قيادة صنعاء: هدوءٌ سيعقبهُ عواصف.. بقلم/ هنادي محمّد
تعتقد قوى العدوان بأن حالة اللا سلم واللا حرب الحّالية ستستمر إلى ما لا نهاية دون حسمٍ للموقف، وسيقبل الشعب اليمني وقيادته السياسية الثوريّة بأن تظل حقوقهم منهوبة والمحتل يتقفّز في أراضيه يسرح ويمرح كيفما شاء دون حارسٍ وحامٍ لبوابته، يدخل متى ما أراد ويغادر بحسب رغبته وفي الوقت الذي يختارهُ هو..!
وبعد مرور ثمانية أعوام من العدوان ما زال العدو الذي نواجهه بنفس الغباء الذي أودى به إلى محرقته، فقد نسي أو يتناسى المعادلة الاستراتيجية التي فُرضت من قبل وهي (الصّبر الاستراتيجي) التي أتت بعدها عواصف عمليات الرّد والرّدع وأشعلت العديد من أهدافهم الاقتصادية الحسّاسة وجعلتهم يعودون بهدوء خفي إلى الوراء لمراجعة خطواتهم المهتزّة حتى ينجون من مصيرهم المحتوم الذي يعرفونه..!
صنعاء أتاحت الفرصة لهم خلال مرحلتين متتاليتين من الهدنة التي رعتها الأمم (المُداهنة)، وبعد أن فوّتوها وجعلوا منها مساحة من الوقت لإعادة ترتيب صفوفهم ولملمة شتاتهم ورسم خططٍ ومؤامرات جديدة قديمة، ما زالت محافظة على صبرها لإقامة كامل الحجة مرحّبةً بكل فرص السّلام العادل ، وذلك من منطلق القوة التي عرفها العالم طوال عمر العدوان، سعيًّا منها لتجنيب السعودية والإمارات ما سيقدمون عليه بعد أن تقرر القيادة إشعال فتيل البأس اليمانيّ وقتها ستغرب شمسهم دون شروق لأن السّكون سيتحول إلى كسر على الظّاهر والمستتر وكلّ من له يدٌ في العبث مع الشّعب اليمني، بعدها يمكن أن نقول: وداعًا لركلات التّرجيح فقد نجح الوقت الأساسي للمبارة وانتهى اللعب في ملعبٍ محدود..!
مرتبات الشّعب وحقوقه ستعود إليه، وثرواته لن تكون إلّا له، ومطاراته وموانئه ستُفتح، والحصار المفروض سيرفُع عنه، وسينعم بحياةٍ كريمةٍ آمنة، ولن تمضي سوى إرادته، وهو من سيضع النقطة في آخر السطر بعد أن يدوّن تاريخهُ ويثبّت موقفهُ الحَق، فزمن ليّ الذراع قد ولّى، وسيادة سلطة العصا الغليظة تم كسرها وحرقها، والعاقبةُ للمتّقين.