مدن الفاحشة.. بقلم/ حمود أحمد مثنى
سَدُوم وعمورة هي مجموعة من القرى التي خسفها الله؛ بسَببِ ما كان يقترفه أهلها من مفاسد وفق ما جاء في النصوص الدينية، القصة مذكورة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين، ويقول علماء التاريخ وَالدين أن هذه القرى كانت تقع في منطقة البحر الميت وغور الأردن، بحسب المصادر العبرية فَـإنَّ هذه القرى هي: سدوم، عمورة، أدومة، صبييم.، حَيثُ يُعتقد أن الله قد خسفها بأهلها، حسبما جاء في النصوص الدينية؛ بسَببِ سوء خُلقهم وإتيانهم الذكور من دون النساء وكانت مملكتا سدوم وعمورة متحدتين مع مدينة أدومة، صبييم، وزوار.. وقعت هذه المدن الخمس على سهل نهر الأردن في المنطقة الجنوبية من كنعان، قورن السهل بجنات عدن لكونه خصباً، مليئاً بالحشائش، ومناسباً لرعي الماشية، بمعني أنهم كانوا يعيشون في ترف وبذخ في العيش أصبحت سدوم وعمورة مثالاً على الإثم، وضُرِبَ بها المثل في الانتقام الإلهي على ما حَـلّ بهما من دمار، يذكر الإنجيل (أن هذه المدن دمّـرت بفعل آثام، واعتداء، وأنانية سكانها، وَأَيْـضاً الاغتصاب المتعمد).
استخدمت سدوم وعمورة عبر التاريخ وفي الوقت الحديث كاستعارة عن المثلية الجنسية (اللواط أَو الشذوذ). يرجع ذلك إلى تفسير النص الإنجيلي للعقاب الإلهي لسدوم وعمورة كنتيجة لممارستهم المثلية الجنسية وتقر المجتمعات الإسلامية عقوبات صارمة بمن يمارس هذه الفاحشة حداً وزجراً لخطورتها علي الطبيعة والفطرة البشرية وباعتبارها من جرائم الإفساد في الأرض وقد حَـلّ حكم الله عليهم،
قال تعالي: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْـمُتَوَسِّمِينَ (75) الحجرات.
المدينة الثانية مومباي الرومانية في سنة 70ق. م ويطلق عليها في بعض النصوص التاريخية مدينة الفاحشة وكانت مدينة مترفة وبذخة انحرف سكانها وجاهروا بالفاحشة ومنها اللواط فدمّـرها بركان فيزوف وكان سكانها في نفس اللحظة التي فاجأهم البركان يمارسون الفاحشة، وعلي الوضعية التي كانوا عليها كما يدل علي ذلك آثارهم المتحجرة كشاهد ودليل على الخسف، تم إهمال الحديث عن هذه المدينة المنحرفة في مدونات الكثير من المؤرخي، لولا ما تم الكشف عنة من متحجرات لسكان المدينة.
ومن خلال ذلك نستنج تشابه الظروف الاقتصادية والثقافية لحادثتي قوم لوط ومومباي الرومانية
فكل واحدة منها كانت تتمتع وتعيش في:
1- مستوي اقتصادي مترف وبذخ المعيشة.
2- المجاهرة بالسوء وأصبح عادة مقبولة من قيادتهم وعموم الشعب.
3- محاربة كُـلّ قيم العفة والطهارة والفضيلة.
ويجب الانتباه لتغير المصطلحات مثل (المثلية)؛ لأَنَّ هذا تلاعب بالعقول لكي يتم تقبل الجريمة مرحلياً من قبل المجتمعات البشرية الرافضة لها مطلقاً، ويجب استمرار الوصف الشائع والمتعارف عليه شرعياً مثل اللوطيين أَو ما يطلق عليه شعبيًّا (مخانيث) هي الصفة الشرعية والعرفية بدلاً عن الشذوذ أَو المثلية.
والمدهش أن الغرب بداء عبر مراحل للوصول إلى إغواء الشعوب الغربية بدءاً بالحرية الشخصية، ثم الدعوة إلى قبول الشواذ، ثم حمايتهم، ثم توليهم مناصب قيادية، ثم وضع قوانين تجيز الشذوذ، وأخير الترويج للشذوذ، عبر كُـلّ وسائل الإعلام وفي كُـلّ المناسبات ربما قريباً سيشهد العالم ما حدث لسادوم في الشرق ومومباي في الغرب.