المسؤوليةُ العمليةُ وفقَ هُدى الله..بقلم/ محمد الضوراني
هدى الله يبني الإنسان المؤمن ليكون بحجم المسؤوليات التي حمّله اللهُ إياها، هذه المسؤوليات العملية التي تحملها هذا الإنسان لن يستطيع القيام بها بحسب ما يريد الله عز وجل، ما لم يكن بالمستوى المطلوب إيمَـانيًّا.
إن هدى الله من خلال القرآن الكريم يبني الإنسان المؤمن ويجعله أكثر وعياً وأكثر إخلاصاً وأكثر عطاءً في ميادين العمل والجهاد، يتجسد الإيمَـان في سلوكياتنا وفي أعمالنا وأخلاقنا واهتماماتنا ومواقفنا ضد أعداء الله، هذا الإيمَـان الصادق بالله المبنى من خلال الثقة بالله وَوعود الله للمؤمنين وتأييد الله للمؤمنين، هو يعتبر شيئًا أَسَاسيًّا في كمال الإيمَـان وهو يعتبر منطلقاً ينال منه الإنسان المؤمن الاستقامة الحقيقية التي يتحقّق من خلالها رعاية الله والتوفيق من الله.
عندما نتحَرّك في واقعنا العملي ونحن نفهم ونعقل أننا في مقام المسؤولية الإلهية التي لا يمكن أن نتهرب منها أَو نتنصل عنها لا يمكن أبدًا، هذه المسؤولية لا تعني فقط الذين هم في مقام العمل مسؤولين أَو موظفين أَو… إلخ.
المسؤولية هي على الجميع كُـلّ الأُمَّــة الإسلامية في مقام المسؤولية، مسؤوليتنا في الاهتمام بتوجيهات الله لنا وأن نعمل بها في واقعنا في هذه الحياة.
إن نعمة الهداية من أعظم النعم في هذه الدنيا، نعمة من تحَرّك من خلالها في واقعه الحياتي سوف ينال رعاية الله وتوفيق الله والخير الكبير من الله في الدنيا والآخرة، في الدنيا ينال العزة والكرامة والتمكين والتأييد، وفي الآخرة الفوز بالجنة والسلامة من عذاب الله وسخط الله، هذا العذاب الذي يعتبر من العقوبات التي ترعب الإنسان المؤمن ويخاف الجميع من الوصول إليها؛ لأَنَّها خسارة كبيرة لا يمكن أن تعوض أَو يمكن تداركها في يوم الحساب الإلهي.
لذلك لن نسلم من عذاب الله وسخط الله ما لم نكن بالمستوى المطلوب إيمَـانياً ولن يكون ذلك إلا من خلال هدى الله والالتزام بتوجيهات الله والتسليم لله قولاً وعملاً وتحَرّكاً في كُـلّ ميادين العمل والجهاد.