حريتنا دين وكرامتنا قيم لا تدخل في مزاد المساومات..بقلم/ نوال أحمد
أمريكا التي تقف على رأس دول العدوان وهي من تشرف وتدعم وتقود الحرب على الشعب اليمني، وهي من تتحكم بمصير أدواتها الإقليمية التي تعتدي على الشعب اليمني وتحاصره في لقمة عيشه، أمريكا وقوى الاستكبار العالمية لا تريد إنهاء الحرب في اليمن لأن لها أطماعاً استعمارية ومصالح كبرى تسعى إلى تحقيقها في اليمن، ولا يتأتى لها ذلك إلا من خلال إطالة أمد العدوان والحصار واستمرار معاناة الشعب اليمني.
إن الأمريكي والذي هو رأس حربة في اليمن يسعى إلى تحقيق أهدافه ومطامعه حتى لو أدى ذلك الأمر إلى الإضرار بأمن وسلامة السعودية والإمارات بل وأمن المنطقة عموماً، فالأمريكي على استعداد بأن يضحي بالسعودي والإماراتي وتقديمهم ككباش فداء في سبيل تحقيق مصالحه فهو يعتبرهم مجرد أدوات رخيصة بلا قيمة ولا وزن ..
الأمريكي هو أصل المشكلة في إعاقة طرق السلام في اليمن، فهو من يستفيد من هذه الحرب على اليمن، لذلك فهو لا يريد إحلال السلام، إلا سلاماً يستفيد منه هو، السلام الذي يعني الاستسلام بالنسبة للشعب اليمني، الأمريكي يريد سلاماً يسعى من خلاله إلى تقسيم اليمن واحتلال جزره وموانئه، سلام يحافظ من خلاله على بقاء أدواته المتصارعة في جنوب البلاد والتي يدعمها ويمولها لتستمر حالة الفوضى ولكي يتمكن هو من التغلغل داخل المناطق اليمنية والاستحواذ عليها والسيطرة على ما تبقى من أجزائها، ولكن الشعب اليمني يعي جيداً بمخططات ومكائد وخداع الأعداء ولم تعد تنطلي عليه تلك الدعايات والوعود الفارغة التي تأتي تحت ما يسمى عناوين السلام، فالدور الأمريكي بات واضحاً ومكشوفاً في اليمن ولن يتمكنوا من خداع الشعب اليمني ولن يوقعوه في فخ الهدنة وشعارات السلام الزائفة، فالسلام الحقيقي يتجسد في الاستجابة لمطالب اليمنيين، وتنفيذ ما كان قد التزم الجانب السعودي من شروط ووعود جاءت في الهدن السابقة والتي نكث بها العدو السعودي مؤخراً، فهو إلى اليوم و بعد مرور ما يقارب الشهرين والنصف من انتهاء الهدنة ما يزال يراوغ ويماطل في تماش مع التماهي الأممي الذي يغض الطرف عن المعاناة والواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب اليمني نتيجة استمرار الحرب والحصار المتواصلين..
الشعب اليمني قدم التضحيات الجسام من أجل بقاء الحرية والكرامة التي لا يمكن المساومة عليها، ولن يعلن استسلامه في نهاية المطاف ولا يمكن أن يتوقف في منتصف الطريق، الشعب اليمني بات اليوم أقوى وأصلب وأكثر عزماً من ذي قبل وأصبح يمتلك من القدرة العسكرية والقوة الإيمانية ما تمكنه من حسم المعركة وأخذ حقوقه كاملة وانتزاعها بالقوة من بين مخالب وأنياب أعدائه بعون الله تعالى..
فحالة اللا سلم واللا حرب التي يُراد لها أن تستمر في اليمن لن تطول وصبر الشعب اليمني له حدود وعلى العدو أن يعي ذلك جيداً، بأنه اليوم أمام الفرصة الأخيرة، فإما أن يستجيب لمطالب الشعب اليمني ويُسلم حقوق شعبنا المشروعة والعادلة كاملة والتي تمثلت في صرف مرتبات كافة موظفي الدولة من ثرواتهم النفطية والغازية ،وفتح الموانئ والمطارات اليمنية وإلا فليتحمل العواقب الوخيمة التي ستكون وبالاً عليه وما بعد تحذيرات القيادة ليس كما قبلها وله درس وعبرة في المراحل السابقة، الشعب اليمني لن يساوم في حريته وكرامته، ولن يتنازل عن استحقاقاته الإنسانية والوطنية فلا هدنة ولا سلام دون أخذ ونيل كافة الحقوق، “ومن قال حقي غلب”..