بالوثائق: أبناء وأقارب قادة المرتزِقة يستحوذون على المنح الدراسية المخصصة للطلاب المتفوقين
كشوفاتٌ مسرَّبة تكتظ بأسماء أولاد “العليمي” و “البركاني” وعدد كبير من وزراء ومسؤولي وإعلاميي وقادة أحزاب الخونة
ردود فعل غاضبة تسلط الضوء على حجم الفساد المستشري في كُـلّ قطاعات “الدولة” المنهوبة
المسيرة | خاص
فجَّر نشطاءُ فضيحةً مدويةً للمرتزِقة، حَيثُ كشفوا استئثار أبناء قيادات ما يسمى المجلس الرئاسي ومسؤولي حكومة الخونة وقيادات الأحزاب الموالية للعدوان بالمنح الدراسية المقدمة لليمن، الأمر الذي أثار موجة سخط واسعة أعادت تسليط الضوء على الفساد غير المسبوق الذي يمارسه المرتزِقة في مختلف القطاعات، والذي يؤكّـد أن سلطتهم بأكملها عبارة عن منظومة نهب ولصوصية صنعها تحالف العدوان لبيع الوطن مقابل المصالح الشخصية.
الفضيحة الجديدة انفجرت من خلال وثائق تتبع وزارة التعليم العالي في حكومة المرتزِقة، وتتضمن كشوفات لأسماء الطلاب المستفيدين من المنح الدراسية التي يفترض أنها مقدمة للطلاب اليمنيين المتفوقين؛ مِن أجلِ الدراسة في الخارج، حَيثُ اتضح أن المنح تذهب لأبناء قيادات ومسؤولي المرتزِقة.
وتضمنت الكشوفات أسماء أبناء وأحفاد قيادات بارزة من المرتزِقة على رأسهم الخائن رشاد العليمي رئيس ما يسمى “مجلس القيادة” الذي نصبه العدوّ بديلا عن الفارّ هادي، حَيثُ أظهرت الوثائق أن كُـلًّا من “رشاد محمد رشاد العليمي” وَ”سالم عبد الحافظ رشاد العليمي” و”عمرو رشاد محمد العليمي” حصلوا على منح دراسية في كندا لدراسة إدارة الأعمال، بمخصصات شهرية تبدأ من 1800 دولار، وتصل إلى 2100 دولار.
وأظهرت الكشوفات أَيْـضاً أن نجل رئيس ما يسمى مجلس النواب التابع للمرتزِقة (مصعب سلطان البركاني) حصل على منحة دراسية بمخصص شهري 2100 دولار، فيما حصلت ابنة نجل المرتزِق ياسين سعيد نعمان (روان خلدون) على منحة في كندا بمخصص شهري 1800 دولار.
وأوضحت الكشوفات أن ابن أخ رئيس حكومة الخونة المرتزِق معين عبد الملك حصل على منحة دراسية أَيْـضاً.
وتصدر اسم نائب رئيس ما تسمى بعثة اليمن في جامعة الدول العربية، المرتزِق مساعد علي عثمان القوائم بشكل لافت، حَيثُ أظهرت الكشوفات أن خمسة من أولاده حصلوا على منح دراسية بمخصصات شهرية تتراوح بين (1500 -2000 دولار).
وضمت الكشوفات أسماء أبناء وأقارب أعضاء في مجلس النواب التابع للمرتزِقة وقيادات أحزاب موالية للعدوان على رأسها حزب “الإصلاح”، إلى جانب أبناء وأقارب إعلاميين ونشطاء وعسكريين تابعين لحكومة المرتزِقة، جميعهم حصلوا على منح دراسية بمخصصات شهرية مشابهة.
وأثارت الوثائق التي تم تداولها على نطاق واسع، موجة سخط كبيرة شملت حتى النشطاء المحسوبين على أطراف المرتزِقة، والذين أكّـدوا أن قيادتهم تدفع بالبسطاء إلى الجبهات وتضللهم بالشعارات والدعايات، فيما ترسل أبناءها للدراسة في الخارج من أموال الشعب اليمني.
وعلّق أحدُ نشطاء المرتزِقة بسخرية قائلاً إن: “وكلاء الوزرات يستلمون آلاف الدولارات كرواتب شهرية وهم يدرسون الماجستير والدكتوراه في الخارج على حساب الدولة والمواطن الفقير الساذج في الجبهة يدافع عَمَّا يسمى بـالوطن والعقيدة والدين”.
وكتب آخر: “مسؤولون وقيادات أحزاب لصوص ونهابون وسرق”، مضيفاً: “اقرأوا الأسماءَ للمنح الدراسية كيف وزعوها، ستجدون أولادَ قيادات “الإصلاح” والناصري والاشتراكي والمؤتمر وأولاد الوزراء والوكلاء والمحافظين وحتى الرئيس”.
وأوضح أحد النشطاء أن حكومة المرتزِقة نفسها متورطة بهذا الفساد وليس المسؤولين بشكل شخصي فحسب، مُشيراً إلى أن الحصول على هذه المنح يأتي بتوجيهات من القيادات والوزراء في إطار شبكة مصالح تشمل الجميع.
وَأَضَـافَ أنه يتم إرسال كشف بالأسماء الصحيحة للجهات التعليمية في الدول التي سيذهب إليها الطلاب المرشحون، بينما يتم نشر الأسماء في موقع الوزارة بعد تغيير الألقاب للتحايل وعدم إثارة الضجيج، على حساب المتفوقين الحقيقيين الذين يتم حرمانهم من هذه المنح.
وكتب السفيرُ السابق مصطفى نعمان أن هذه القضية “ليست مؤشراً وحيداً وفريداً في فساد وإفساد إدارة الدولة” مُشيراً إلى أنه في وزارة الخارجية التابعة للمرتزِقة لم يتورع أي مسؤول منذ 2015 عن تعيين ابن أَو حفيد أَو قريب له لينهبوا مواقعَ كادر الوزارة، وَأَضَـافَ أنه “من بعد 2015 صارت الخزينة العامة تنهب دون رقيب أَو حسيب”.
وفي هذا السياق أَيْـضاً، أكّـد العديدُ من النشطاء أن الاستحواذ على المنح يعكس عمقاً أكبرَ للفساد الذي يمارسه مسؤولو المرتزِقة وخُصُوصاً فيما يتعلق بالتعيينات وتوزيع الوظائف والمناصب، مشيرين إلى أن تسليط الضوء على هذا الجانب سيظهر فضائح أكبر وأوسع من الاستحواذ على المنح الدراسية.
والحقيقة أن فضائح فساد المرتزِقة في مجال التعيينات وغيره من المجالات قد أصبحت مشهودة ومثبتة بالكثير من الوثائق والإثباتات الواضحة، وعلى رأس ذلك سرقة إيرادات النفط والغاز التي تمثل أكبر عملية نهب للموارد تشهدها البلد في تأريخها كله.