حكايةُ شهيد.. أبو صقر الصيفي نموذجٌ للتضحية
إعداد: شرف الخطيب
الشهيدُ أبو صقر الصيفي نموذجٌ إيمَـانيٌّ للثبات والشموخ وأسدٌ من أسود الله في أرضه قضى على طُغاة العصر وأنهى العديدَ من أحلام اليهود والمنافقين.
لا نستطيعُ مهما قلنا في الشهيد أبو صقر الصيفي أَنْ نوفيَ حقَّه، فقد كان هامةً جهاديةً عظيمة بكل ما للكلمة من معنى، لكننا سنقدم شيئاً يسيراً من حياته الجهادية ليتعرف المؤمنون وكل أبناء الشعب من هو أبو صقر الصيفي.
السيرةُ الشخصية:
الاسم: فايز مهدي مبطي الصيفي
الاسم الجهادي: أبو صقر
المنقطة: آل الصيفي – سحار – محافظة صعدة
العمر:33 سنة
تاريخ الميلاد: 1989
تاريخ الاستشهاد: /2015/9/9م
الحالة الاجتماعية: متزوج
المستوى العلمي: اعدادية
روضة الشهداء: روضة آل الصيفي
نشأتُه وجانب من صفاته
نشأ الشهيد فايز مبطي في قرية محبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار ودرس الدين والفقه قبل الحرب الأولى على يد ثلة من العلماء الكرام.
حيث عرف الشهيد أبو صقر الصيفي بالشجاعة والكرم منذ صغر سنه، كما كان يعرف بالتواضع أمام الكبير والصغير، وكان مرحاً مع الجميع خُصُوصاً مع المجاهدين، وكان يحب أن يقدم أي شيء يخدم الناس، حتى لو كان على حساب نفسه.
وكان بعد الانطلاقة وفياً مع المسيرة والمجاهدين، ولديه نخوة وشجاعة كبيرة، حَيثُ لم يتردّد في أي موقف يقدم عليه حتى أنه لا يسمع بأحد من المجاهدين يحاصر أَو جبهة يحاصرها العدوّ إلَّا وقام هو شخصيًّا بفك الحصار على المجاهدين أَو تلك الجبهة، كما أنه لم يضعف ولم يستكين رغم إصاباته المتكرّرة.
التحاقه بالمسيرة القرآنية ومشوار حياته الجهادية
التحق الشهيدُ أبو صقر الصيفي بالمسيرة القرآنية بعد الحرب الثانية ولديه ثلاثة من إخوته شهداء. واحد في الحرب الأولى والثاني في الحرب الرابعة والثالث في الحرب الخامسة شارك مع اخويه في الحرب الرابعة والخامسة، وبعد استشهاد إخوته في الحرب الرابعة وَالخامسة واصل فايز المشوار الجهادي وتحمل الأمانة التي تركها له أخوه الأكبر ليواصل أبو صقر المعارك قائداً مغواراً شهدت له العديد من الجبهات. وكان ذلك القائد الذي كسر شوكة أعداء الله في القطعة وكتاف ودماج وعمران وصنعاء وحتى عدن ولحج حتى نال الشهادة في جبهة الوهط، محافظه لحج.
أعمالُه الجهادية
– عمل في المشاة في الحرب الثالثة والرابعة وَالخامسة، وفي الحرب السادسة كان في وحدة الهندسة وشارك في جبهه سوق البيل والمهاذر والمقاش.
وبعد الحرب السادسة، تنظم المجاهدون وانقسمت المسيرة الي قسمين جانب عسكري وجانب أمني، وكانت المسؤولية الملقاة على عاتقه هو أن يكون مسؤولاً لعمليات محور الصعيد.
شهادة أهله ورفاق دربه
شهادة أهله: كان الشهيد فايز مهدي الصيفي – أبو صقر – يحب التضحية؛ مِن أجل الآخرين كثير الحب لله ورسوله وأهل بيته، كان مرحاً مع الجميع، وذكياً يعرف كيف يتصرف.
شهادة رفاق دربه: كان وفياً مخلصاً لله ورسوله وقيادة المسيرة، وكان فدائياً وفياً حتى مع أفراده، حَيثُ كان يهتم بهم ويعالج مشاكلهم وقضاياهم، وكان يتحَرّك لفك الحصار عن أي مجاهد حتى لو كان فيها اخطار كبيرة تودي بحياته. كما كانت لديه همة عالية ووعي كبير وروحية عالية، فلم تُثنه الظروف الصعبة والمعارك الشرسة والأحداث المرة من التحَرّك ولم يضعف أماك كُـلّ هذه المعوقات.
وَأَضَـافَ رفاق دربه أنه عرف بالحرص على ممتلكات سبيل الله، حيثُ إنه لم يبقَ معه شيء إلَّا وأنفقه في سبيل الله،
كان يهتم بالبرنامج اليومي. حتى أنه لم يفوته يوم من البرنامج. وَإذَا فاته فَـإنَّه يقضيه كالصلاة.
مضيفين أن كرمه ظهر مع أفراده المجاهدين وصدقه مع الجميع، وكان صبوراً عند البأس وفراق الأهل لأشهر كثيرة، وكان يتميز بهمة عالية.
قصةُ استشهاده:
كان يمثل أبو صقر الصيفي، مسؤول العمليات ورأس الحربة وفي مقدمه الصفوف. حتى إن العدوّ بعد أن ذاع صيته واشتهر بقتاله وفزعاته حاول أن يدس جواسيسَ في أوساط أفراد العمليات للتتبع الشهيد أبو صقر على تتبعه والقضاء عليه، وقام العدوّ بعدة عمليات متكرّرة لم تنجح.
وفي جبهة لحج وبعد أن كان هناك مجموعة مجاهدين محاصرين قام الشهيد وأفراده بكسر حصار العدوّ والقضاء على أحلامهم.
وكان في مقدمه الصفوف وفوق معدل 23، وبالشيكي واجههم كالأسد عرف العدوان السعوديّ الأمريكي بأنه من يقود المعارك هناك فقام عبر مخابراته الأكبر في العدوان بتتبعه حتى عرف تحَرّكاته، فشنت طائرات العدوان عدداً من غارات الحقد والكراهية على مكان الشهيد، فأصابته فارتقى شهيداً عظيماً بعد أن قام بمسؤولية وما يملي عليه دينه وإنسانيته، ومكملاً واجبَه أمام الله.
وصية الشهيد:
أولاً أقول اللهم صلٍّ على محمد وعلى آل محمد. ونقول ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد، إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمه انك أنت الوهَّـاب.
ونقول نحمد الله ونشكره على نعمه الهداية؛ لأَنَّ الهداية من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى.