تحذيراتٌ للغافل.. وتأديبٌ للمتجاهل..بقلم/ محمد أحمد البخيتي
مكانَك قف فهنا اليمن، لا تتجاوَزْ حدودَها فتنال حَــدّ عقوبة تجاوزك، هنا اليمن بقدراتها العسكرية ومسيّراتها الراصدة والهجومية والانتحارية، هنا اليمن بجُزُرِها وبحارها وبَرِّها وموانئها تحت تغطية الصواريخ والمسيَّرات؛ لذلك احذر تجاوُزَها إن كنتَ غافلاً، واستمع لتحذيراتها إن كنت جاهلاً، ولا تقحم نفسَك وناقلاتك بطواقمها للهلاك بتجاهلك للتحذيرات.
هنا اليمن فلا تتعدَّ مياهَها، ولا تطمح في ثرواتها، فلا تركَنْ لمنظومات دفاع جوية لم تُفِدْ في الإمارات والسعوديّة، فَـإنَّها عاجزةٌ أمام الصواريخ والمسيرات اليمنية.
هنا اليمن قرارُها بحكومة استمدت من ثورة الشعب في 21 سبتمبر 2014م شرعيتها وفي العاصمةِ صنعاء قرارها، وتم تأكيدُها بدماء خِيرة رجالها، وتضحيات أبنائها، وثبات أبطالها طول ثماني سنوات من العدوان عليها.
شرعيةٌ حقيقيةٌ منذ قيامها لم تنحرف عن مسارها، ولم تتغير وجهتُها، ولم يشعر الشعبُ أنه ليس جزءاً منها، أهدافُها تحقيقُ آمال الشعب في استعادة سيادته وتقرير مصيره، وتجسِّدُ عزيمتَه عملياتُ التحذير.
فلا تركنوا لحكومة وليدة غرف فندقية كشرعية لتبرير تجاوزاتكم، أَو ذريعة لتماديكم في تعنُّتاتكم، فاليمنيون لم يقبلوا بشرعية لحكومة تريدون فرضَها بالقوة، والقوة لا تقابَل أَو تواجه إلَّا بالقوة، فلا تختبروا بأسنا، واستمعوا لتحذيراتنا، فالنفط لنا لشعب يمني ولن يكونَ لغيرنا، فنحن أبناءُ اليمن وأصحاب الوطن، أرضُه أرضنا، وبحارُه بحارنا، وموانئُه موانئنا، فلا تنشروا قواتكم فيطالَها سوءُ العواقب والتبعات، فأرضنا وبحارنا ومياهنا لنا، وما في باطنها من ثروات وأسماك ومعادن ملكنا، وَليست لغيرنا فلا ترتكبوا الحماقات وتعيدوا بعد عمليات التحذير المحاولات.
ما بعد الإنذار والتحذير سوى التأديب، وها أنتم رأيتم بأعينكم عملياتُ التحذير في ميناء الضبة لمرتين، وكما قال المثل: ((كفاكم الله شر الثالثة)) فاليد على الزناد والصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرات بالمرصاد، فلا تقحموا المنطقةَ والإقليم والأمن العالمي بفوضى لا تستطيعون احتواءَها، فأمنُ خطوط الملاحة الدولية من أمن اليمن.
ومن صنع حالةَ التوازن في أحلك ظروف الحرب، بيده صنعُ التغيرات والتحولات إن أمعنتم في عدوانكم وحصاركم وتجويع الشعب اليمني شمالاً وجنوباً واستمررتم في استهتاركم.
والكرةُ في ملعبِكم، فالحربُ تم تغييرُ مجراها، ولم تعد كسابقات سنواتها، فلا تضّيعوا فرصةَ السلام الأخيرة، واستجيبوا لمطالب اليمنيين المحقة، فالسلامُ والمرتبات مقرونان إذَا سقط أحدُهم سقط الآخر، وترك الفرصة غصة، فالشتاءُ بردُه قارسٌ ورجال الله مستعدون لعودتهم للمتارس، والوقتُ حُجَّـةٌ عليكم.
فكفاكم عبثاً واستهتاراً وتجاهلاً، قبلَ فوات الأوان ونفادِ صبرِ وتحمُّلِ اليمنيين نتيجةَ المعاناة والحرمان.