وعيٌ تقدمه عناوينُ ملازم الشهيد القائد فكيف ما في بطونها؟..بقلم/ أبو زيد الهلالي
من يتأمَّلْ واقعَ المسلمين يجدْه سيئاً وسببُه عقائدٌ باطلة وثقافات مغلوطة، هذا شيء، والشيء الآخر هو أزمة [الثقة بالله] وقلة المعرفة به الذي لو وثقنا به كما ينبغي لانطلقنا كالصواريخ لكن الثقافة المغلوطة جعلتنا نسبح الله وندين بعقائد تجرح بنزاهته فلم نعِ [معنى التسبيح] حتى أصبحنا نسمع [وعده ووعيده] ونخشى غيره كان لا بُـدَّ من أن تترسخ [عظمة الله] في أنفسنا حتى يصغر ما دونه في أعيننا وكان لا بُـدَّ أن نستوحي ونستعين بالصلاة التي غاياتها [وأقم الصلاة لذكري] وأول الذكر هو التكبير لله حتى يصغر كُـلّ طواغيت الأرض في ما لو وعيناها وحتماً الوعي بكل ذلك سيجعلك تدرك [خطورة المرحلة] وما يجري وستعرف أَيْـضاً [خطر دخول أمريكا اليمن] وزيف ادعائهم تحت عنوان [الإرهاب والسلام] فهم ليسوا أهلاً للسلام ولم يكونوا يوماً مكافحةً للإرهاب.
فالإرهاب هم والسلام يُنشد من السلام ربِّ الأنام، والإرهاب عرفه الله في قول الله تعالى كمبدئٍ في دينه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخرين مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَـمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَـمُهُمْ} هذا هو الإرهاب الذي يسعى اليهود لمكافحته فلا خير فيهم ومن أين سيأتي الخير من وجوه الصهاينة المحتلّين لأرض فلسطين.
فأقل ما يفرضه الدين هو [الصرخة في وجه المستكبرين] ليس مُجَـرّد شعارات ترفع بل نُصعّد حتى يكون [الشعار سلاح وموقف] هذا أقل موقف يقفه الحر الصادق والمؤمن الواثق فالإيمَـان الذي لا يبدأ بالله وينتهي بالمواجهة لأعدائه فليس إيمَـاناً حقيقيًّا هكذا هي [الهُــوِيَّة الإيمَـانية] الذي سار عليها كُـلّ الأنبياء والرسل ولن نختار؛ لأنفسنا إلَّا ما اختاره الرسول لنفسه حتى يكون [محياي ومماتي لله] فأكون بذلك ممن يرضى الله عنه مع الاستقامة الدائمة على نهجه ففي طريق الإيمَـان قد تحصل اهتزازات فالمطلوب أن تكون من [الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا] والابتلاءات كثيرة والمرحلة خطيرة فقد نسقط أمام أي ابتلاء ونموت دون أن ندرك قوله: [وانفقوا في سبيل الله] والمال محك لَكنه مهم في سبيل المواجهة لأعداء الله الذين يبذلون في سبيل إفسادنا كُـلّ ما يملكون فالواجب أن نعرف ونُعرف أبناءنا [من نحن ومن هم] لنحذرهم ونُحذر أبنائنا منهم فهم [اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً] فكيف سيرقبون فينا وفي أبنائنا إلَّا أَو ذمة وقد أخبر الله عنهم وأثبت لنا موقفهم منا [لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى] حتى تتبع ملتهم يريدون أن نضل كما ضلوا وأن يصلوا بنا كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في قوله: [لتحذن حذو بني إسرائيل] فالحذر كُـلّ الحذر منهم أَو السير في حذوهم فذلك يعتبر ولاءً لهم وقضية [الموالاة والمعادَاة] هي المحك وقد رسم الله والرسول في [حديث الولاية] لمن يكون [أمر الولاية]، فإما أن تكون ممن يتولى الله ورسوله وأوليائه أَو حتماً ستتولى اليهود وهذا هو المفترق الذي سيوحد الأُمَّــة في كلمة واحدة إذَا سلموا له وعادوا إليه فلن تكون الوحدة في ما بين المسلمين إلَّا حين ندرك [الوحدة الإيمَـانية] وذلك ما عرفناه من أهميّة الوحدة في مواجهة اليهود من خلال ما نصت وأخبرت به [الثقافة القرآنية] فالعدوّ يفرح بالخلاف ويشرع للتفرق والنزاع ويأمر بطاعة من لا يطاع حتى تستحكم قبضته وتقوى شكوته ليستهدف هذه الأُمَّــة فـ [لا عذر للجميع أمام الله] فالناس كلهم ملزمون علماء ومتعلمون فمن عرف الحق وكتمه ضربه الله وتحمل وزر هذه الأُمَّــة فلا تجمدوا [وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم] وعلى طلاب العلم أن يدركوا [مسؤولية طلاب العلوم الدينية] وأن التبليغ لرسالات الله هو الغاية من العلم وطالبه وعالمه والتفريط في هذه المرحلة هو تمكين لليهود وما أسوأ أن يتمكّن اليهود من رقابنا يكفينا أن نعتبر من [دروس وحي عاشوراء] فالتفريط ينكب الأُمَّــة ويفشلها حتى لو كانت تحت قيادة رسول الله وهذا ما عرفناه في [دروس غزوة أحد] حين علمهم الرسول التسليم والاتباع لم يعلمهم في ذلك اليوم الرسول على الاجتهاد أَو التنازع والاختلاف لا بل زرع فيهم وفينا [الإسلام وثقافة الاتباع] فهل سنتبع اليوم وندرك أن الرسول بوحي الله ترك فينا ما إن تمسكنا به فلن نضل من بعده كتاب الله وعترة أهل بيت رسول الله وهل قد أدركنا [مسؤولية أهل الببت] وأنه لن يغلب اليهود إلَّا على يد قيادة من أهل بيت رسول الله وفي عصرنا شهد على ذلك حزب الله وصدع به الإمام الخميني والسيد الحسين بن بدر الحوثي في ما صدعوا به في [يوم القدس العالمي] فهل نحن مدركون وخلف هذا ملتفون وبه متمسكون أم سنرضى بما نحن عليه.