أمنُ اليمن والمنطقة ليست مسؤوليةً أمريكية..بقلم/ توفيق الحميري
مَن استطاع إيجادَ الأمن في صنعاء والحديدة وباقي المحافظات الحرة وبهذا المستوى العالي رغم كُـلّ الاستهداف الأمني المعادي.
والذي استطاع إفشال مخطّطات إقلاق سكينة العاصمة منذ انتصار ثورة 21 سبتمبر حتى اليوم بكل جدارة واقتدار رغم رهانات وتهديدات أنظمة العدوان التي وصلت إلى حَــدّ التوعّد بها علناً.
هو الذي بكل تأكيد يستطيعُ وبفضل الله تأمين مدينة مأرب وكذلك عدن وأبين وباقي الأراضي والمحافظات اليمنية.
ومن استطاع بتقنية (عن بُعد) تأمين موانئ تصدير النفط اليمني من توافد سفن النهب للثروة السيادية بفضل الله سيستطيع تأمين باب المندب وخطوط الملاحة الدولية الموازية لسواحلنا الجنوبية والغربية وبكل جدارة واستعداد وجهوزية.
وبالتالي ليس على الأمريكان وغيرهم سوى الرحيل عن موانئنا ومياهنا الإقليمية وممراتنا الاستراتيجية في اليمن والمنطقة فنحن المعنيين بحماية بلدنا براً وبحراً وجواً.
قواتنا تستطيع حراسة البحر العربي وخليج عدن ولديها القدرة على حراسة البحر الأحمر وتأمين باب المندب وهذا واجبها وهي المسؤولة عنه، ولذلك لسنا بحاجة إلى من يأتي من أطراف العالم ليحمينا أَو يتواجد في إطار بلدنا أَو بالقرب منه بذريعة حماية مصالحنا أَو حماية ما تسمى بالمصالح الدولية؛ لأَنَّنا لسنا خطراً على مصالحنا ومصالح شعوبنا كي يأتي الأمريكي لحماية مصالحنا من خطرنا على أنفسنا حسب دجله وحيله المكشوفة.
إن الخطر الذي يتهدّد اليمن والمنطقة ومصالح الشعب اليمني وشعوب المنطقة هم أُولئك الذين جاؤوا ببوارجهم من أطراف العالم إلى منطقتنا وأقاموا القواعد العسكرية لاختراق سيادة دولنا واحتلال بعضها بصورة مباشرة أَو ضمنية بذريعة حماية منطقتنا وبأُكذوبة تأمينها فالشعوب يفهمون الحقيقة جيِّدًا والتي تقول إن كيان الاحتلال الصهيوني بالإضافة إلى البوارج والقواعد الأمريكية أَو البريطانية أَو الفرنسية وغيرها من القوات البرية أَو البحرية الموزّعة في المنطقة هي التهديد المباشر لشعوب ومصالح المنطقة وبالتالي هي التي تمثل التهديد للمصالح الدولية.
أما مزاعم تواجد تلك القوات والبوارج لحماية الأنظمة والحكام والممالك فهذا اعتراف واضح أن الأنظمة والحكام والأمراء مُجَـرّد عملاء وأدوات وأتباع لأمريكا أَو بريطانيا أَو أية دولة أوفدت قواتها إلى أرض أي شعب آخر.
فعندما نتساءل: من يحمي الشعب الصيني؟ سيجيبك أي طفل أَو كبير جيش الصين، ومن ثم نكرّر من يحمي النظام السياسي في البرازيل أَو بريطانيا أَو الهند أَو كندا أو أية دولة بالتأكيد المنطقي سيكون الجواب هو جيش تلك الدولة.
فكيف يأتي الأمريكي ويقول لأي ملك أَو رئيس أَو نظام عربي أَو شعب نحن نقوم بحمايتكم ولنا أموالكم وثروات شعوبكم؟؟!! أَو أن الجنود الأمريكان والقواعد الأجنبية والجيش القادم من أُورُوبا وأمريكا لأراضيكم وبحاركم هو لحمايتكم.
أليست هذه أكذوبة وعبارة تافهة تُهين الشعوب وجيوشها؟!
ونحن كيمنيين أحرار ولا نقبل على أنفسنا هكذا إهانة صادرة من عدو.
إن أمن البحر الأحمر والبحر العربي ليست من مسؤولية أمريكا وبريطانيا وفرنسا بل إن بوارجهم وقرصنتهم وأطماعهم المصوبة تجاهنا هي من يتهدّد الأمن الدولي وأمن المنطقة.
ومن يرى أن إهانة الأمريكي له مقبولةٌ لديه وأن شعبه يستحق الإهانة؛ بسَببِه فهذا الانحطاط لا يعنينا ولسنا متقبلين تحمل أية تبعات مترتبة على وضعيته المنحطة سواءٌ أكان سعوديّاً أَو إماراتياً أَو إرتيرياً وكذلك فَـإنَّنا لن نتقبل أية مخاطر تجاه بلدنا ومصالحنا وأمننا الاستراتيجي نتيجة لتلك الوضعية.