مدوّنةُ السلوك.. نظامٌ والتزام .. بقلم/ إبتهال محمد أبوطالب
الأنظمة أنواع وأشكال، فلكل نظام مبدأ ينطلق منه، ورؤية يعتمد عليها، ومؤسّسون يسلسلون بنوده، تلك الأنظمة نجدها في شتى الدول وفي كُـلّ بقاع العالم، فأنظمة كُـلّ دولة هي مرآة لشخصياتها وشخصيات حكوماتها، صورةٌ طبق الأصل للمسؤولين في الدولة من الدرجة الأولى، لكن الداعي للتساؤل هل كُـلّ تلك الأنظمة في تسلسل بنودها تُستشهد بآياتٍ من كلام الحق المبين؟! هل تسير وفق رؤية القرآن من توجيهات وأوامر وأحكام؟! بالتأكيد لا يوجد وإن وجد فهو طفيف جِـدًّا بل هو ادِّعاء وتمثيل بلا فعل ودليل.
وفي صدد الأنظمة وأصنافها ومضامينها تسطع مدونة السلوك الوظيفي بأشعتها ذات الخيوط الذهبية لتشرق في أماكن تتسم بالعشوائية الوظيفية والأخلاقية، لتجعلها مُنظمةً وظيفيًا وملتزمةً أخلاقيًا، لتغيرها إلى الأحسن بنسبةٍ كبيرة جِـدًّا.
إن المتأمل لمدونة السلوك الوظيفي بشكلٍ عام، والمدقق لصفحاتها الستة والثلاثين المتضمنة ستة فصول سيرى أنها على نهج القرآن، فما وجود الآيات القرآنية في أغلب بنودها إلَّا دليل على ذلك، وما وجود الاستدلال بالهدي النبوي إلا إشارة لذلك، سيرى أنها وفق المنهج القرآني توجيهًا ونهيًا وتنظيمًا.
إنّ مدونة السلوك بمرتكزاتها الستة -القرآن الكريم والهدي النبوي وعهد الإمام علي لمالك الأشتر ودروس ومحاضرات السيد حسين وخطابات السيد عبدالملك والهُــوِيَّة الإيمَــانية- تجعل الموظف اليمني المؤمن يضعها نصب عينيه، فبتنفيذ بنودها يرضى الله عنه ورسوله والمؤمنون، وهل هناك أفضل من هذا الرضا، فبهذا الرضا يتحقّق التوفيق الدنيوي والأخروي.
والمُلاحظ أن تلك المرتكزات الستة فيها أول وَأهم مُرتكز هو القرآن الكريم، فبقية الخمسة المرتكزات تسير وفقه وعلى نهجه، فمن يعارض المرتكزات الخمسة فهو مُعارض للمرتكز الأول القرآن الكريم.
ضُمنت المدونة مبادئ وتوجيهات لكافة المسؤولين والموظفين في جميع المرافق الخدمية للدولة، تلك المبادئ وتلك التوجيهات هدفها في المرتبة الأولى تعزيز الهُــوِيَّة الإيمَــانية بمفهومها الشامل من الولاء لله ورسوله ولأوليائه ومراقبة الله في جميع الأحوال والتوكل والثقة بالله الذي لا يخيب من توكل عليه ولا ينهزم من وثق به.
فبالتزامك ببنود المدونة -أيها الموظف اليمني- ستؤكّـد ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: “الإيمَــان يمان والحكمة يمانية”، وبتنفيذك توجيهاتها ستكون عاملاً مساعداً وفعّالاً لنهضة بلد أشار إليه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم بقوله-: “من هنا أجدُ نفس الرحمَن”.
إنّ وقعَ خبر المدونة على تحالف العدوان كان كالصاعقة على الآذان، فلقد ازداد حيرةً وجنونًا لما يحصل في هذا البلد الطيب من مبادئ وقيم سعى بشتى وسائله لتحطيمها، فكلما نوى تحطيمها وأقدم على هدمها يجدها تُعيد بناء نفسها بل ترمم جُدرانها بتوجيه من القيادة الحكيمة متمثلة بالسيد عبدالملك -يحفظه الله- السائر على مسيرة أخيه السيد حسين-سلام الله عليه- تلك المسيرة القرآنية التي يستظل بظلها وينهل من توجيهاتها كُـلّ مؤمن حر شريف، يريد العزة لله ورسوله والمؤمنين.
فشتان بين من يلتزم بالمدونة وبنودها وبين من يلتزم بالطاعة العمياء لأمريكا ونعالها وإسرائيل وأدواتها.
إن المؤشرات تؤكّـد أنه بالالتزام بالمدونة حَـاليًّا ومستقبلًا سيؤدي إلى تحقيق إنجازات في كافة المجالات وفي عامة الوزارات والمؤسّسات بنسبةٍ كبيرة ناهيك عن بناء الإنسان إيمَــانيًّا.
الشكر كُـلّ الشكر لرئيس حكومة الإنقاذ الرئيس مهدي المشاط، الذي لم يألُ جهدًا في سبيل نهضة وتطور هذا الوطن إيمَــانيًّا وتنمويًا، كذلك الشكر موصول لكافة المُعدين لهذه المدونة سواءً بالإشارة أَو بالفكرة أَو بالتوجيه أَو بالفعل، فحَرِيٌّ بنا أن نسميها مدونة النظام والالتزام.