المونديالُ في زمن العدوان .. بقلم/ زهران القاعدي
بينما يعيشُ أربابُ العدوان كُـلَّ البذخِ والترفِ يعاني اليمنيون في الجانب الآخر من شبه جزيرة العرب أسوأ كارثة إنسانية مجاعة محتمة وموتاً بطيئاً؛ بسَببِ الحصار المفروض عليهم من دول العدوان يعانون ويفتقرون لأبسط مقومات العيش مرتباتهم مقطوعة ومواردهم منهوبة وبناهم التحتية مدمّـرة.
يعيش العالم أجواءً مونديالية يفرحون ويمرحون وفي بلدٍ عربي بينما اليمنيون وفي بلدهم يحاصرون ويسلبون فالفرحة في قاموسهم منسية وتاريخها ممحي فالبعض منهم فقد الأب والبعض فقد الأخ ومنهم من فقد الزوج لم يعطوا للمونديال أية أهميّة فقضايا أُخرى هي من تشغل بالهم، فهم يترقبون للجولة الأخيرة في ميدان النزال التاريخي بين الحق والباطل بين ذلك العدوّ الذي سلب أفراحهم وبين منتخبهم المعول عليه اكتساح الأهداف المخطّطة والمشروعة.
ها نحن في الشوط الثامن وشباك العدوّ أَو بالأحرى بنك الأهداف مليءٌ بضربات التسديد التي أنهكت خيوط شباكهم حتى أصبحت كخيوط العنكبوت في هوانها وضعفها، قد لا تتحمل الضربة الأخيرة التي قد تقسم ظهرها وتنهك قواها أَو قد ربما تمحي أثرها من الوجود إن لم تنهِ عدوانها وتسحب قواها وتعلن استسلامها، فأرض اليمن ليست كملاعب قطر فالخسارة فيها تعني الزوال ومواجهة اليمنيين تعني الخسارة والزوال وما العثمانيين والإنجليز ببعيد.
عليهم ألا يتجاهلوا تاريخ اليمن، عليهم أن يفتشوا بعد مسميات مناطقها وماذا أطلق عليها، قد لا تخلوا منطقة في اليمن إلا وتخبرهم عن صولات رجالها وصبر نسائها وشجاعة أطفالها في مواجهة الغزاة والمحتلّين.
صحيح أن جرائم العدوان بحق النساء والأطفال لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، صحيح أن ما قد حدث ويحدث بحق اليمنيين قد سلب فرحتهم ورغد عيشهم وأقلق سكينتهم ولكن يوماً ما سيرى العالم فرحة اليمنيين بنصر الله سيرون كم أن اليمن عصيٌ على الانكسار قويٌ في مواجهة الطغاة والمعتدين، سيرى العالم أجمع يوم أن تتحقّق آيات الله ووعده للمؤمنين.