الشهداءُ الأحياء .. بقلم/ نوال عبدالله
يقول تعالى: {ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيلِ الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون}.
قولٌ ووعدٌ حقٌّ من الله تعالى لأُولئك الذين خصَّهم في محكمِ كتابه وَآياته بتأمُلٍ لمعاني الآيات انطلق المجاهدون بكلِّ استبسالٍ فجاهدوا في الله حق جهاده، ضحّوا بالغالي والنفيس، بذلوا أرواحهم رخيصة فداءً لدينِ الله عز وجل، فكانت تضحياتهم خالصةً لوجههِ تعالى، فنالوا ما سعوا إليه.
إن الحديثَ عن الشهداءِ ذو شجون يحملُ في طياته نفحاتٍ روحانيةً إيمَـانية، فهم أساتذةٌ في العطاءِ، عرفوا معنى الثبات والصمود، والسمو الروحي، ومن تضحياتهم نستلهم الدروس والعبر، وبصبرهم وتحديهم ومقارعتهم للظالمين لهُ أكبر دليل على قوة إيمَـانهم وثباتهم على مبادئهم وقيمهم السامية.
مواقفُ خالدة وتضحياتٌ نبيلة شامخة سجلتها ذاكرة الزمان بحبر دمائهم كُتبت بكل شبر من أقطار وطننا الحبيب، نعم هم الشهداء من حموا أرضنا بسهولها وجبالها رافضين الخضوع والمذلة لقوى الشر، متمسكين بحبل الله المتين، حاملين البنادق على أكتافهم لا يخافون في الله لومة لائم منطلقين كأسودٍ كاسرة واثقين بوعد الله، أن النصرَ بيده وحده.
لقد سطّر الشهداء أروع وأعظم البطولات ضربوا أسمى الدروس وأجمل العبر تجلّت على أرض الجهاد حقائق تُذهل منها العقول، وتسبّح بحمدِ الله على تأييده المُستمرّ للمجاهدين الشهداء.
فبعد مسيرةِ العطاء بعد أن وقفوا ضد المعتدين ضد كُـلّ غازٍ ومحتلّ ضد كُـلّ طامع؛ مِن أجل أن يعيشَ أبناءُ هذا الشعب بعزةٍ وكرامةٍ وشموخ، ها هم يسقون تراب هذه الأرض الطاهرة قطراتٍ من دمائهم الزكية ليستعيدَ الوطن أنفاسَه ليتنفس عزة وكرامة.
رحلَ عظماؤنا للحياة السرمدية الأبدية، وبرحيلهم الحي زيّنوا الروضات بأرواحهم التي تفوحُ منها رائحةُ المسك، فسلامُ الله عليهم ألف سلام.