30 نوفمبر.. اليمنُ لا يقبَلُ الانقسامَ والتشتُّتِ على مر الأزمنة..بقلم/ علي عبد الرحمن الموشكي
عندما نرى واقع الجنوب اليوم، نتألم كَثيراً ونشعر بألم يمزق ساعدنا الأيمن، اليمن دائماً وأبداً لا يقبل الانقسام والتشتت على مر العصور والأزمنة اليمن بلداً واحداً، يصدر الأخوة الإيمَــانية الأصيلة لكل بلدان العالم، لا يوجد هنالك في قاموس الأحرار عنصرية أَو طائفية أو حزبية أبداً تذوب كُـلّ هذه الفوارق والاختلافات عندما يوحدنا هم الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، تتلاشى كُـلّ الامتيَازات ويتساوى الناس جميعهم عندما يتعرض الوطن لأي اعتداءٍ سافر من قبل أعداء اليمن..
ونظراً لما يميز اليمن من موقع استراتيجي وإشرافه على المضيق الدولي (باب المندب) تزداد أطماع المستعمرين والطغاة المتكبرين الذين دائماً وأبداً يجرون وراءهم ذيول الخيبة وتنكسر شوكتهم في اليمن؛ لأَنَّ أبناء اليمن شمالاً وجنوباً لا يقبلون بالاستعمار ويرفضون الاحتلال حتى وإن جار في إذلال المواطنين المستضعفين وإن فتك بأطفالنا ونسائنا فلا نعرف الانكسار أبداً..
ما يعرف عن اليمن أنه (مقبرة الغزاة)، وكل طامع باليمن الحبيب يعرف ذلك ولديهم دروس كثيرة من الدول التي طمعت باليمن وتجرعت كأس الردى؛ لأَنَّ اليمنيين عندما تجتمع كلمتهم وتتوحد قلوبهم يكونون قوة لا تضاهيها قوة في المنطقة العربية، فبطبيعة الإنسان اليمني الذي يناضل ويكافح هو يكتسب الشدة ويكون قوياً وغير قابل للانكسار حتى وإن ضحى بنفسه في سبيل عزته وشموخه، أعني بذلك اليمني الذي ما زال يحمل همّ الوطن وتكشفت أمامه الحقائق وأصبح يعي ويفهم ويدرك خطورة المستعمرين ناهبي الثروات والتي هي من حق الشعب وضرورة الحفاظ عليها وإرجاع خيراتها لصالح المواطنين اليمنيين الذين يناضلون؛ مِن أجلِ العزة والكرامة.
هل اليمن فقير إلى هذه الدرجة وأن الدول الخليجية جميعها التي تعيش على ضفاف الشواطئ والبحار خيراتها أكبر من خيرات اليمن، هذا الذي لا يدركه العقل أبداً.. إن اليمن مخزون للثروة والتي ما إن يستقر ويتوحد سيستطيع إخراج كُـلّ الثروات لا زال اليمن كنز مدفون لا يريد أعداؤنا أن يكون اليمن مستقراً ويبقى قاداته من أبناء اليمن الشرفاء والذين سيستقر وسيزدهر بفضل الله ثم بفضلهم، كان الأعداء يضنون أننا لن نستطيع التصنيع لنستطيع التطوير والزراعة والابتكار والصمود أمامهم لمدة أربعة وعشرين ساعة، من استخفافهم باليمن وشعب اليمن؛ لأَنَّنا لم يكن لدينا أي اعتبار لديهم ولدى غيرهم من الدول العظمى والذين جمعوا لفائف العالم لمواجهة واستباحة وهتك عرض الشعب اليمني العظيم، ولكن الله كان مع اليمن وقيادة اليمن ممثلة بقائد الثورة سماحة سيدي ومولاي عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، الذي يرفض الظلم والإذلال والخنوع لكل الطغاة والمستكبرين.
إخوتنا في جنوب اليمن الأحرار نحن نشعر بمدى معاناتكم ومدى جور الظالمين عليكم، وكل من يسترزقون منهم، أشبه بالكلاب المسعورة، تجردوا من كُـلّ معاني الإنسانية، والقيمية والأخلاقية، كيف لا يكونون كذلك وهم يتربون بين أحضان الأمريكي والصهيوني، كيف لا وهم شلليات وكنتونات تعمل لصالح أسيادهم.. ومن أسيادهم الأمريكي الصهيوني.
وهذا ما سعى إليه البريطاني والأمريكي من خلال تغذيتهم للأحزاب والجماعات التكفيرية في الجنوب كاستراتيجية دائمة (فرق تسد) دائماً هم يسعون لذلك إذَا ما استحكمت قبضتهم على محافظة أَو منطقة معينة فهم يخافون من توحد اليمنيين، يسعون لتعزيز التشتت والتجزؤ؛ لأَنَّ ذلك مصلحة للغزاة المحتلّين الطامعين في الاستفراد بكل جزء من اليمن ويسهل لهم السيطرة عليه ونهب خيراته.
لكن الأحرار من أبناء اليمن تأبى لنا قيمنا الإنسانية ذلك ونرضى أن يكون اليمن ممزقاً أبداً، إننا اليوم نعيش في حكومة صنعاء، حَيثُ الاستقرار والسيادة وَحَيثُ يوجد معادلة الحفظ على ثروات اليمن وخيراته، ولن تكون إلا لأبناء اليمن وتتعمر الحياة بها ويستقر اليمن أرضاً وإنساناً.
إن جنوب اليمن يمثل للأعداء موقعاً هاماً جِـدًّا ولكن استطعنا بفضل الله السيطرة الجوية على الممرات الدولية وإننا أمام الفتح القريب وقادمون لتطهير كُـلّ شبر من أجزاء اليمن الكبير، والله لو نتحول إلى ذرات تبعثر في الهواء لن نترك اليمن الحبيب للمستعمرين والطغاة والمتكبرين في الأرض، وإننا قادمون إليك وسنسقي المستعمرين كأس الردى بإذن الله.