عضو المجلس السياسي لأنصار الله عبدالملك العجري: الحملة الشعبية ضد أمريكا تهدف لإزاحة الستار عن الحقيقة التي تحاول الولايات المتحدة أن تحجبها عن الناس
* قوى العدوان سخرت كل إمكاناتها لتركيع الشعب اليمني.. لكنها فشلت أمام صمود وقوة اليمنيين
- لن ننسى تضحيات الشهداء، ولن نتخلى عن أسرهم أو ننساهم
- شعور التحالف بعدم تحقيقه أهدافه المزعومة جعل كل شيء في اليمن أهداف مشروعة
- صمود الشعب اليمني كان مفاجئ وغير متوقع.. جعل التحالف ينتقم من كل شيء في اليمن
- الولايات المتحدة الأمريكية تقدم الرعاية الكاملة للسعودية وتوظف نفوذها في مجلس الأمن والأمم المتحدة لصالح العدوان
- رافق العدوان العسكري على اليمن عدوان إعلامي بهدف تزييف وعي الشارع اليمني
- مرتزقة الرياض.. أدوات وظيفية للعدوان وليسوا أصحاب قرار
- من وضعوا مواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسكوا بالخيوط التي يستطيعوا أن يعطلوها إذا ما تعارضت مع مصالحها
حوار/ حسن شرف الدين
- قال عضو المجلس السياسي لأنصار الله عبدالملك العجري أن الإنفاق والجرائم التي ترتكبها قوات التحالف بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية في حق الشعب اليمني سترتد عليهم حسرة.. وأن إعادة العجلة إلى الوراء وإعادة اليمن على ما كانت عليه والوصاية الأمريكية السعودية على اليمن يجب أن ييأسوا منها وأن يتخذوا استراتيجية جديدة للتعامل مع اليمن قائمة على أساس احترام سيادة اليمن وعلى الندية والاحترام المتبادل.
وفي إطار الحملة الشعبية #امريكا_تقتل_الشعب_اليمني تحدث العجري مع “الصمود” حول تورط الإدارة الأمريكية في العدوان على اليمن وقضايا أخرى ، في حوار ضاف:
- الصمود: بداية.. ونحن نحيي “أسبوع الشهيد”.. ماذا تقول؟
- العجري: من المعروف أن أسبوع الشهيد من المناسبات السنوية التي يحييها أنصار الله سنويا، وهو دليل على مدى الاهتمام، بتخليد تضحيات الشهداء واستشعار أن ما وصل له الناس بفضل تضحياتهم، وللتذكير بواجب المجتمع تجاه أسرهم، وأولادهم وأطفالهم، حيث تقام في أسبوع الشهيد زيارات لأسر الشهداء بتكليف رسمي من قائد المسيرة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، مع تقديم بعض الأشياء الرمزية، وهذا مهم جدا، تحسس الناس بأن أسر الشهداء محل اهتمام القيادة، وأن الناس لن يتخلوا عنهم أو ينسوهم، وهذا أقل واجب تجاه تضحيات الشهداء، وأعتقد أن هذا تقليد مهم إتباعه يخلد ذاكرة الشهداء في الوجدان الشعبي.
تقليد خاص
- الصمود: أفهم من كلامك أن أسبوع الشهيد خاص بشهداء أنصار الله فقط!
- العجري: في الأعوام السابقة كان هذا التقليد خاص بأنصار الله، المناسبة السنوية أسسها أنصار الله كتقليد سنوي، لكن مع العدوان الذي فرض على اليمن أصبحت المواجهة أوسع من أنصار الله.. وربما هذا هو التغير الذي طرأ على أسبوع الشهيد في هذا العام، أنه أصبح أوسع يشمل كل فئات المجتمع اليمني لكل القوى المواجهة للعدوان.
