نحنُ الذين بحاجةٍ إلى أسبوعِ الشهيد وليس هم..بقلم/ محمود المغربي
من الجميل أن نعظِّمَ شهداءَنا وأن نحتفلَ بهم وأن نجعلَ لهم من وقتنا أسبوعاً أَو شهراً وأن نقيمَ لهم معارِضَ صور ونذكر الناسَ بعظمة تضحياتهم وأن نجعل من قبورهم رياضاً وقبلةً للزائرين، وهذا قليلٌ في حقهم مع أن شهداءنا الأطهار -سلام الله على أرواحهم- ربما لا يكترثون ولا هم بحاجة ذلك، فقد كان هدفهم أعظم وأسمى من ذلك، وقد وجدوا عند ربهم ما هو خيرٌ من الدنيا وما فيها.
نحن الذين نحتاجُ إلى أسبوع الشهيد وإلى معارض صورهم وإلى زيارة مقامات الشهداء لنذكِّر أنفسنا بعظمة ما قدموا وحتى نتعلَّمَ منهم معانيَ العطاء والتضحية والشجاعة والإيمَـان ومعنى الوطن والوطنية، وربما قد يتحسّر البعضُ منا على أنفسهم؛ كونهم لم يكونوا في رِكاب الشهداء وممن اصطفاهم الله ولماذا لم يوفقهم الله لهذه المنحة الربانية التي لا ينالها إلَّا السعداء من البشر؟
وأعتقدُ أن ما قد يرغب ويطمح به الشهداء منا شيءٌ آخرُ، ليس لهم، بل لمن تركوا خلفَهم من أطفال ونساء وآباء وأُمهات، هم بحاجة لمن يسأل عنهم ويجبر بخاطرِهم ويبذُلُ لهم العطاءَ ليس مِنَّةً أَو صدقةً، بل هو حق ما قدم آباؤهم وأبناؤهم الشهداء من دماءٍ وتضحياتٍ؛ دفاعاً عنا وعن الوطن.
يجبُ أن يكونَ تفقُّدُ وزيارةُ أطفال وأسر الشهداء دائماً ولا يقتصر على أسبوع أَو شهر في السنة وبدون تصوير وأن نرزقَهم من خيرات الوطن الذي هم أحق الناس به وأن يكونَ لهم حقُّ التعليم المجاني والعلاج والمُنَحِ الدراسية والوظائف والمناصب.
أما الشهداءُ فهم ليسوا بحاجة إلينا ولا يطمحون بما في أيدينا وهم من تخلوا عن الدنيا والمناصب وباعوا لله بأن لهم الجنة يقاتلون ويُقتلون في سبيل الله والوطن، وقد ربح من كانت تجارتُه مع الله.