لماذا لم نُخدَعْ.. بقلم/ يحيى المحطوري
تعليقاً على الخبر التالي: (أمريكا تصر على استمرار العدوان والحصار من خلال رفض مشروع قرار وقف دعم السعوديّة في عدوانها على اليمن.
الإدارة الأمريكية قدمت نفسها حمامة سلام في الانتخابات الماضية وأنها تريد وقف العدوان لكنها اليوم أظهرت أنها تريد استمرار الحرب وتتماهى مع جرائم السعوديّة).
نؤكّـد من جديد أن من ينطلق في تعامله مع العدوّ من منطلقات قرآنية لا يمكن أن يُخدع أَو يُستغفل أبداً، فعندما انطلقنا من وعي وبصيرة قول الله تعالى: مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
وقوله: وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ.
وقوله: وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا.
فشلت المسرحية الأمريكية لإدارة بايدن التي أوهمت العالم حرصها على إيقاف العدوان على اليمن بكل ماكيناتها الدبلوماسية والسياسية والإعلامية، وظهرت مؤخّراً الصورة الحقيقية التي تحاول الإدارة الأمريكية إخفاءها خلف أقنعة الحرص على السلام وحرية الشعوب.
نحن لم نخدع أبداً؛ لأننا لم نتوقف عن تعزيز قدراتنا الدفاعية يوماً واحداً، ونواصل الارتقاءَ بمنظومات الردع للأعداء والإعداد للخيارات الهجومية الحاسمة إن شاء الله.
التعبئة الجهادية مُستمرّة، وقواتنا أكثر انضباطاً وأقل ترهلاً وارتخاءً كما هو حال القوات المعادية أثناء الهُدنة.
كل ترتيباتنا الاقتصادية والمحلية والداخلية تراعي خطورةَ الموقف وغيرُ منسجمة مع توجّـه العدوّ الساعي إلى تخدير الوضع وخداع الناس.
وفدُنا المفاوض نجح في إحراج الأعداء ولم يتمكّنوا من حشره في زاوية الرافض للسلام والداعي إلى الحرب، بل تمكّن من تفويت الفرصة وخلق القناعات لدى أطراف دولية كثيرة بتعنت العدوّ السعوديّ وفضحه وكشف عدم استعداده للتهيئة لإيقاف الحرب بأبسط الاستحقاقات الإنسانية.
وهناك الكثير الكثير من الشواهد على فشل رهانات العدوّ على أوراق الزيف والخداع وتضليل الرأي العام.
لو عاد العرب إلى المنهجية القرآنية في الصراع مع أهل الكتاب لَما وصلوا إلى هذا الحال المُهين من الضعف والانهزام والتسليم للعدو والتطبيع معه، وُصُـولاً إلى الطاعة المطلقة في تنفيذ كُـلّ مخطّطاته ومؤامراته.
والحمدُ لله على نعمة البصيرة ونعمة القيادة الحكيمة القادرة على التعامل بحكمة القرآن مع كُـلّ الظروف والمتغيرات.
وكما فشل الأعداءُ فيما مضى من السنوات، سيفشلون في قادم الأيّام إن شاء الله، وبفضله وقوته وتأييده.