ماضون على درب الشهداء.. بقلم/ أُم يحيى الخيواني
قدّم شهدائنا العظماء للعالم أجمع مدى قوة وبأس واستبسال الشعب اليمني المجاهد والصابر والمحتسب أجرهُ من الله تعالى.
شهدائنا الكرماء هم رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه مضوا في سبيل الله للدفاع عن الأرض والعرض والوطن، مضوا ولم يعرفوا الخوف أَو الاهتزاز لما سيحصل لهم، انطلقوا كالصواريخ وكالطائرات المسيَّرة ولم يخافوا في الله لومة لائم، انطلقوا وكل غايتهم هي رفع دين الله وراية الحق لتكون خفاقة على كُـلّ ربوع وطنا الغالي، وليعلنوا للعالم الصامت والخانع والمنافق أنه لا مكان للباطل والفساد في يمن الإيمَـان والحكمة.
الشهداء -سلام الله عليهم- هم رجالٌ عرفوا وعشقوا معنى الشهادة من المنظور القرآني والاستبسال في سبيل الله، وقد قدموا شاهدًا حيًّا على عظمة الإسلام وعظمة هذه المسيرة القرآنية وعلى أعلام الهدى -سلام الله عليهم-، وحملوا أرواحهم على أكفهم قبل حملهم سلاحهم وهذا كان لهُ الأثر الكبير والواقع الأكبر على نفسيات مجاهدينا الأبطال وعلى موقفهم الحق لأنهم باعوا لله أنفسهم والله اشترى، فنعم من تجارةٍ رابحة وفوزٍ عظيم فليس فيها خسارةٌ على الإطلاق.
الشهادة هي اصطفاء من الله تعالى أختص بها الله لمن يشاء من عباده المؤمنين، عباده المخلصين؛ لأَنَّها منحة إلهية ورفعة ربانية خالدة للمخلصين من عباده، وهي أرقى وأعظم شيء يعملهُ المخلصين؛ لأَنَّهم يعرفون أن الحياة الدنيا إنما هي اختبار لهم ليعلم الله المجاهدين ويعلم الصابرين فالموت والفناء قضية حتمية لا بُـدَّ منها لكل الناس، فبقوا هم الأحياء عند ربهم وفي ضيافته، وهل هناك أجمل وأرقى من ضيافة الرحمن سبحانه وتعالى لعباده المخلصين، فهم قد استغلوا حياتهم بالجهاد وموتهم بالشهادة في سبيل الله، فالمحيا والممات لله سبحانه وتعالى.
شهدائنا العظماء أضاءوا للوطن كالقناديل المشعة بنور الإيمَـان في ظلمات الطريق الذي سعت لهُ دول العدوان والشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل، ففازوا بالشهادة الربانية من خالق الكون، شهادة ليس كمثلها شهادة يفرح بها الإنسان، شهادة الخلد والفوز العظيم وجنات عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين والرضا من رب العالمين.
الشهداء العظماء اليوم أصبحوا لكل اليمنين الشرفاء ينبوع عطاء يستمدون منهم القوة والصلابة ومواصلة المشوار حتى النصر المبين، النصر المُشرف لكل يمني حر رفض الخضوع والخنوع للعدوان مهما كانت قوتهم وأسلحتهم الكبيرة والعملاقة هَـا هي اليوم وبعد ثماني سنوات من العدوان الظالم على يمن الأنصار كالقشة التي لا تستطيع عمل شيء.
وأظهر للعالم أجمع مدى قوة وصلابة المجاهد اليمني؛ لأَنَّهُ حمل نور الإيمَـان والبصيرة والاقتدَاء برسول الله وآل بيته، لأَنَّهم سُفن النجاة وبأعلام الهدى -سلام الله عليهم-.
لا مكان لأي خائن أَو عميل أَو مرتزِق في يمن الإيمَـان والحكمة ما دام مجاهدينا الأبطال مواصلين درب إخوانهم الشهداء العظماء، سلام الله عليهم ما تعاقب الليل والنهار.