الزراعة.. سلاح الأرض الأقوى!! بقلم/ دينا الرميمة
خص الله اليمن بجغرافيا تحمل مناخاً وتربة مناسبين لزراعة أغلب المحاصيل الزراعية إن لم يكن جميعها وفي حال توجه الناس للزراعة فإن هذا الأمر سيرفع منسوب اقتصادها كون الزراعة هي العمود الفقري لاقتصاد الدول وكذلك سيضمن لليمن أن تكتفي ذاتياً بالمواد الغذائية وتؤمن نفسها من شر الابتزاز لأمنها الغذائي من قبل الدول التي تتخذ من الغذاء وسيلة للوصول لأطماعها في الدول!
خاصة واليمن تملك مساحات زراعية واسعة كتهامة التي لو زرعت لكفت اليمن، والجوف التي توصف بالسلة الغذائية لليمن، والكثير من الحقول المنتشرة على كافة الأرض اليمنية.
وقديماً اشتهرت اليمن بالزراعة كزراعة مختلف أنواع الحبوب بما فيها القمح وكذلك جميع أنواع الخضروات والفواكه وكما اشتهرت بزراعة وتصدير البن اليمني الأعلى جودة عالمياً.
لكن ومع مرور الوقت اهملت الزراعة بشكل كبير وبلا شك فإن ذلك كان أمر ممنهج و متعمد من قبل الأنظمة السابقة العميلة للخارج وبإيعاز منهم فقد عملوا على ثني اليمنيين عن الزراعة و زرعوا بذور الفتنة والقطيعة بين الإنسان وأرضه فهجرها حتى تصحرت وأصبحت بوراً عاقراً، ومن ظل متمسكاً بأرضه فقد زرعها بالقات الأفة الأكثر ضرراً على الأرض والأنسان، وبهذا أصبحت اليمن دولة معتمدة في أمنها الغذائي على الخارج ومستهلكة لمنتجاتهم، إلى ان جاء السيد حسين بمشروعه القرآني وبه حاول النهوض بالأمة من جميع النواحي حتى تكون في مقدمة الشعوب، لا أمة مذلولة بلقمة عيشها، وفي الكثير من محاضراته تحدث عن أهمية الزراعة في الاكتفاء الذاتي لمواجهة أية تحديات قد تواجه الدول، وعمل جاهداً على إصلاح العلاقة بين الناس والأرض ضارباً المثل ببعض الدول التي أصبحت في قائمة الدول المكتفية ذاتياً كاليابان التي على الرغم من أنها لا تملك أرضاً زراعية لكن شعبها توجه للزراعة حتى في شرفات المنازل لتوفير حاجياته من المنتجات الزراعية وكيف أصبحت اليابان اليوم من ضمن الدول العظمى بعد حرب كلفتها الكثير.
ومع ما تعرضت له اليمن من حرب وحصار وحرب اقتصادية أرادوا بها ابتزاز اليمن في غذائها للخضوع لأهواء الخارج بدأ الناس يدركون أهمية أن يكونوا مكتفين ذاتياً وخاصة مع التوعية التي قام بها السيد “عبد الملك الحوثي” بأهمية الزراعة والعودة للأرض ومنحها الرعاية حتى تمنحنا خيرها الوافر وتكفينا مغبة التسول أمام أبواب المنظمات وانتظار هبات العدو الذي له مآربه وراء كل فلس من مساعداته، أضف إلى أنها ستكفينا شر سلاحهم الاقتصادي الذي أرادوا به قتلنا واستسلامنا ، وكما حث الدولة والجهات المتخصصة بتوفير كل التسهيلات للمزارعين وكذلك إيقاف استيراد بعض المنتجات من الخارج حتى تتوفر السوق للمنتج المحلي!!
وفعلاً عاد الكثير للأرض فتعهدوها بالاهتمام والرعاية فكانت وفية لهم بقدر ما منحوها وها نحن اليوم نرى الأرض وقد أخضرت وأثمرت وجادت بكل خيرها من مختلف أنواع المحاصيل الزراعية حتى الأرز والقمح الصنفان اللذان كان الكثير يجزم على استحالة إنتاجهما باليمن، لكن الأرض اليمنية دحضت كل مستحيل وأثبتت أنها أرض الجنتين، وستدحض بذلك كل أحلام العدو فيها وبشعبها العاشق لكرامته وكرامة وعزة أرضه، وستصبح اليمن يوماً ما دولة مكتفية ذاتياً وفي مصاف الدول المصدرة للمنتجات الزراعية كما استطاعت أن تصدر للعالم دروساً قوية في الشجاعة والقوة والكرامة وأنها الأرض التي لن تُغلب.