الشهادةُ.. عطاءٌ بلا حدود..بقلم/ إياد الأسد
لا يوجدُ على هذه المعمورة أجودُ ولا أسخى من الشهداء، ولا يضاهيهم أحدٌ من الصالحين الأتقياء.
فإذا كان من المسلمين -في سبيل الحق- قد تبرعوا وجادوا بأموالهم، فَـإنَّ الشهداء قد ضحوا وجادوا بأرواحهم، وإذا كان من المؤمنين قد آثروا غيرهم بالعطاء، فَـإنَّ الشهداء قد آثروا شعبهم بالحياة الدنيا ليُكْتَبَ له البقاء، وإذا كان العلماء المؤلفون قد قضوا أعمارهم بتدوين العلم حتى أفنوا المحابر والمداد لينفعوا بذلك العباد، فَـإنَّ الشهداء قد سطروا بدمائهم ملاحم البطولة لينعم العلماء وغيرهم بالحرية دون أن يصيبهم أي ظلمٍ أَو فساد، وإذا كان المحسنون قد اشتروا الأدوية للأمراض، وقضوا للمعوزين الحوائج والأغراض، وواسوا بأموالهم الفقراء والمساكين، وأعطوا المحتاجين وأشبعوا الجائعين، فَـإنَّ الشهداء قد اقتلعوا الفساد وقضوا على الفاسدين الذين كانوا سبباً في فقر العباد من الفقراء والمساكين، وانتشار الأمراض بينهم وبين غيرهم من المعوزين المحتاجين.
فعطاء الشهداء ليس له عد ولا حَــدّ، فهو مُستمرّ دائمٌ لا ينفد، فهل يُعْقَلُ بعد هذا أن نساوي بهم أحد لا أحد يستطيع أن يوفي بحق الشهداء هم من قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله وفي سبيل كرامة أممهم وشعوبهم وعزة واستقلال الأوطان وتنميتها وتطّلُ علينا ذكرى الشهيد كُـلّ عام لنُجّددَ العهد والوفاء لدماء الشهداء وأرواحهم الطاهرة التي وهبوها طواعية لله ومن أجل وطنٍ أرادت قوى الطغيان والاستكبار إذلاله وإخضاعه، فقيض الله له رجالاً أشداء تصدوا لعدوانها وعشقوا الشهادة، وسقوا بدمائهم الزكية الطاهرة تربة وطنهم حتى ارتوى عزةً وشموخاً وكرامةً.
وإن الفعاليات والأنشطة التي تقام في الذكرى السنوية للشهيد، تعد دليلاً قاطعاً على المكانة التي يحظى بها الشهداء في القلوب والوجدان، كما هي في العواطف والمخيلة، تجتمع فيها مكونات الجسد اليمني الرسمية والمجتمعية لخدمة ذوي الشهداء، حفاظاً على ثقافة الشهادة وقيم التضحية التي قدمها أخلد الأحياء، وتبعث تحية إجلال وتكريم لأهالي وذوي الشهداء ولكل أسرة شهيد قدمت أغلى ما لديها، ويُستمد من مفرداتها السير على نهج الشهداء.