أحياءٌ عند ربهم يُرزقون..بقلم/ جارالله نايف حيدان
تحلُّ علينا الذكرى السنوية للشهيد في ظرفٍ حرج يمر به اليمنيون وبالرغم من المعاناة التي نمر بها إلَّا أننا أبينا إلَّا أن نحييَ هذه الذكرى التي نستلهمُ منها الكثير من الآيات الربانية التي حقّقها الله عز وجل على أيدي هؤلاء العظماء.
الكثيرُ من اليمنيين ممَّن حملوا مفهومَ الشهادة جسّدوا هذا المفهوم بكل ما تعنيه الكلمة وقدموا أروع الملاحم التي يعجز الشخص أن يكتب عنها ومنها:
– الروح الإيمَـانية اليمانية التي تجسدت في الشهيد/ حسن الملصي فحين سمع أن ابنَه وفلذة كبدة أنطلق للجهاد لتحرير الوطن من المحتلّ لم نسمع إلَّا أنه فاخر به بأنه اختار هذه الطريق طريق الحق وطريق الشرفاء بل وقدّم نفسه وما يملك من أملاك فداءً لهذا الوطن، وحين استشهاد ابنه لم يغلب عليه الحزن بأن يجعله يتخاذلُ عن الجهاد بل ازدادت فيه روح الجهاد وحب الجبهات.
– وفي الشهيد المجاهد/ أبو قاصف (بطل الحجارة) حين واجه مرتزِقة العدوان بالحجارة وصد زحفهم بعد أن نفذت ذخيرته وأعطب سلاحه.
– أما الشهيد العظيم/ أبو فاضل طومر فقد أظهر للعالم روح الإخاء التي في أوساط المجاهدين حين أطبقت قوى العدوان الحصار على ثلة من المجاهدين فما كان من طومر إلَّا أن يطمر لإخراج إخوته من الحصار بعدة محاولات وبعدة أطقم حتى أرتقى شهيداً.. لا غرابة فهذا هو شموخ اليمني وإرادته الصلبة التي لا تكسر.
بالرغم من أننا لا نستطيعُ ردَّ الشيء البسيط مما قدمه الشهيد فنجد أن البعض ممن لا يقدرون تلك الدماء الطاهرة التي أثمرت عزاً ونصراً وحريةً ينسى تلك التضحيات فينسى أسرة ذلك الشهيد من تقديم العون لهم والاهتمام بهم فيعيشون في حالةٍ بائسة ووضعٍ محزن بل إن البعض ينهب ما يخصَّص لأسرة الشهيد دون أي حياء وقد حرص قائد الثورة على التنبيه لهذا الأمر ووجه بأن يتعاون الجانب الرسمي والشعبي في رعاية أسر الشهداء مادياً وتربوياً واجتماعياً وفي كُـلّ المجالات.
في حين خضعت السعوديّة لأمريكا وإسرائيل رفضت اليمن برجالها العظماء أن تخضع لتلك الدول وقدمت خيرة رجالها في هذه المعركة إعلاءً لكلمة الله ورفضاً للوصاية الخارجية ولو لم يقدم نفسه الشهيد لكان الصهيوني والأمريكي اليوم هو من يحكم وهو من يوجهنا على حسب هواه وبما يتناسب مع مصلحته.. فهدف اليمن كبير وينظر لبُعد، فبعد تحرير اليمن سينطلق المؤمنون لنصرة القدس والتي هي القضية المحورية لليمنيين وتقديم أنفسهم لأجل تلك الأراضي المقدسة حتى تطهيرها بإذن الله أَو أن يرتقوا شهداء كرماء.
فسلامٌ عليكم شهدائنا وسلامٌ على دمائكم الزكية التي نجني ثمرتها العزة، والحرية، والنصر القريب المبين بإذن الله.