فرنسا تحذر من حرب كارثية ومصر تنأى بنفسها.. الفايننشال تايمز: قوات برية تركية بسوريا قد تجر حلف الأطلسي لمواجهة عسكرية مع روسيا
صدى المسيرة/ خاص
بات من الراجح خطرُ نشوب حرب بين تركيا وروسيا في حال تدخُّل أنقرة في سوريا، وهذا ما حذَّرَ منه الرئيسُ الفرنسي فرانسوا هولاند، الجمعة، بالقول: “هناك احتمالاً لنشوب حرب في سوريا”، والمسألة حتماً ستتطور إلى دخول أمريكا على خط المعركة بعد أن أعلنت أمريكا وقوفَها إلَى جانب تركيا، إذ أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش آرنست أن “الولاياتِ المتحدة تقفُ إلَى جانب تركيا في وجه ما وصفها بالاستفزازات الروسية”.
أما وزيرُ خارجية لوكسمبورغ، جان إسيربورن، من جهته رأى أن حلف الناتو لن يتورط باشتباك عسكري مع روسيا، في تصريحات لصحيفة “دير شبيغل” الألمانية، ونصح تركيا بـ”ألا تعول على دعم حلف شمال الأطلسي (ناتو) في حال نشوب مواجهة عسكرية بينها وبين روسيا على خلفية الأزمة السورية”، مؤكداً أن الحلف “لن يسمحَ لنفسه بالانزلاق إلَى تصعيد عسكري مع روسيا بسبب التوتر بين أنقرة وموسكو”.
وكان مجلس الأمن عقد مساء الجمعة، اجتماعاً استثنائياً مغلقاً لبحث تصريحات تركيا بضرورة إرسال قوات برية إلَى سوريا. وكانت أنقرة دعت إلَى عملية عسكرية برية في سوريا للمساهمة في إيجاد حل للأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات.
وقالت المتحدثةُ باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان لها، إن “موسكو تعتزمُ طرْحَ مشروع قرار على مجلس الأمن للمطالبة بوقف التحركات التي تقوض سيادة سوريا”. وكانت روسيا اعتبرت أن توغل أَية قوة أجنبية داخل الأراضي السورية سيكون غير قانوني.
من جهته أكد الرئيسُ المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء الآنف، على أن موقفَ بلاده من الأزمة السورية “واضح ولم يتغير”، ويتمثل في عدم التدخل في الشأن السوري واحترام إرادة شعبه.
وأضاف السيسي خلال لقائه مع وفد إعْـلَامي من الكويت، أن “مصر تدعم بقوة مكافحة الإرْهَــاب والعناصر المتطرفة”، مشيراً إلَى العملِ على التوصل لحلّ سياسي للأزمة يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية ويفسح المجال للبدء في جهود إعادة الإعمار.
وفي ذات السياق اعتبرت صحيفة الفايننشال تايمز في زاوية الرأي الخاصة بها، أن تركيا بدأت تغرق في دوامة العنف التي تعصف بجارتها الجنوبية سوريا.
ويلخص عنوان زاوية الرأي “على أردوغان أن يخضع سياسته السورية لحسابات الواقع”، ما يحمله المقال من نقد لسياسة رئيس تركيا حيال الأوضاع في سوريا.
وتقول الصحيفة، إن “التفجير الذي وقع في انقرة، الأربعاء الماضي وأودى بحياة العشرات يظهر كيف أن تركيا بدأت تغرق في دوامة العنف التي تعصف بجارتها الجنوبية سوريا”.
وتذكر الصحيفة قراءها بأن أردوغان قد تنبأ في عام 2011 بأن الانتفاضة الشعبية في سوريا ستسقط نظام الرئيس وهي النبوءة التي ثبت عدم صحتها، بحسب الصحيفة.
وترى الصحيفة أن سعي أردوغان إلَى إسقاط نظام بشار الأسد أدى إلَى أن تمسى تركيا ممرا للـ”جهاديين” الذين يقصدون سوريا في الوقت الذي تدخلت فيه روسيا لدعم الأسد.
وتحذر الصحيفة من أن الحديثَ عن إرسال تركيا قوات برية إلَى سوريا قد يجر حلف شمال الأطلسي إلَى مواجهة عسكرية مع روسيا.
وتختتم الصحيفة المقال بالقول إنه يجب على واشنطن أن تطمئن أنقرة حيال أهمية الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا في المواجهات ضد تنظيم “داعش” الذي تراه الفايننشال تايمز الخطر الأَكْبَــر في المنطقة.