تسخير كل الإمكانيات
- الصمود: يأتي أسبوع الشهيد هذا العام مع مرور ما يقارب 11 شهر من العدوان على اليمن.. والعدوان يمعن في قتل أطفال ونساء اليمن.. برأيك لماذا هذا التعنت في هذا العداء؟
- العجري: هو شيء طبيعي، قوى العدوان كلها سواء دول الإقليم أو على المستوى الدولي، سخرت كل إمكانيتها لهذا العدوان، إمكانياتها المادية والعسكرية واللوجستية، على جميع المستويات، العلاقات السياسية على الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. وعندما تسخر هذه القوى كل هذه الأشياء وتشعر بعد مرور 11 شهر وهم لم ينجزوا شيئا، ولم يحققوا أهدافهم التي أعلنوا عنها على الأقل.. فمن الطبيعي أن يستشرسوا، لأنهم يشعرون بأن كبريائهم تمرغ على الأرض اليمنية، وأن صمود الشعب اليمني كان مفاجئا لهم وغير متوقع، لأنه يفترض بمنطق الحروب وسنن التغالب وأنه لا مقارنة بين مستوى الطرفين الفارق كبير جدا.. ولذلك عندما يشعر أنه مضى 11 شهر وهو لم يحقق أي إنجاز مقابل مجاميع من المقاتلين وفي دولة تعاني من أزمات سياسية وأزمات اقتصادية وأزمات اجتماعية متراكمة، ومع ذلك يستطيع الشعب اليمني أن يصمد هذا الصمود.. يشعر بأن كرامته وهيبته العسكرية أهينت؛ ولذلك يستشرس ويحاول أن ينتقم بأي شكل، يتحول كل شيء في اليمن إلى أهداف عسكرية، سواء بشر أو حجر أو مؤسسات أو منشئات، أي شيء يتحول إلى هدف لهم.
لماذا أمريكا؟
- الصمود: دشنت قبل أسابيع الحملة الشعبية #أمريكا_تقتل_الشعب_اليمني.. ما أهمية هذه الحملة، وهل سيكون لها أثر في إيقاف العدوان على اليمن؟
- العجري: أولا يجب أن نعرف لماذا هذه الحملة، ولماذا بالذات أمريكا؟ هل أمريكا هي من تقود العدوان؟ هل هي حرب أمريكية أم حرب سعودية؟.. لأن المعروف أن من أعلنها أو يتزعم العدوان هو النظام السعودي، لكن هل معنى أن أمريكا بريئة، ولماذا التركيز على أمريكا؟
معروف أن دول الخليج عموما ترتبط بمعاهدات أمنية مع الولايات المتحدة، حيث حماية دول الخليج مسئولية الولايات المتحدة، وكانوا يضغطوا بأن تقوم الولايات المتحدة بالحرب، وفقا للاتفاقيات الأمنية بينهم، وهم يسوقوا بأن أمن الخليج وأمن السعودية مهدد من قبل هذه الجماعة –أنصار الله- وأن هناك تهديد عليها.. أمريكا في هذه الفترة وأوباما في سنته الأخيرة من فترته السياسية من الصعب أن يقوم بحملة مباشرة، أن تتدخل أمريكا مباشرة كما فعلت سابقا، هذا من ناحية، من ناحية أخرى أمريكا مهتمة بإنجاز الاتفاق النووي مع إيران، وهذا ما أزعج دول الخليج والسعودية بالذات، وأزعج إسرائيل أيضا، والسعودية مهتمة بموضوع اليمن وترى في أنصار الله تهديدا عليهم ولنفوذهم، وتريد أن تلبي إلتزامها نحو السعودية، ولكن من جهة لا تريد أن تفوت الفرصة أن تحقق مسألة الاتفاق مع إيران.. فضلا عن استراتيجيات أمريكا الآن أن التدخل المباشر استنزفها في العراق وفي أفغانستان، ولذلك الاستراتيجية الآن أن عملائها الآن يتصدرون المشهد.. والولايات المتحدة تقدم الرعاية الكاملة من حيث الدعم اللوجستي والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية وتوظيف علاقاتها الدولية ونفوذها في مجلس الأمن والأمم المتحدة لصالح العدوان، فكان هناك من تبادل الأدوار، ولذلك نشعر أن الولايات المتحدة هي في دور الراعي لهذا العدوان.. السعودية هي المنفذ المباشر ربما على مستوى العمليات وغيرها، لكن هناك معلومات عن تدخل أمريكي مباشر، والأهم هو الرعاية والإشراف وتقديم الخبراء والمعلومات، حمايتها من المجتمع الدولي، حمايتها من أي قرارات مجلس الأمن ضدها تقوم بعرقلتها، حتى عرقلة الحلول السياسية، في جنيف2 لعب السفير الأمريكي دور سلبي في تأخير المفاوضات، كانت رغبة ولد الشيخ أن تمدد أكثر من أسبوع المفاوضات، لكن السفير الأمريكي أصر على أن تؤجل متعذرا ببداية السنة الميلادية وأعذار غير مقبولة، وتلاحظ أن الولايات المتحدة صاحبة دور رئيسي في العدوان، ومن هنا كان توجه الحملة عليها، إضافة إلى أنها تمارس دور الوصاية على السعودية، صحيح هناك بعض الفتور في العلاقة حصل على خلفية التقارب مع إيران، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي، والخليج وإسرائيل كانوا من أكبر المعارضين لهذا الاتفاق ومنزعجين منه.. لكن أن تمضي السعودية دون موافقة أمريكا فهذا غير وارد.
