هؤلاءِ هم فمَن نحن؟!..بقلم/ أمل المطهر
هم من سلكوا طريق العزة بقلوب ملئت حباً وشوقاً لله عز وجل.
هم من تشربوا هدى الله وتيقنوا بوعده وخافوا من وعيده وابتغوا رضاه والفوز العظيم.
هم من سعوا ليزدادوا إيمَـاناً مع إيمَـانهم واستجابوا لله كما أمروا ثم استقاموا.
هم من ترفعوا عن الضغائن وانطلقوا نحو القمة بعقول واعية مستبصرة.
هم من كانت نظراتهم وتحَرّكاتهم من منطلق عين القرآن وعين على الأحداث ومن خلال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ)،هم من قدموا أرقى النماذج لما يمكن أن يكون عليه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
هم من ضخت شرايينهم دماء الغيرة والحمية على دينهم وأعراضهم وأرضهم فوتدوا في الأرض أقدامهم ورموا بأبصارهم أقصى القوم وأعاروا الله جماجمهم.
هؤلاء هم من نتحدث في هذه الذكرى عنهم وعن منهجيتهم وكل منا يدلي بدلوه عن بطولاتهم ووصاياهم وشجاعتهم وإخلاصهم وصبرهم.
نتحدث كَثيراً عنهم ونتأثر ونبكي أحياناً حينما يرد ذكرهم أَو نلمح صورهم في بيوتنا وشوارعنا لكن هل هذا هو المطلوب منا تجاههم فقط؟!
هل تذكرهم في هذه الذكرى والكتابة عنهم أَو زيارة أقاربهم هو كُـلّ ما يجب علينا وما أوكل علينا كأمة ارتقى خيرة شبابها شهداء؟!
ماذا لو طرحنا على أنفسنا هذه الأسئلة؟
من نحن ومن نكون أمام هؤلاء العظماء؟! هل نحن مسؤولون أمام الله عن دمائهم الطاهرة وتضحياتهم الجسيمة؟ هل علينا إمساك الراية من بعدهم؟
ليحاول كُـلّ فرد منا الإجَابَة على هذه الأسئلة بينه وبين نفسه، حينها فقط سيعرف من هو وأين هو موقعه وسيرى كيف أصبح متقزماً وصغيراً جِـدًّا، سيرى أنه أصبح مسؤولاً عن كُـلّ تلك التضحيات التي قدمت بمُجَـرّد أنه عرف من هم وما هي منهجيتهم، سيرى أن حسابه أمام الله تعالى سيكون أشد وأعظم ممن لم يعرفوهم ولم يتحَرّكوا معهم في نفس الطريق.
جميعنا نعرف من هم وماذا صنعوا وما هي النتائج التي جنيناها؛ بسَببِ تلك التضحيات وتلك الدماء الطاهرة.
لكن هل سرنا على ذات المنهجية بنفس الروحية التي حملها أُولئك العظماء؟!
هل امتلأت قلوبنا بالله كما ملئت قلوبهم!!
هل استجبنا لله واستقمنا كما أُمرنا!!
هل ارتقينا في وعينا وتحَرّكنا باستشعار كبير لما حُملنا على عاتقنا من مسؤولية وكان رضاء الله هو غايتنا والخوف من التقصير هو هاجسنا!!
هل أصبحنا ممن يحبهم الله ويحبونه؟!
هل مثلنا النموذج العملي الذي يعكس منهجية الثقافة القرآنية بكل جوانبها ومجالاتها، وأصبحنا قُدوة لكل فرد في مجتمعاتنا ولكل مسؤول في أية جهة كان؟!
واقعنا يحكي لنا عكس كُـلّ ذلك، ويصور لنا حجم التفريط والتقصير والهبوط النفسي والخواء الروحي الذي وصلنا إليه؛ بسَببِ عدم فهمنا لمن هم وكيف يجب أن نكون بعدهم.
بسبب عدم الوعي بعظمة ما قدمه شهداؤنا وعدم التمسك بمنهجية الفوز العظيم التي لن ننهض بدونها أبداً.