نافذةٌ على حرب مَـرَّان..بقلم/ رفيق زرعان
حربُ مران، الحربُ التي لم تغطِّها وسائلُ الإعلام، ولم تتوسط فيها الأممُ المتحدة، لم تثر قلقَ أحد، ولم يهتم بها أحد إلَّا القليل من الأحرار والشرفاء، وكأنها حدثت في كوكبٍ آخر.
شنتها السلطة الظالمة على منطقة مران التي لا تتجاوز مساحتها أكثر من ٥ كيلو مترات، والتي تقع في مديرية حيدان أقصى شمال محافظة صعدة بتاريخ 18 / 6 / 2004م، استخدمت فيها كُـلّ أنواع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة، وجميع أساليب الحرب اللا أخلاقية غير المألوفة، الحصار والدمار.. التجويع والتشريد.. القتل والسحل.. الظلم والطغيان.. وكل هذه الأساليب لم تكن مألوفة لدى الإنسان اليمني العربي، بل لا يستسيغها أي نوع من أنواع الجنس البشري.
كان الأمريكي هو المدبر والموجه الأول في تلك الحرب، بالرغم أن الأيادي المنفذة يمنية، وكان الهدف منها القضاء على المشروع القرآني في مهده وقبل أن يرى النور، وَأَيْـضاً القضاء على كُـلّ أشكال الحياة والمعيشة، ولكن لم تتحقّق تلك الأهداف، فإرادَة الله ومشيئته قضت أمراً آخراً، فالحياة لم تتوقف، والمسيرة ما زالت مُستمرّة، ونور الله ما زال ساطعاً.
بالرغم أن التضحيات كانت كبيرة، والمعاناة أكبر، بقيت مران شامخة تعانق نجوم السماء، وأصبح أبناؤها يمثلون كابوساً يقض مضاجع أمريكا ويؤرق نومها، والتي ظلت عاجزة أمام إيجاد حَـلّ يخلصها من ذلك الكابوس، فيما لم تجنِ منها إلَّا الذل والهزيمة، وكذلك الخيبة والخسران.