تبرير الحملة
- الصمود: هناك في الداخل اليمني من يمتعض من إشهار العداء ضد أمريكا والسعودية.. ويقولون أنهم جاءوا لإعادة الشرعية وتحرير اليمن.. برأيك ما هي أسباب ترسخ مثل هذه المفاهيم وأثره على إستقرار المجتمع المجتمع؟
- العجري: أعتقد أن هذا هو موقف القوى الموجودة في الرياض والمحسوبين عليهم في الداخل.. وهم أكثر من يروجون لهذه الفكرة، على أساس أنهم يصنفون ما جرى في اليمن أنه نوع من الانقلاب السياسي على الشرعية.. تعرف أن العدوان لا بد أن يبرر حملته، فكان هناك تمهيد إعلامي، من الطبيعي أن يمهد إعلاميا وكذلك أن يرافق مع العدوان العسكري عدوان إعلامي أيضا، لتزييف وعي الشارع اليمني، والرأي العام العربي والعالمي، وهناك هجمة إعلامية من خلال امبراطوريات إعلامية كبيرة يستطيعوا حجب ما يجري في اليمن عن العالم.. فهذا طبيعي أنهم يفكروا مثل هذه التبريرات.. حتى الشيطان عندما يزين للإنسان أي عمل، يقدمه بصيغة جيدة، فلابد أن تبرر هذا العدوان.. من الصعب أن يقول جئت لأعتدي عليكم ويقولها هكذا صراحة.. لا بد أن يقدم مبرر لهذا العدوان.. لقد احتلت أمريكا العالم بدعوى مكافحة للإرهاب والدعوى للديمقراطية وأشياء من هذا القبيل.
أدوات وظيفية
- الصمود: أين موقع المرتزقة وخونة الوطن؟
- العجري: هم أدوات وظيفية للعدوان، ليسوا أصحاب قرار، لا يستطيعوا أن يقدموا ولا يؤخروا، هم مجرد أدوات توظفهم أطراف العدوان الرئيسية لتحقيق أهدافهم في اليمن، بينما الشرعية والانقلاب هي مجرد شعارات يرفعونها لتبرير عدوانهم كما قلت.
