جرسُ إنذارٍ للعدوان..بقلم/ خديجة النعمي
في اليمن قُدمت الكثير والكثير من التنازلات للعدوان وأدواته، رغبةً في إحلال السلام العادل وتوقيف العدوان ورفع الحصار والتوقف عن نهب الثروات اليمنية والإقرار بالحقوق والسيادة اليمنية، قُدمت التنازلات التي تحفظ له شيء من ماء وجهه، لكنه ما زال يماطل وربما أنه يستغل النفس الطويل للقيادة اليمنية، ولكن يبدو أن الكيل قد طفح من ذلك، تصريحات الوزير العاطفي خلال ذكرى الشهيد التي أشار بها لمرحلةٍ قادمة سيكون التعامل بها بذلك الأُسلُـوب الجديد القديم مع العدوان وأدواته علّهم يُعيدون ترتيب حساباتهم وإعادة بوصلة العدوان باتّجاه السلام الحقيقي المُشَّرف، فيما حالة اللا سلم واللا حرب لن يكن لها أن تستمر، ولن تُفرض على اليمنيين مهما كانت الظروف التي يتعرضون لها.
وسفراء الدول المعتدية على اليمن لن تُقدم أَو تُؤخر شيئاً، فالسيد القائد في خطابه الأخير أكّـد المؤكّـد فيما يخص المرحلة القادمة، والعدوان الذي يحاول أن يضع اليمنيين بين خيارات غير عادلة أَو منصفة لن يكن لهم ذلك، فالتفريط بدماء الشهداء أَو المبادئ القرآنية الثابتة غير وارد، ودماء الشهداء تفرض علينا التحَرّك في سبيل الله في كافة المجالات الممكنة، وما زال اليمنيون بذاتِ الزخم الذي كانوا عليه في بداية العدوان، وإن عادتِ المواجهة مجدّدًا فله أن يُعود بالذاكرة قليلًا لبداية العدوان وسنوات الجهاد المقدس والمعارك التي خاضها اليمنيون معه فما زالت عمليتا البنيان المرصوص ونصرٌ من الله والعمليات الأُخرى بالذاكرة حاضرة وبقوة، ربما ذلك سيساعده ليدرك المصير الذي ينتظره، واليمن بات يمتلك قوة تضاعفت خلال هذه السنوات التي خلت.
الوزير العاطفي أرسى معادلة جديدة للمرحلة القادمة وللعدوان أن يفهم برسالة كهذه، أَو سيفهم بالطريقة الأُخرى، فاليمن بكل ثرواته وبكل شبر فيه سيادة لا يمكن لأحد أن يتجاوزها أَو يعتدي عليها، تلك رسالة وجرس إنذار، ربما لن يلقي لها العدوان بالاً لكن القوة هي من ستجعله يفيق من غفلته وسباته العميق، ربما قادم الأيّام سيخبر عن المصير الذي سيودي بالعدوان إلى مزبلة التاريخ الذي لا يرحم فيما إذَا استمروا بالعنجهية المعهودة، وجرس الإنذار الذي أرسل لهم بعده لن تشفع لهم أميركا أَو غيرها وقادم الأيّام سيخبر عما يعد لهم من بأس رجال الله أولو القوة والبأس الشديد.
فعدة اليمنيين باتت قوة تشرئبُّ لها الأعناق، وترتاح لها النفوس، وما تلك العروض العسكرية إلَّا غيض من فيض وأعدو، وتلبية لقول الله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخرين مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَـمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَـمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَـمُونَ}.
ولنا وعدٌ بالنصر غير منكوث: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} صدق الله العظيم.
واليمنيون أولو قوة وأولو بأسٍ شديد والعدوان يعرف ذلك جيِّدًا، وعليه أن ينظر في أمره قبل فوات الأوان وقبل أن يقع الفأس في الرأس، وعندها لن يُفيد الندم.