ذكرى انطفاء النجوم السنويّة..بقلم/ تسنيم الدّيلمي
يقولُ تعالى من لا أصدق منه قولاً وحديثاً: “إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ”..
“وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ”..
“وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ”..
من منطلقها انطلق الكثير من العُظماءِ الأحرار، الشُرفاء في الميدانِ بأرواحهم البيضاوية حَميّةً وَدِفاعاً عن الله ورايته وعن أرضهم الطيّبة وحريتهم واستقلالهم وكرامتهم، ولشدّةِ بهاءِ أرواحهم وَطُهرِها اصطفاهم الله ليكونوا بجوارهِ أحياء يُرزقون إكراماً وإجلالاً وتوقيراً لهم، ولعشقهم وتوليّهم لله ولرسوله وآل بيته الأطهار، وَلِإعزازهم وانتصارهم لدينِ الله الحنيف والمستضعفين، وَحميّتهم على أعراضهم وشرفهم.
ولكي نَرُّدَ لهم قطرةً من غيث ما فاضوا وتفّضلوا به علينا، نُحيي هذه الذكرى العظيمة المُقدّسة في العامِ الثامن على التوالي في ظِلِّ عدوانِ أنيابِ شرّ المنطقة على شعبنا العزيز، والتي هي في الحقيقةِ من تُحيينا، وَلها دلالاتها وأبعادها وأهميتها كما قال السيد القائد -يحفظه الله-.
وفي الحديثِ عن أهميتها وعظمتها يتلعثم لساني، ويعجز قلمي عن التعبيرِ والوصف خجلاً واستحياءً من أرواح هامات العُظماء؛ لأَنَّنا نعلم جميعاً أن هذه الرتبة الضخمة لا ينالها إلَّا الأبرار الأتقياء وإلّا لما جعل الله الفردوس الأعلى مكافأةً وتكريماً لهم.
فَـإنَّ إحياءَنا لذكرى نجومنا التي أفلت هو إحياء لكلمة الله وللقضيّة الحقّة، ووطءٌ بكلمة الكافرين، وتعظيمٌ وتبجيلٌ واعتزازٌ وفخرٌ بدمائهم العطرة التي أعادت مجد اليمن، وأثمرت قوةً وعزّةً وانتصارات عملاقة، كما أنّها محطّة نستقي منها العطاء والإيثار والشجاعة والإباء والثبات، ولشحنِ أرواحنا من رصيدهم الإيمَـاني الوفير، وإشعال الروح الثوريّة والعنفوانيّة فينا، ولنتأسى بهم، ولتصيبنا عدوى جمال أرواحهم وانطلاقتهم وإخلاصهم لا سِـيَّـما ونحن ما زلنا في ظِل عدوانٍ همجيٍ غاشم، وبالتالي فَـإنَّها تجديدٌ لولائنا واتّباعنا وعهدنا بأننا على نفس النهجِ والمنهج.
كما أنّها رسالة قوية ومرعبة لأعداء الله أننا لهم بالمرصادِ، وعلى آثارِ نجومنا مقتفون، ولمثلِ عِدّتهم نعدّ لإحدى الحسنيين إمّا النصر أَو الشهادة.
فلن يحصِدوا من غبائهم إلَّا الكَمد والخسارة والخسران؛ لأَنَّنا ارتشفنا العزة والإباء وعشق الجهاد والاستشهاد مع حليبنا منذ نعومة أظافِرنا، ولا خوف على أُمَّـةٍ تعشق الشهادة وترى فيها حياتها وسعادتها، فلم تزدنا دماء الشهداء إلَّا قوةً وعنفواناً وصموداً، وأثمرتْ نصراً لنا ووبالاً وسخطاً على أعداء الله، وذلاً لهم..
فسلامُ الله عليهم يوم وَلِدوا، ويوم جاهدوا، ويوم يبعثوا أحياءً أعِزّاء.