إنهم المرابطون ومَن مثلهم .. بقلم/ احترام المُشرّف

لنتحدث عنهم، عن هؤلاء الذين نظروا فوجدوا أمامهم نموذجين، أحدهما تقلدوا المناصبَ وتطاولوا في البنيان، والآخر هم الشعث الغبر الذين اختلطت دماؤهم بتراب أرضهم، إنهم من نظروا للنموذجين وتفكروا وتدبروا واختاروا وكانوا موفقين في اختيارهم.

لنتكلم عنهم قبل أن ينتقلوا إلى روضات من سبقهم أين كانوا ومن أين أتوا ومن خلفوا وراءهم، فهم من يستحقون أن نتكلم عنهم وهم من يستحقون أن نمدحهم ونثني عليهم منهم هؤلاء؟

إنهم السادة والقادة والشرفاء والصادقون والأولياء إنهم هم الزاهدون والنجباء من عباد الله، إنهم من صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.

لقد عرفتم من نعني ومن هذا نعتهم وتلك صفاتهم، إنهم المجاهدون الحامون للأرض والعرض المرابطون في الجبهات إنهم من فراشهم الأرض ليحموا منهم على الأسِّرة نائمون ولحافهم السماء ليكتمل الدفء لمن يخافون برد الشتاء.

المرابطون هم من تركوا العيش الرغيد وارتضوا بالخبز الجاف، هم تركوا المدن والقرى، ليحموا أهلَها وسكانها، هم من جندوا أنفسهم لحماية الأرض ولم يمنوِّهًا بمناصب الدنيا هم من يجيدون عمل التحصينات والمتارس ولا شأن لهم بتشييد القصور والمباني.

هم من يتقنوا المناورات مع العدوّ ولا يلتفتون لمن يعقدوا الصفقات، هم من تخلوا عن أحذيتهم ومشو حفاة في جبهات العز ولم تغريهم العربات الفارهة، هم من عرفوا أنهم هم الملوك لا غيرهم وملك غيرهم فان، وهم العظماء وعظمة غيرهم إلى زوال.

المرابطون في سبيل الله هم القادة في معسكرات الرجال والذين يتخرج من متارسهم من نالوا الفوز العظيم وتقلدوا وسام الشهادة الذي ليس له ما يضاهيه من الفخر.

إنه وسامُ الخلود والبقاء وعدم الموت والفناء وانتقلوا إلى روضاتهم فرحين مستبشرين بما نالوا منتظرين لإخوانهم الذين ما زادهم تشيّع من سبقهم إلَّا إصراراً وعزيمة وثبات أن يكملوا ما بدأوا به، الذين ارتقوا وها هم ما زالوا في رباطهم مرابطين.

الشُهداء فازوا وتجاوزوا مرحلة الاختبار، هم أحياءٌ في وجداننا، أحياء في قلوبنا، في مشاعرنا، لن ننساهم، ولن ننسى مآثرهم، لن ننسى مواقفهم، لن ننسى صبرهم ومصابرتهم، لن ننسى ما كانوا عليه من الروحية العالية.

والمرابطون ما زالوا في هذا الطريق الطويل والذي نهايته كلها شرفٌ وفخر إما نصر وفتح مبين، أَو شهادة وجنات النعيم، وهم تاجٌ على رؤوس الجميع، هذا هو الفخر لمن أراد الفخر وذاك هو العز لمن أراد العز وهذا هو المنصب الأحق بالمنافسة والذي لا يتنافس عليه إلَّا رجال الرجال وذلك هو الفوز العظيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com