للشهداء ديونٌ في رقابنا..بقلم/ محمود المغربي

 

لا توجد تضحيةٌ في هذه الحياة أعظمُ من التضحية بالحياة نفسها في سبيل الله والوطن والآخرين، وفي سبيلِ حماية أرواح أشخاص لا رابطَ بينهم سوى الانتماء لوطن أنت أحدُ أبنائه وجلبِ الأمن والاستقرار والعزة والكرامة لهم.

تخيَّلْ أن تعيشَ حياتَك وأنت حريصٌ على إلَّا تعيشَ وتموتَ وفي رقبتك دَينٌ لأحد وتكتب وصيةٌ: “عندي لفلان مبلغٌ من المال وآخر قطعة من ذهب”، وتموت وأنت سعيد بأنك قد أديتَ حقوقَ الناس، لكنك تتفاجأ بأنك لا تزال مديوناً بحياتك وبالأمن والاستقرار الذي كنت تعيش به لأشخاص ربما لا تعرفهم لكنهم ضحوا بحياتهم وأرواحهم في سبيل أن تعيش أنت في وطنٍ آمن وتركوا خلفهم أطفالاً صغاراً ونساءً وأهلاً لا عائلاً لهم ولم نقم نحن برد الجميل لأُولئك الشهداء الأبرار بالسؤال والاعتناء بأطفالهم ولم نقضِ ما علينا من دين عظيم لهم.

هذا فيما يتعلق بالمواطن العادي أما أُولئك الأشخاص الذين حصلوا على المناصب الرفيعة والأموال والامتيَازات الكثيرة؛ بسَببِ شجاعة وتضحيات أُولئك الشهداء وبأنهم لم يكونوا قادرين على الوصول إلى ما هم عليه اليوم لولا صمود وبسالة وتضحيات المجاهدين والشهداء الأطهار -رضوان الله عليهم- وبأن دماءهم الزكية هي من منعت سفك دمائنا، وبأن أرواحهم هي من حافظت على أرواحنا.

لولاهم لكنا اليوم غارقين في الفوضى والإرهاب وتحت رحمة سكاكين الدواعش والمرتزِقة ولكانت نساؤنا تؤخذ وتُباع جواريَ للسعوديّ والإماراتي وغيرهم، وهذا كان هدفهم وأملهم في اليوم الأول من انطلاق عاصفة الحزم قبل أن يتدخل أبطال الجيش واللجان الشعبيّة لتحويل تلك الأحلام إلى سراب وكابوس مرعب للسعوديّين والإماراتيين، ومنعوا حصول ذلك بأجسادهم وأرواحهم ودمائهم الطاهرة.

وعلينا اليوم -مسؤولين ومواطنين- تقعُ مسؤوليةُ رَدِّ الجميل ودفعِ تلك الديون التي في رقابنا للشهداء إلى أطفالهم وعائلاتهم وإلا سوف يكونُ علينا الدفعُ يوم القيامة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com