نظام ملكي
- الصمود: النظام السعودي يعلم أنه لا خطر من الجانب اليمني.. برأيك لماذا قبل أن يكون وكيل أمريكا والكيان الصهيوني في العدوان على اليمن؟
- العجري: أعتقد أن النظام السعودي ليس لديه هذا المفهوم، مخاوف النظام السعودي بطبيعته كنظام ملكي، ونظام يعيش على الحماية، والولايات المتحدة الأمريكية دائما ترفع وتيرة مخاوف هذه الأنظمة لتبقي تواجدها العسكري، دائما يتحدثون عن خطر قادم من إيران خطر قادم من اليمن، فهم يشتغلون باستمرار لتخويف الأنظمة الخليجية، وهي بطبيعتها تعيش هذه الرهابات، وهذا الهاجس موجود لديهم، لأنهم ينظرون أن هناك قوة جاءت متحررة عن وصاية السعودية، وهذا شيء يكسر التقليد الذي كانت تسير عليه العلاقات السعودية-اليمنية، حيث كانت اليمن كفناء أو حديقة خلفية للسعودية، وكان هناك وصاية على القرار السياسي.. وبالتالي تشعر السعودية أن القوى القادمة سواء كان أنصار الله أو كل الكيانات الثورية ترفض هذه الوصاية، وتشعر أن الأمور خرجت عن يدها في اليمن، وهي تعتبر أن السيطرة على اليمن جزء من أمنها، وإذا جاءت قوة مستقلة يشعرها بالخوف، لا تريد لليمن أن تكون دولة مستقلة وقوية، وهذه مشكلة لدى السعودية، لا بد أن يقتنعوا ويغيروا من نظرتهم تجاه اليمن.. والفاعل الدولي من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية بالذات هم مستفيدين من هذه المخاوف واستمرار مخاوف السعودية لتبرير بقائهم وحماية مصالحهم وتبرير تواجدهم في المنطقة.. وفي النهاية قد تنعكس عليهم سلبا، فالطريقة التي يعملون بها، والعزف على الوتر الطائفي، هذا خطير على السعودية، باعتبار أنها دولة فيها تعدد مذهبي، ومعروف أن أكثر الفئات السياسية هشاشة هو النظام السعودي، لأنه لا يوجد لديه وحدة وطنية أو تاريخية سياسية يمكنه أن يتكئ عليها.. هذا الكيان لم يمر على توحيده السياسي أكثر من 100 عام، ولا توجد رابطة، اليمن معروف تاريخيا كهوية وطنية وتاريخية، لكن في السعودية تقوم وحدتها السياسية على الأسرة، إذا تصعدت معنى ذلك سقوط الأسرة لن يكون كسقوط أي نظام في أي دولة أخرى التي تبقى وحدة الوطنية والسياسية، سقوط النظام السعودي يعني تفكك العربية السعودية، وعندما تشتغل على هذا فإنها من أكثر الكيانات التي يمكن أن تسقط، خاصة وأن نظامها يقوم على التمييز الطائفي بحيث يلغي حقوق المواطنة رغم أن حقوق المواطنة ضعيفة، ما بالك بالتمييز المذهبي الذي يمارس على فئة كبيرة جدا من الشعب السعودي في المناطق الشرقية كنجران وفي أكثر من منطقة.
تصريح سابق
- الصمود: إعلان الحرب من واشنطن عبر سفيرها آنذاك ووزير خارجية السعودية الجبير.. ماهي دلالاته؟
- العجري: الجبير نفسه وضح في تصريحاته بداية العدوان، أن التنسيق بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية له ما يقارب الستة أشهر، وهم يرتبون وينسقون من أجل موضوع اليمن، بالتحديد من 21 سبتمبر 2014م بدأ التفاهم والحديث حول قضية اليمن والتنسيق حول كيف يتم التعامل مع الوضع في اليمن.. هو أشار وقال قبل العدوان بستة أشهر ونحن في لقاءات مستمرة من أجل التنسيق للتمهيد لـ”العاصفة”، فكان من الطبيعي بعد أن حصلوا على الضوء الأخضر أو الاتفاق على العدوان أن الإعلان من واشنطن يدل على علاقة الولايات المتحدة الكبيرة بالعدوان.
مسئولية مباشرة
- الصمود: هل أمريكا هي التي تفرض الحصار على الشعب اليمني باعتبارها مسيطرة على المياه الإقليمية.. أم السعودية التي تقود العدوان؟
- العجري: طبعا لا يعني الكلام السابق كله نفي المسئولية عن السعودية، السعودية هي المسئول المباشر، هي القاتل وهي الجاني المباشر، في كل هذا تتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية.. ونحن نعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب من وراء الستار وتظهر أنها حريصة على السلم، لكن هي من يدفع باتجاه الحرب، كانت الحملة الشعبية وخطاب أنصار الله يركز على هذا لإزاحة الستار عن الحقيقة التي تحاول الولايات المتحدة أن تحجبها عن الناس، تحاول أن تقدم أنه لا علاقة لها.. فالتركيز هو لإبراز دورها فقط، وليس لتبرئة السعودية مما يجري، أو أنها لا علاقة لها، السعودية هي المسئول الأول والمباشر وتتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية، ولأمريكا أيضا دور رئيسي باعتبارها الراعي لهذا العدوان.
