وكيل قطاع الإعلام بالهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء عبد السلام الطالبي في حوارٍ لصحيفة “المسيرة”: الأيّامُ القادمة ستشهد تطوراً وعملاً راقياً يليقُ بمقام وتضحيات الشهداء
المسيرة – حاوره محمد ناصر حتروش
أكّـد وكيلُ قطاع الإعلام والشؤون الفنية بالهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء عبد السلام الطالبي، أن القائمين على الهيئة يتعاملون مع كُـلِّ أسر الشهداء بعين السواء، معتبرًا ذلك مبدأً إيمَـانياً وجهادياً ووطنياً يجب أن يترسَّخَ في أذهان كُـلّ من يعملون في ميدان هيئة رعاية أسر الشهداء أينما كان تواجدهم في مراكز العمل.
وقال الطالبي في حوارٍ خاص مع صحفية “المسيرة”: إن المؤسّسة العامة لرعاية أسر الشهداء أحرزت رغم شحة الإمْكَانيات تقدماً لا بأس به وأنها أوجدت بنية تحتية وقاعدة بيانات وتواجدت بفروعها وكوادرها في كافة المحافظات فوجدت معها العديد من البرامج والأنشطة التي أسهمت في الاهتمام بالشهداء وأسر الشهداء مع أنها مؤسّسة مجتمع مدني تعتمد على ما يقدم لها من الخيرين من أبناء المجتمع.
إلى نص الحوار:
– بدايةً نرحب بكم في صحيفة “المسيرة” أُستاذ عبد السلام.. ما سببُ تحويل مؤسّسة الشهداء إلى هيئة وما الذي سيضيفه مسمى الهيئة في جانب خدمة أسر الشهداء؟
حيّاكم الله ونحن سعداء بالحضور معكم في هذا المنبر الإعلامي الرائد صحيفة المسيرة (صدق الكلمة)، وعن سؤالكم عن سبب تحول مؤسّسة الشهداء إلى هيئة يبدو أن الصورة لم تتضح لكم بعد!
فمؤسّسةُ الشهداء تعد الركيزة الأَسَاسية التي احتضنت العمل من بدايته فكانت وما زالت هي المنطلق منذ أن تم الإعلان عن إنشائها بتوجيهٍ مباشر من قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- بعد الحروب الست الظالمة على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات عمران وصنعاء وحجّـة وبالتحديد في العام ١٤٣٢هـ، وعلى الرغم مما تخلل ذلك من حروب وظروف إلَّا أنها حقّقت بفضل الله عز وجل تقدماً ملحوظاً ونجاحاً مبهراً تجلى بفضل الله عز وجل لدى كافة أبناء المجتمع.
وعن التحول الذي طرأ حديثاً فهو نتج بعد إصدار القانون الرئاسي رقم (٢) لسنة ٢٠٢٢م والذي قضى بالدمج والضم بين (الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية) والتي كنت رئيساً لها وبين (الهيئة العامة لرعاية أسر شهداء الواجب المقدس) والتي كان قد صدر قرار بإنشائها من الرئيس الشهيد صالح الصماد -رحمة الله عليه- برئاسة الأخ الزميل طه جران تقريبًا في أواخر العام ٢٠١٧م، حَيثُ تم الدمج بين هاتين الجهتين في سبتمبر الماضي لسنة ٢٠٢٢م، وأصبحت كلتا الهيئتين تشكلان كياناً واحداً بكوادرها وأصولها وفروعها عنوانه (الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء) كُـلّ الشهداء الأحرار من أبناء الوطن.
