الأنصار ما بين التشويه والبناء..بقلم/ أحمد داوود
ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض لها “أنصار الله” لحملات التشويه الممزوجة بالكذب والخداع والافتراء، فمنذ ولادة المشروع القرآني تعرض “أنصار الله” للتشويه، والمطاردة، والقتل، والتنكيل، والحبس، وجميع أنواع المضايقات والانتهاكات.
لسان النظام السابق في عهد الخائن عفاش كان يطلق الكثير من المصطلحات على الأنصار ومنها كلمة “حوَّيثة”، ويصفهم “بالمجوس”، و”الانقلابيين، وبأنهم يسبون الصحابة، ويحببون رُكَب الأئمة، ولسنوات كثيرة حرص عفاش عبر الدعاية السوداء على تعميق هذه المفاهيم في الوعي العام اليمني حتى ترسخت في أذهان الكثيرين، في حين أن المشروع القرآني منذ البداية كان يحرص على بناء الإنسان اليمني، وتعميق الولاء الوطني لديه، وتهذيب النفس، والتصدي لمخطّطات الأعداء التي تهدف إلى احتلال الشعوب وامتهان كرامتها ونهب ثرواتها.
وحين اندلعت أحداث ١١ فبراير ٢٠١١ ضد الخائن عفاش، سارع الأنصار مع من سارع، آملين بإصلاح الوضع في البلد، والتغيير إلى الأفضل، لكن مسار الثورة كان يسير بحسب خطط الأعداء، ومشروع التقسيم كان يمضي على قدم وساق، والأمريكي تحول إلى الحاكم الفعلي للبلد، فكان الأنصار هم الوحيدون في الساحة الذين تحَرّكوا لرفض هذا الوضع واستنكاره، فاندلعت شرارة ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ فتحَرّكت أبواق الإصلاح الإعلامية من صحف ومجلات وقنوات ومواقع إلكترونية ليكون هدفها الأول شيطنة “أنصار الله”، وتشويههم بكل وسائل الكذب والدجل والافتراء.. لكن وكما يقولون كانت القافلة تسير والكلاب تنبح، ومع ذلك انتصرت الثورة، ووضعت الكثير من الأهداف وفي مقدمتها بناء الوطن والإنسان اليمني وإصلاح ما أفسده الدهر، لكن الأعداء كثيرون والمؤامرة على الثورة كانت كبيرة.
وعندما جاء العدوان كان الأنصار في مقدمة الصفوف، فحملوا هموما كثيرة، من أبرزها التصدي للعدو بكل وسائلهم المتواضعة، وكانت الطعنات العفاشية تأتي في الظهر، وأبواقهم الإعلامية كانت تواصل شيطنة الأنصار، مع ضخ إعلامي كبير لماكينة العدوان والمرتزِقة، ومع ذلك صمد الشعب العظيم وواجه كُـلّ التحديات في تلاحم أُسطوري مع قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، فكان الأنصار في طليعة الصابرين والمجاهدين والمضحين والمتضررين والمكلومين حتى تجاوزوا كُـلّ المخاطر والعقبات.
اليوم تعود الأبواق من جديد، لتعزف الألحان ذاتها، غير مستوعبة لدروس الماضي وهزائمهم المريرة في هذا المضمار، فالخيبات لا يجنيها سوى الأعداء، ومحاولات دس السم في العسل باتت مكشوفة للجميع.
واليوم يؤمن الشعب اليمني أن الانحناء للعواصف ليس واردا في قاموسهم، وهم الذين تجاوزوا كُـلّ المحن والابتلاءات، ولهذا فَـإنَّهم لن يحيدوا عن مواصلة المشوار، وبناء هذا البلد بالشكل الذي يليق به، ولا عزاء للأبواق المأجورة فقد تجاوزها الزمن.