تدشيـنُ مشروع تعزيز قيم النزاهة في الوحدات الاقتصادية
مفتي الديار اليمنية: يجبُ إصلاح الروح أولاً وعلى الجميع الحرص الشديد في سبيل مكافحة الفساد
الوهباني: القوانين الدستورية والفطرية حدّدت كُـلّ شيء وما على الجهات الرقابية إلَّا وضع النتائج في الميزان
المتوكل: المضيُ في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد يمثل تحدياً وأنموذجاً لحماية تماسك الجبهة الداخلية
في سياق تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد:
المسيرة: متابعات
في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2022 – 2026م، واستكمالاً لمراحل مكافحة الفساد والرشاوي والابتزاز التي أطلقتها القيادة السياسية على دفعات متتالية خلال السنوات الماضية، وتزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة الفساد دشّـنت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والهيئة العامة للزكاة والهيئة العامة للأوقاف، أمس الثلاثاء، بصنعاء، مشروع تعزيز قيم النزاهة في الوحدات الاقتصادية والمؤسّسات الإيرادية تحت شعار “هيئتا الزكاة والأوقاف نموذجاً”.
وفي الافتتاح ثمن عضو المجلس السياسي الأعلى جابر الوهباني، جهود هيئات مكافحة الفساد، والزكاة، والأوقاف، في مجالات تعزيز قيم النزاهة والشفافية.
وشدّد على ضرورة الحرص على أن تصرف الأموال في مصارفها الشرعية سواءً في الزكاة أَو الأوقاف؛ باعتبار أموال الزكاة، فرضها الله تعالى وفرض مصارفها، وأموال الأوقاف، وضعها الناس وحمّلوا من بعدهم أمانة تنفيذها، ما يوجب الحرص على أن تسير الأمور في مسارها الصحيح.
وقال: “إن القوانين حدّدت أَيْـضاً كُـلّ خطوة يجب الالتزام بها، وما على الجهات الرقابية والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد إلَّا أن تضع كُـلّ شيء في الميزان”.
من جانبه أكّـد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أهميّة أن يكون لدى الجميع الحرص الشديد والسعي الجاد في سبيل مكافحة الفساد والتقليل منه وإزالته.
وأشَارَ إلى أن الفساد الحقيقي هو اعوجاج القلب وعدم التقوى وعدم مخافة الله تعالى ولذلك تبدأ معالجة الفساد من مرحلة التدريس وغرس مخافة الله في قلوب الطلاب الصغار الذين هم في المستقبل كبار القوم.
وقال مفتي الديار: “إذا كنا جادين في محاربة الفساد لا بد أن يكون التوجّـه العام في تكريس جهودنا في غرس القيم والمبادئ السامية والآداب والصدق والأمانة في قلوب أبنائنا منذ الصغر والاستعانة بالله على نزعة النفس البشرية الأمارة بالسوء والتواصي بالحق والصبر”، لافتاً إلى أن الرقابة الإلهية ومخافة الله في القلوب هي أهم عنصر في مكافحة الفساد، مُضيفاً “من ترك الحرام مخافة الله، حوّله الله لما يكره إلى ما يحب ورزقه من حَيثُ لا يحتسب مصداقاً لقوله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا، وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ)”.
وأكّـد أهميّة أن يستشعر المسؤولون في تولية الوظائف والمناصب مسألة الكفاءة والنزاهة والورع بعيدًا عن الحزبية والطائفية والمحسوبية والعنصرية؛ باعتبارها مسؤولية أمام الله ومخالفتها خيانة، داعياً من كان في موقع المسؤولية والمناصب إلى الاهتمام بأمور الناس وتوفير الخدمات لهم وقضاء حوائجهم بكل سلاسة دون عقبات أَو وسطاء؛ باعتبارهم نصبوا لخدمة الناس، موضحًا أن الإسلام قد حارب الفساد منذ وقتٍ مبكر؛ لأَنَّه يعلم نزعة النفس البشرية إلى الفساد والظلم بموجب التوجيهات الإلهية في القرآن الكريم وإرشادات النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي حذر من مخاطر الفساد.
فيما أشار نائب رئيس هيئة مكافحة الفساد، ريدان المتوكل، إلى أن عملية مكافحة الفساد والوقاية منه، مسئولية دينية ووطنية مشتركة وقضية مجتمع يجب أن تتضافر فيها جهود جميع مؤسّسات وفئات المجتمع، حَيثُ أكّـدت تجارب العالم المختلفة أن الخطوات الأَسَاسية التي نجحت في استئصال هذه الظاهرة واجتثاثها وتجفيف منابعها وتعقب المفسدين وملاحقتهم، بدأت بخلق منظومة النزاهة المتكاملة.
واعتبر المضي في تنفيذ مضامين الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ الوطن وفي ظل عدوان وحصار للعام الثامن على التوالي يمثل تحدياً حقيقيًّا للعدوان وأنموذجاً للصمود والاستبسال في تماسك الجبهة الداخلية لكافة مؤسّسات الدولة وتأكيداً على المضي بخطواتٍ ثابتة لبناء مداميك الدولة اليمنية الحديثة.
وأوضح المتوكل أن هيئة مكافحة الفساد، تهدف من خلال هذا المشروع ومعها شركاؤها في هيئتي الزكاة والأوقاف، إلى خلق بيئة وظيفية تناصر قيم النزاهة والشفافية، وتحض على المساءلة والمحاسبة، وتناهض أية ثقافة متسامحة مع الفساد، وتعمل على تنمية الموارد الزكوية والحفاظ على أموال الوقف، ورفع الوعي بقيم الشفافية والنزاهة والمساءلة ومخاطر الفساد وأهميّة مكافحته والمسؤولية العامة والمدونة العامة للسلوك الوظيفي لدى الموظفين.
إلى ذلك، أشار نائب رئيس الهيئة العامة للأوقاف عبدالله علاو، إلى أهميّة إقامة الفعالية الخَاصَّة بمكافحة الفساد والتي ترتبط بمحاربة الفوضى واختلال الموازين وانهيار نظام العدل والحق وهي نتائج طبيعية تؤدي إلى فساد الأرض وعدم استقرار حياة الناس.
وقال: “عندما نواجه مشاكل أمتنا اليوم ومنها مشكلة الفساد علينا أن نكون واعين مؤمنين نحمل روحية ونفسية مؤمنة صابرة واثقة بنصر الله، وَإذَا تحَرّكنا بوعي وعلم وإخلاص وإيمَـان فَـإنَّنا على طريق وسبيل نصرة الله الذي سينصرنا في هذا المسار”.
وأكّـد علاو ضرورة التصدي والعمل لمواجهة ومحاربة الفساد من خلال الاستعانة بالله والتزكية للنفس والتزود بالدروس الإرشادية ليدرك الجميع ما يحيط بهم لتكون النتائج عظيمة وملموسة لدى الناس وفي جميع المؤسّسات.
وعقب التدشين، عقدت جلسة عمل أدارها عضو هيئة مكافحة الفساد، الدكتور أحمد الشيخ، ناقشت ثلاث أوراق عمل، الأولى قدمها الدكتور محمد الموشكي، والدكتور أحمد الغدراء، حول المنظور الإسلامي لمكافحة الفساد.
فيما تحدثت الورقة الثانية عن مخاطر الفساد في المؤسّسات الإيرادية قدمها الدكتور أمين الحاشدي، وتناولت الورقة الثالثة للدكتور صدام مراد، الحماية القانونية لأموال الوقف وسبل حمايتها.