ألمانيا تتجهُ نحو العنف.. وحركةُ مواطني الرايخ نموذجاً
المسيرة | وكالات
تناولت مجموعة “صوفان” موضوع المخطّط اليميني الإنقلابي في ألمانيا الذي أحبطته السلطات المحلية، مشيرة إلى أن حملة المداهمات التي نفذتها السلطات كان لها عنصر دولي، حَيثُ جرت اعتقالات في دول مثل إيطاليا والنمسا.
وأشَارَت المجموعة إلى أن الاعتقالات استهدفت أعضاء في حركة “مواطني الرايخ” (Reichsburger)، موضحةً أن هذه الحركة هي شبيهة لحركة المواطنين السياسيين في الولايات المتحدة (sovereign citizens movement)، لافتةً إلى أن هذه الجماعات هي عبارة عن جهات وأفراد منظمين يرفضون الخضوع لسلطة الحكومة الفدرالية ويرون أنهم مستثنون من القانون الأمريكي.
وبحسب المجموعة، “مواطنو الرايخ” يرفضون الدولة الألمانية المعاصرة ويرفضون دفع الضرائب، والأعضاء في هذه الحركة لديهم علاقات وطيدة مع التطرف اليميني في ألمانيا، وكذلك علاقات مع أصحاب نظريات المؤامرة في حركة Qanon وأفراد يرفضون إجراءات الإغلاق، بسَببِ وباء الكورونا.
وتابعت المجموعة أن الشبكة الألمانية تشكلت خلال فترة الوباء مع انتشار المعلومات المضللة على الانترنت.
ولفتت إلى أن بعض جوانب عقيدتها تتداخل مع بعض نواحي نظرية الاستبدال العظيم (Great Replacement) والتي تعتبر أن ألمانيا هي تحت سيطرة شركات ونخب يهودية يخططون لاستبدال الألمان الأصليين بمهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا.
كذلك قالت المجموعة: إن “أحداث اقتحام مبنى الكونغرس في الولايات المتحدة شكلت حافزًا للمتطرفين على مستوى عالمي”، مضيفةً أن “مخطّط الانقلاب في ألمانيا يبين كيف أن Qanon أصبح ظاهرة عالمية، وأنه يجري تطبيق نظريات هذه الجماعات في سياق المشهد المحلي في الدول التي تلقى فيها ترحيبًا”.
كما تابعت المجموعة أن الاعتقالات في ألمانيا تسلط الضوء كذلك على الحراك المعادي للديمقراطية المتنامي في البلاد، مذكرة بمحاولة عدد من المتظاهرين اقتحام مقر البرلمان الألماني في شهر آب/ أغسطُس عام 2020م.
ولفتت المجموعة إلى أن هناك مخاوفَ مشروعة من تزايد احتمالات استهداف السياسيين، مشيرة إلى مقتل السياسي الألماني والتر لوبكي – الذي كان معروفًا في مواقفه المؤيدة للاجئين – على أيدي أحد الأفراد من النازيين الجدد.
كما أشَارَت المجموعة إلى أن ألمانيا شهدت الكثير من العنف اليميني خلال الأعوام القليلة الماضية، مشيرة إلى قيام أحد افراد “مواطني الرايخ” بقتل أحد عناصر الشرطة وجرح أربعة آخرين في عملية مداهمة عام 2014م.
وذكّرت بحادثة مقتل شخصين اثنين في كنس يهودي على أيدي يميني متطرف بمنطقة Halle الألمانية عام 2019م، ومقتل تسعة أشخاص في مقاهي “الشيشة” في مدينة Hanau عام 2020م.
ولفتت المجموعة إلى إحباط مخطّط لاختطاف وزير الصحة الألماني من قبل يمينيين متطرفين في شهر نيسان/ أبريل الماضي.
وفي الختام، قالت المجموعة أن التقديرات تشير إلى أن لدى حركة “مواطني الرايخ” حوالي 21000 شخص من الأتباع، وإمْكَانية الانتقال نحو استخدام العنف تبقى تشكل تهديدًا ملحًا.