والسعودية بطبيعة الحال لا تستطيع أن تعمل كل هذه الأعمال بدون ضمانات من الولايات المتحدة بأنها محمية من المجتمع الدولي.. وكل الأطراف مشتركة في الحصار على الشعب اليمني، كل من أعلن تأييده للحصار مشترك في الحصار على الشعب اليمني، سواء كانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والدول العربية.. كل الدول المشاركة في العدوان لها تواجد في المياه الإقليمية والتواجد الكبير طبعا للولايات المتحدة من قبل العدوان.
ضغط دولي
- الصمود: وأنت عضو في المكتب السياسي لأنصار الله.. هل لمستم نجاحا لهذا الحملة؟
- العجري: الرأي العالمي مهم جدا، أن يطلع الرأي العام على ما يجري في اليمن مهم جدا؛ لأنه يشكل ضغط على الدول، للأسف الرأي العام العربي سلبي، ويتحرك بشكل قطيع، رأيهم من رأي النظام، ولذلك الإعلام الموجه للعرب لا يحدث تأثير كبير، لكن ربما الرأي العام الغربي أكثر فعالية في هذا الجانب، وخاصة إبراز الوضع الإنساني في اليمن، والجرائم التي تتم في اليمن، فهذه الحملة من شأنها أن توصل الرسالة، لأن هناك محاولة تكتيم إعلامي، وحجب العالم عما يجري في اليمن.. أغلب مرسالي القنوات خرجوا من اليمن مع خروج السفارة الأمريكية، أغلبهم خرجوا قبل العدوان، عندما جاء العدوان بشكل مفاجئ لم يستطيعوا العودة، وكان من إحدى التحديات كيف تنقل رسالتك إلى العالم، وخاصة في ظل التواطؤ الإعلامي فكان من هذه الوسائط مواقع التواصل الاجتماعي وسائل هامة في إيصال هذه الرسالة، وبحسب ما قرأت أن من اطلعوا على التغريدات الأخيرة سواء في إطار حملة #أمريكا_تقتل_الشعب_اليمني أو #الحرب_المنسية_على_اليمن يطلع عليها ملايين من الناس، حوالي 100 مليون اطلعوا على الحملة ضد أمريكا وتحميلها مسئولية ما يجري في اليمن.
متابعة واسعة
- الصمود: كيف رأيتم ردود أفعال شعوب دول العالم تجاه هذه الحملة، أقصد ما مدى التفاعل مع هذه الحملة دوليا؟
- العجري: كما قلت لك، الإحصائيات التي ظهرت تشير على متابعة واسعة لما يجري في اليمن، وأنها نجحت في إيصال رسالة إلى العالم حول ما يجري في اليمن.
- الصمود: ألا ترى أنه كلما توغل الجيش واللجان الشعبية في الأراضي السعودية، وانكسارات زحوفاتها في عدد من جبهات القتال، تزداد هستيرية العدوان؟
- العجري: كما قلت لك سابقا، كلما شعر العدوان بفشل، كلما استشرس في المعركة ويتحول كالذئب الجريح، يحاول أن يفترس من أمامه دون تمييز، يحاول أن يضرب في اتجاه، ويصبح كل شيء هدف مستباح له، مع كل سقوط لموقع من المواقع السعودية في المناطق الحدودية، يعقبها تحليق مكثف خاصة في صنعاء باعتبارها مدينة مكتضة بالسكان لا يكاد يتوقف، ويسقط عشرات الشهداء في كل مرة، وهذه هي محاولة لتعويض الشعور بالمهانة، لأنهم يشعرون بأن أنوفهم تتمرغ في تراب أراضيهم، وتسقط مواقع، بالتالي يحاولوا ينتقموا من هؤلاء البسطاء، وهذه محاولات للتعويض ليس أكثر، هذا شيء طبيعي، ردة فعل تحدث لكل المستكبرين، عندما يشعر أنه يضرب من جهة يراها في موقع أضعف من موقعه.
