسبوعاً كما كان قرار تعيينه خارج التنفيذ فسفير اليمن نفسه في روسيا صالح الأشول لم يكن على علم بهذا القرار وأيضاً عدم وجود اسم الأستاذ جحاف ضمن قائمة المرتبات المرسلة للسفارة مما جعله يعود إلى اليمن ويرسل مرةً أخرى مع وزير الزراعة حينها سنان أبو لحوم في جولة سياسية إلى العراق والكويت والجزائر ثم القاهرة بعدها استغل وجود السلال في القاهرة ليعود إلى اليمن ثم الدخول في مؤتمر خمر الذي عقده النعمان والإرياني ضد الفوضى الموجودة في اليمن والذي لم يخرج بشيء لكن النعمان أعاد تعيينه مديراً للإذاعة ليتزعم حينها مظاهرة خرجت ضد الوضع القائم آنذاك والتي أودعته السجن ولم يخرج إلا بوساطة من الرويشان وأحمد عبدربه العواضي -الذي قتل لاحقاً بمؤامرة مشهورة إبان حكم علي صالح-فذهب بلا توجيه إلى موسكو ليُحتجز في مصر حتى قدم الإرياني احتجاجه فأُفرج عنه فوصلها ليمكث فيها وزيراً مفوضاً خمس سنوات متتابعات في عهد حكم الرئيس خروشوف بريجنيف.
جديرٌ بالذكر أن الإتحاد السوفياتي كان رابع المعترفين بالجمهورية بعد مصر والعراق وسوريا ثم من بعدهم الجزائر كما كان الاتحاد السوفياتي ذو باعٍ في العلاقات مع اليمن امتد منذو عهد الإمام يحيى ثم أحمد لاسيما التجديد للاتفاقية مع البدر عام 55 وأيضاً كانت العلاقة تحظى باحترام من قبل السوفييت جسده احتفالهم معنا في الذكرى الأربعين للعلاقة حتى مع حدوث حزن في روسيا بعد مقتل رجل الفضاء يوري جاجارين بعد سقوط طائرته وأيضاً تعنيف أحد الساسة الروس لأحد المتحدثين في الحفل عندما وصف الإمام يحيى بالعمالة للاستعمار..كما كان الاتحاد غير مقصر مع اليمن بأي شيء يُطلب منه.
يعود السفير جحاف للحديث حول حادثة وقعت في القمة التي عقدها عبدالناصر حول غور الأردن والتي لبتها السعودية والمغرب وتونس مع قطيعتهم لعبدالناصر حيث طلب السلال الحديث بعد الملك سعود وتحدث بطريقة غير مقبولة(سيئة)فقال له:مابيني وبين أبوك ياسعود ؛ ماجعل عبدالناصر يأمر عامر والسادات ليسكتوه فأسكتوه وأُمر الإرياني بأن يكون متحدثاً عن اليمن بدلاً للسلال.
السفير جحاف عاد بعد موسكو سفيراً في طرابلس بعد تشكيل العقيد معمر القذافى الجماهيرية الليبية وحاملاً رسالتين من القاضي الإرياني والأستاذ محسن العيني يخبرون القذافي بأنه-جحاف-سبتمبري مما خلق له مكانة عند القذافي جعلته يتعامل مع جحاف بأنه لا يمثل اليمن ولا الشعب وإنما سبتمبر فقط!!.
لكن السفير جحاف لاقى عتباً من الزعيم الليبي بسبب الاستعانة بالمصريين فالقذافي كان يرى التدخل المصري خطأ كبيرا-صدق وهو كذوب-..وفي 18 نوفمبر 72 وصل الإرياني إلى طرابلس وسبقه سالم ربيع علي فعقدت قمة طرابلس لتوقيع بيان طرابلس والذي كان على مستوى الرؤساء حيث سُبق باتفاقية القاهرة التي كانت على مستوى رؤساء الوزراء بين محسن العيني وعلي ناصر محمد إذ جاء لمباركتها..كما كانت العلاقة الليبية مع الجنوب سابقةً على الشمال ثم قرر القذافي بنقل السفارة الليبية من عدن إلى صنعاء كما وحد السفارتين سفارة واحدة لتجسيد الوحدة ليستلمها جحاف كسفيرٍ للدولتين.
في عام 73 انتقل السفير جحاف إلى دمشق سفيراً بعد حضوره لقاء الجزائر الذي جمع الحمدي و سالم ربيع علي مع الزعيم الجزائري أحمد بن بلة والذي استعرض نتائج أعمال لجان الوحدة التي انبثقت عن اتفاقية القاهرة ولقاء طرابلس؛وبعد وصول جحاف إلى سوريا حدثت حرب أكتوبر وعايش فترة القصف الإسرائيلي لدمشق والذي كان أحد المتضررين منه سفارةً وبيتا،،كما التقى هناك إبراهيم الحمدي عند زيارته لحافظ الأسد فطلبه الحمدي مديراً لمكتب الرئاسة في القصر الجمهوري سنةً ونصف السنة ثم يعينه سفيراً في الجزائر وبعدها مرةً أخرى إلى روسيا سفيراً ليُغتال الحمدي بعدها مباشرةً بالطريقة المعروفة ويصعد الغشمي ثم علي صالح رؤساء لليمن .
الأستاذ جحاف عاد للعمل الديبلوماسي مرة أخرى ولكن هذه المرة في قطر وخصوصاً أثناء حرب صيف 94 التي شُنت على الجنوب والتي وقفت فيها قطر مع علي صالح ليتضح لعلي صالح بأن العلاقة مقبولة معها وأنها ستقدم دعماً مقبولاً لليمن فاستغلها لتقديم المساعدات خصوصاً بعد بنائها مدينتين في عصر وطريق همدان لكن ذلك اندثر بعد رجوع الأمير حمد آل ثاني من المطار بعد أن قدم مبلغاً وقدره لبناء جسر الدائري فتفاجئ بأنه لا يتجاوز خمسين مترا.
السفير جحاف يختتم سلسلة لقاءاته بموقفه حول العدوان الواقع على اليمن والذي تجسد في قوله بأن هذا العدوان أمريكي بريطاني إسرائيلي وأن السعودية هي العدو الأصلي وثلاثة الاف حاج في تنومة خير شاهدٍ على هذه العداوة والبغضاء.