هُم العُظماء.. صُنَّاعُ النصر..بقلم/ نوال أحمد
من نحنُ كي نكتُبَ بأقلامنا العاجزة وتعابيرنا القاصرة عن شهدائنا الكرام العظماء، ماذا نكتب عنهم وقد احتارت عقولنا أمام جهادهم وصدقهم وإخلاصهم وإحسانهم وعظيم تضحياتهم، وهم الذين عجزنا عن وصفهم، فحينما أردنا الكتابة عنهم بحثنا عن كُـلّ المفردات فسجدت أمام قداستهم كُـلّ المعاني، فإن قلنا عنهم شهداء فَـإنَّهم الأحياء من كتبوا لنا الحياة، وإن قلنا عنهم عظماء فَـإنَّ العظمة تنحني أمام هاماتهم، وإن قلنا أوفياء فَـإنَّ الوفاء يذوب بين أكف بذلهم وعطاءهم، فالشهداء -سلام الله عليهم- هم من تخلقوا بأخلاق القرآن، هم من جسّدوا بجهادهم وتضحياتهم العظيمة كُـلّ معاني الكرم والعطاء والإحسان والإيثار والوفاء، هم من ضحوا بأرواحهم في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ونصرة الدين والأمة..
هؤلاء الشهداء العظماء هم أطهر الناس قلوباً، وأزكاهم نفوساً، وأصفاهم روحاً، هم لغة الحياة والمعلمون الملهمون من أعطوا لغيرهم الدروس وجادوا بها، هم من ضمدوا جراح هذه الأُمَّــة بدواء جهادهم ونضالهم، هم رجال الإيمَـان والثبات من هجموا على الموت قبل أن يهاجمهم، هم عشاق الشهادة الذين وهبهم الله حياة الكرامة والخلود، هم قدوتنا الذين نفتخر بهم ومن ستفتخر بهم الأجيال القادمة، هم رموز عزتنا وكرامتنا، وعنوان حرية واستقلال وطننا، وهم أغلى ما نملك.
إنهم الشهداء ورجال الله الصادقين في العهد، هم أصحاب القضية من حملوا البندقية وهم أصحاب النفوس الفدائية، هم الذين عظُم الله في أنفسهم فصغُر ما دونه في أعينهم، هم كلمات التاريخ الناطقة، هم من بالدماء صنعوا للأُمَّـة نصراً وباستشهادهم قد أحيوا روح الكرامة وبنوا جيلاً عزيزاً يعشق الحرية، جِيلاً قرآنياً حاملاً لسلاح الإيمَـان والجهاد يكفر بالطاغوت وَيرفض التطبيع ويأبى الانحناء لأمريكا.
إن لهؤلاء الشهداء العظماء فضلاً كبيراً على أمتهم وشعبهم، فلولاهم بعد الله لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ولما تحقّق في واقعنا ما قد تحقّق، لولا جهادهم وتضحياتهم وعطاءاتهم لما تحصن هذا البلد، وَلما كان هناك سدٌّ منيعٌ بوجوه الغزاة والمحتلّين، فإنجازاتهم كثيرة وفي جوانبٍ عديدة وهي عظيمة في سبيل الله والتي نلمس آثارها في واقعنا، فالأمن والأمان وهذه الحياة الكريمة التي ننعم بها اليوم إنما هو نتاج تضحيات الشهداء وعطائهم العظيم الذي قابله الله تعالى بعطاءٍ أكبر وأعظم.