لا يوجد
- الصمود: قراءتكم لمدى استمرارية العدوان.
- العجري: قراءتي الخاصة حتى الآن لا يوجد شيء في الأفق يدل أن الحل قريب، هناك بعض التصريحات، لكن لا يتم التعويل عليها، مثل التصريحات التي تأتي من الأمم المتحدة، والتصريحات التي تأتي من بعض الدول، وهي تصريحات ليست جديدة، نحن نسمع هذا التصريح يتكرر من بداية العدوان، أننا ندعو إلى حل سياسي في اليمن، هذا دائما نسمعه، لكن هل هناك مؤشرات يمكن الاعتماد عليها والاستناد تقول أن هناك في الأفق حل، لا يوجد.. الآن الشعب اليمني استراتيجيته الأساسية هي أن يدافع إلى أن يخرج الغزاة من أرضه.
بطبيعتها مقيدة!
- الصمود: ما تعليقكم على وقوف مجلس الأمن مع قوات التحالف ضد الشعب اليمني، وتغاضي الأمم المتحدة عما يحدث في اليمن والاكتفاء بالتصريحات وإعلان القلق المستمر؟
- العجري: مجلس الأمن والأمم المتحدة بطبيعتها هي مقيدة، من وضعوا مواثيقها والقوانين الحاكمة لعملها مسكوا بالخيوط التي تستطيع أن تعطلها إذا ما تعارضت مع مصالحها، ولذلك من الطبيعي أن مجلس الأمن والأمم المتحدة لا يكونا فعالين إلا إذا كان الأمر يتعلق بتحقيق مصالح للدول الكبرى، مع تعدد الأقطاب في العالم تقريبا تضطر الأمم المتحدة ومجلس الأمن للوقوف في مناطق رمادية بحيث توازن حركتها مع تناقضات المجتمع الدولي، هناك مصالح متعارضة للمجتمع الدولي تنعكس على وضع الأمم المتحدة وعلى فعاليتها ودورها فتضطر أن تكون مواقفها رمادية تعبر عن قلق، هذا هو قدر الأمم المتحدة، ولا تستطيع أن تؤدي أكثر من هذا الدور.. ولو أعطينا الأمم المتحدة فرصة مائة عام لتنجح في اليمن لن تنجح؛ عملية السلام في فلسطين تقريبا أكثر من 25 عاما فيها ولم يصلوا إلى شيء.. دور الأمم المتحدة في كل الأزمات في المنطقة، لم تنجح ولا في واحدة.. حتى لو لم يكن سلبي، هو ليس إيجابي على الأقل، ونظرا لبشاعة الجريمة التي يرتكبونها في اليمن يحاولون تجميل وجههم بقضايا إنسانية ومساعدات ومن هذا القبيل يخففوا وطأة الجرائم التي يرتكبونها في اليمن.
مهما بالغوا
- الصمود: أخيرا.. ما هي رسالتكم للإدارة الأمريكية، والسعودية، والمرتزقة؟
- العجري: أنه مهما بالغوا في القتل والتدمير لن يصلوا إلى شيء في اليمن، خاصة وأن القوى الفاعلة في اليمن تمد يد السلام، ولا تريد تهديد أحد، ويريد اليمن فقط أن يكون سيد نفسه، وأن لا يتدخل أحد في شئونه، وهذه أشياء غير قابلة للمساومة.. وأن هذا الإنفاق والجرائم التي يرتكبونها في حق الشعب اليمني سترتد عليهم حسرة، وإعادة العجلة إلى الوراء وإعادة اليمن على ما كانت عليه والوصاية الأمريكية والسعودية على اليمن يجب أن ييأسوا منها وأن يتخذوا استراتيجية جديدة للتعامل مع اليمن قائمة على أساس احترام سيادة اليمن وعلى الندية والاحترام المتبادل.