– هناك برامجُ أَسَاسية عملت مؤسّسة الشهداء على تحقيقيها منذ التأسيس وبعد أن تم تحويلها إلى هيئة عامة.. ما الذي سيتحقّق من تلك البرامج؟ وهل سنشهد نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة لأسر الشهداء خُصُوصاً بعد أن أصبح لهم صندوق حكومي خاص بهم؟
مؤسّسة الشهداء رغم ما رافق عملية إنشائها من شحة إمْكَانات؛ باعتبار أن وجودَها جاء بعد الخروج من ست حروب ظالمة ألحقت بالناس الكثير من الخسائر المادية والبشرية، إلا أنها أحرزت تقدماً لا بأس به وأوجدت بنية تحتية وقاعدة بيانات وتواجدت بفروعها وكوادرها في كافة المحافظات فوجدت معها العديد من البرامج والأنشطة التي أسهمت في الاهتمام بالشهداء وأسر الشهداء رغم أنها مؤسّسة مجتمع مدني تعتمد على ما يقدم لها من الخيرين من أبناء المجتمع.
والكيان الجديد المعلن عنه اليوم وفي ظل وجود صندوق يتبعه يتلقى إيراداته من جهات حدّدها قانون ولائحة الإنشاء فَـإنَّ ذلك حقيقة سيسهم في تحقيق نقلة نوعية تكفل تقديم خدمات متميزة ومتعددة مجالاتها تعود جميعها بالنفع لأسر الشهداء العظماء -بإذن الله-.
ومن هذا المقام أناشد القيادة السياسة ممثلة بشخصية الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى الرئيس مهدي المشاط، في التأكيد والشد على المعنيين بحث الجهات المعنية بالوفاء بالتزاماتها وتوريد مَـا هو محدّد عليها من النسب لصندوق رعاية أسر الشهداء.
– ما هي أبرز التحديات التي واجهتكم سابقًا في المؤسّسة وما الصعاب التي اعترضت طريق إنشاء الهيئة العامة لأسر الشهداء واعتماد صندوق حكومي لهم وهل تقدم الهيئة معالجات عجزت المؤسّسة عن تقديمها؟
لا وجود لصعوبات إذَا وجدت العزيمة والإرادَة شريطة أن تكون مقرونة بالاعتماد والتوكل على الله والمال ليس إلَّا وسيلة إذَا وجدت الغاية ووجدت العزائم الصادقة لتحقيقها وما قد تجلى في الميدان من أعمال على صعيد الشهداء وأسر الشهداء ليس بالهين وهناك طموحات نأمل من الله أن يوفقنا للوصول إليها والتوفيق والعون لتنفيذها.
– يتساءل الجميع حول راتب أسر الشهداء وما إذَا كان إنشاء الهيئة سيحدث تحولاً ملموساً في هذا المسار أم أن تلك الإشكالية ستستمر ويستمر توقف الرواتب معظم أشهر السنة؟
يؤلمنا جِـدًّا الحديث عن هكذا إشكالية ما كان لها أن تكون فأسر الشهداء يستحقون كُـلّ غالٍ ونفيس ناهيك عن مرتب أَو نصف راتب لا يكاد أن يغطي احتياجات الأسرة لأسبوع واحد، لذلك عسى وكلنا رجاء في أن يسهم وجود الصندوق في توفير إعاشة شهرية مُستمرّة ومستقرة وتسهم هذه الإعاشة في توفير أبرز الاحتياجات الأَسَاسية وفي حال فاقت الإعاشة قدرة الصندوق فنطالب القيادة السياسية بإعادة النظر في هذا الأمر، لا سِـيَّـما من هم من هذه الأسر ممن فقدوا من كان يعولهم.
– البعض يقول إن هناك تبايُناً في خدمة أسر الشهداء فمثلاً بعضها تحصل على كامل الرعاية بمختلف جوانبها والبعض لا يصل إليها إلَّا الشيء اليسير.. ما تعليقكم على ذلك؟
لا وجود لهذه الظاهرة فالتعامل مع كُـلّ أسر الشهداء يتم بعين السواء وهذا مبدأ إيمَـاني وجهادي ووطني يجب أن يترسخ في أذهان كُـلّ من يعملون في ميدان هيئة رعاية أسر الشهداء أينما كان تواجدهم في مراكز العمل.
ولا أخفيك أن هناك جهات حكومية تمتلك موارد وفقدت شهداء من موظفيها فبذلك قد يحتم عليها مبدأ الوفاء تقديم إكراميات لأسرة هذا الشهيد العزيز أَو ذاك فينتج عن ذلك فهم خاطئ لدى بقية الأسر فتعود اللائمة على القائمين على العمل في المؤسّسة أَو الهيئة وهذا على سبيل المثال.
