المسيرةُ القرآنية نورُ الله وسيفُه على رقاب الطواغيت..بقلم/ رفيق زرعان
قاتلوها فلم يستطيعوا قتلها، وحاصروها فانتشرت وتوسعت، أرادوا القضاء عليها في مهدها فشبت حتى اشتد ساقها، وعلا شأنها، وأصبحت شوكةً تحز نحور الظالمين والمعتدين، وسيفاً يقطف رؤوسهم، ويسلخ جلودهم.
إنها “المسيرة القرآنية” سيلاً جارفاً، وموجاً هادراً، وسفينةً تنجي من الغرق، قائدها وربانها الله، فهو خالقها وصانعها، وجاعلها كهفاً وملاذاً يأوي إليه كُـلّ خائف، ويقصده من يريد النجاة والفوز.
هي شجرة كبيرة، عانقت بأغصانها عنان السماء، وضربت بجذورها أعماق الأرض، وظللت بفيئها وجوهاً أحرقتها شمس الظلم والقهر.
وطبعاً لن ينال ثمارها إلا من كان ولداً باراً بها، وحنوناً معها، أما المتسلقين بغرض النيل منها، والعبث بثمارها، فهي تنبذهم وتسقطهم على رؤوسهم من أعالي قممها.
“المسيرة القرآنية” هي إرادَة الله، وأمره، ونصره المحتم.
أثبتت طوال تاريخها أن إرادَة الله هي فقط التي تمضي، وأن سنته في نصر عباده المستضعفين ثابتة لا تتبدل ولا تتغير، مهما مرت السنون والأعوام.
ومهما تعرض الحق وأهله للمحاربة الشديدة من قبل الباطل وحزبه، إنما يزداد الحق قوة وصلابة، وبأساً وتماسكاً.
منذ ولدت “المسيرة القرآنية” في اليمن، بقيادة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، وبعده السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، أصابت أمريكا وإسرائيل في مقتل، وأقضت مضاجعهم، وجعلت النوم يجافيهم، بما تحتويه من ثقافة تؤسس لبناء أُمَّـة قوية وقادرة على الصمود والمواجهة.
“المسيرة القرآنية” هي مسيرة الله، ليس لائقاً بها إلَّا النصر، والعز، والمجد، والخلود، فهي خلقت له، فالله والي أمرها، وحارس مجدها، ورافع عزها، وقاتل عدوها، أما نحن فليس علينا إلَّا التمسك بها بكل ما أوتينا من قوة، والاهتداء بهداها، والسير على منهجها (القرآن الكريم) نور الدروب والقلوب، وعز الشعوب، والأمن يوم الخطوب.