30 نوفمبر وخطورةُ المرحلة..بقلم/ هدى حسين الشامي
هناك سؤالٌ يطغى علينا إلَّا وهو هل يعرف هذا الجيل معنى هذا التاريخ، أكاد أجزم قاطعةً أن أغلب الشباب لا يعلمون ما معناه، إذَن تعالوا لنرحل معاً لمعرفة ما هو هذا التاريخ من بداية الحدث إلى نهاية التاريخ المهم بجزءٍ ولو بسيط من أحداثه، كما تعلمون، قامت حروب عالمية كبرى بين عدة دول متحالفة مع بعضها ضد الكيان الآخر، أولاً الحرب العالمية الأولى التي كانت في عام 1914م واستمرت إلى عام 1918م وشاركت الدولة العثمانية فيها وقد نتج عنها فوز الحلفاء على المحور التي كانت الدولة العثمانية إلى جانبهم، هذه الدولة ضمت إلى جناحها الدول العربية من المحيط إلى الخليج وكان أن تم تقاسم هذه التركة العظيمة بين الدول المنتصرة وهي كالتالي بريطانيا العظمى التي كان يطلق عليها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس مجازاً نظراً لاستيلائها على مناطق واسعة من الكرة الأرضيّة وقد أخذت كلاً من بلاد شبه الجزيرة عدا اليمن شمالاً بالإضافة إلى العراق ومصر، وفرنسا أخذت بلاد الشام والمغرب، وإيطاليا أخذت ليبيا وغيرها، ما يهمنا هنا هو يمننا الغالي الذي رزح تحت نير الاستعمار البريطاني لمدةٍ تصل إلى قرن من الزمن وتزيد وكان قرناً مظلماً بكل ما للكلمة من معنى، ولنأتي لمعرفة كيف تم احتلال بلدنا ولماذا لا نتعظ أبداً من حركات المستعمرين في الاستيلاء على الأوطان ونهب ممتلكاتها.
تعالوا معي لأعرفكم عن أساليب هذه الدول المحتلّة المحتالة، كانت بريطانيا تسيطر على الهند الذي أطلقت عليها درة التاج البريطاني وذلك لغناها ولضخامة المصالح البريطانية فيها ونظراً لبعدها عنها رأت الأخيرة أنه يجب أن تجد لها دولة تقوم بموقع الوسيط من بريطانيا إلى الهند والعكس وفي عام 1609م زارت أول باخرة بريطانية شواطئ اليمن لتستطلع الأوضاع التي يعيشها هذا البلد، انظروا وركزوا معي كيف أن هؤلاء الناس يفكرون ويدبرون فهم ليسوا مثلنا أبداً فعندما يدبرون لشيء لأمدٍ بعيد وليس كمثل المسلمين عامة والعرب خَاصَّة لا يرون إلا موضع أقدامهم للأسف الشديد، وبالفعل عادت بريطانيا وهي على علم بمدى طيبة هذا الشعب وقامت بإرسال سفينة هندية تدعى داريا دولة إلى سواحل اليمن الجنوبيّة وتذرعت أن اليمنيين قاموا بسرقتها والاعتداء على طاقمها ليكون لديهم الحجّـة الكاملة في دخولها إلى اليمن واحتلالها، بالفعل نجحت هذه الخطة الشيطانية وتم احتلال مدينة عدن عام 1839م وظلت المحافظات الجنوبية تحت ظل الاستعمار لفترة طويلة جِـدًّا فعملوا على إدخَال لغتهم في المدارس والمؤسّسات وغيرها، ولكن اليمنيين لم يستكينوا ولم يخضعوا كعادتهم أَو يذلوا وينكسروا فقاوموا المحتلّين بكل ما آتاهم الله من قوة وتعاون، وفعلاً نجحت الثورات وتمكّنوا من طرد المستعمرين عام 1963م وظلت هذه الدولة إلى أن رحل آخر جندي بريطاني عن الجنوب في 30 نوفمبر عام 1967م، الغريب في الأمر أن اليمن في الجنوب ما زال إلى يومنا هذا رازح تحت الاستعمار وأن لم يكن استعماراً عسكريًّا مباشراً؛ لأَنَّنا لم نتعظ من الماضي وما حدث فيه فالتاريخ يعيد نفسه بشكلٍ آخر لماذا كُـلّ هذا الشي؛ لأَنَّنا لم نتمسك بكتاب الله وعترة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- ولم ندرك خطورة المرحلة التي نحن فيها وكما قال السيد حسين -رحمة الله تغشاه- من اليوم إلى يوم يبعثون فقال: نحن المسلمون عندما نستمع أن هناك خطورة بالغة، هجمة شرسة ضد المسلمين، المسلمين هم أنا وأنت وأمثالنا في جميع بقاع البلاد الإسلامية، أن أكون مسلماً ثم أسمع وَأرى الأحداث الكثيرة تدور من حولي ضد الإسلام والمسلمين ثم لا التفت التفاتةً جادة ولا أهتم، ولا أفكر ولا استشعر الخطورة، ولا أبحث عن حَـلّ ذلك يعني أن الأشياء بالنسبة لنا مُجَـرّد عناوين فقط، سواءً ما نسميه إسلاماً ندين به، أَو ما نسمي أنفسنا به كمسلمين، تصبح مُجَـرّد عناوين فقط والإسلام هو هذا الدين الذي ندين به وَأَضَـافَ قائلاً -رضوان الله عليه-: لو كنا نستشعر حقيقة أن الخطورة هي موجهة لهذا الإسلام ولنا نحن كمسلمين ربما تظل المشاعر لدينا حية، لربما تركت أثراً في أن تخلق نوعاً من الوعي واليقظة أمام ما يحدث وأقول أنا ما سيحدث.