– برأيكم في حالة تم التوصل لحلٍ سلمي.. ما الآلية التي ستمضي عليها الهيئة العامة للشهداء؟ هل ستقبل بقتلى الطرف الآخر وضمهم ضمن كشوف الهيئة أم ماذا؟
ميدان العمل في هذه الهيئة هو الاهتمام برعاية وتأهيل أسر الشهداء وَإذَا كان من متغيرات في المستقبل فلكل حادثٍ حديث ونحن جهة مثلنا مثل أية جهة حكومية تكون ملزمة بالتعاطي مع ما يرسم لها من سياسات تخدم مصلحة الوطن وأبنائه الأحرار.
– الهيئة العامة للشهداء بحلتها الجديدة هل ستمضي على الخطط والأهداف التي كانت عليها المؤسّسة أم أن هناك تغيرات جوهرية ستحدث خلال الأيّام القادمة؟
كل إنسان من موقع عمله هو يطمح للتطوير والبناء والارتقاء بالعمل وهذا السؤال ذكرني بدعاء الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي -عليهم السلام- في دعاء مكارم الأخلاق (وَانْتَهِ بِنِيَّتي إِلى أحْسَنِ النِّيّاتِ، وَبِعَمَلي إِلى أحْسَنِ الأعْمال).
وإن شاء الله تعالى أن الأيّام القادمة ستشهد تطورات تسهم في تقديم عملٍ راقٍ يليق بمقام وتضحيات الشهداء ويخدم أسرهم وذويهم في المقدمة لا سِـيَّـما ما هم بحاجة إليه في البرامج التربوية والثقافية وتحقيق الاكتفاء الذاتي وابتكار مشاريع متنوعة في التمكين والمهارات والإبداعات بإذن الله ليكونوا هم النواة التي تدير شئون المجتمع وذلك هو ما نطمح إليه.
– ماذا عن مصير المفقودين ما هي الآلية التي ستتخذها الهيئة إزاء أسرهم؟
الملف يختص بالمفقودين ممن ما زالت جثمانيهم لدى العدوّ وهناك معلومات دقيقة عنهم وحول هذا الموضوع سبق أن تم تشكيل لجنة لدراسة هذا الملف وإحالته.
كما أن هناك ترتيبات لتنفيذ مشروع المسح الميداني للشهداء من الضحايا المدنيين الذين طالتهم غارات العدوان الأمريكي السعوديّ.
– ما هي الرسالة التي تودون إيصالها عبر صحيفة المسيرة ولمن؟
نبارك لعموم أسر الشهداء فرحتهم وحضورهم المبارك في هذه المناسبة ونقول لهم كتب الله أجركم على صبركم وتضحياتكم كما هي لشعبنا العزيز على حضوره اللافت والمذهل للأعداء في احتفائه اللا مسبوق بذكرى الشهداء وتكريم أسرهم وإقامة الزيارات المنظمة للأسر وللروضات والمعارض، ونقول للجميع كتب الله لكم الأجر وسدد الله على طريق الخير خطاكم، كما هي موصولة لكل وسائل الإعلام التي كان لها حضورها البارز واللافت في التغطية والتوثيق لكافة البرامج والأنشطة المنفذة في الساحة على أرجاء أغلب مناطق اليمن الحبيب والمجاهد والصامد بصمود أبنائه الأحرار في وجه الغزاة والمرتزِقة والعملاء.
– كلمة أخيرة لكم.!
“الشهادة وسام الله ذا فخر عالي
منحة الله لأحبابه وعزة وجاه
عشقنا للشهادة صير المر حالي
ما بقي شيء نخافه في يدين الغزاة
با نخوض المعارك سهلها والجبالي
وإن دعتنا البوارج با نخوض المياه”.
لذلك يجب أن تفهم أمريكا وإسرائيل ويفهم كُـلّ الأعداء بأن اليمن عصية على كُـلّ الأعداء وأنها مقبرة الغزاة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.